العاهل الأردني يؤكد حرص بلاده على تمتين العلاقات الأخوية مع المغرب

بحث خلال لقائه ابن كيران عملية السلام والأزمة السورية

العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني لدى لقائه رئيس وزراء المغرب عبد الإله ابن كيران في عمان أمس («الشرق الأوسط»)
العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني لدى لقائه رئيس وزراء المغرب عبد الإله ابن كيران في عمان أمس («الشرق الأوسط»)
TT

العاهل الأردني يؤكد حرص بلاده على تمتين العلاقات الأخوية مع المغرب

العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني لدى لقائه رئيس وزراء المغرب عبد الإله ابن كيران في عمان أمس («الشرق الأوسط»)
العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني لدى لقائه رئيس وزراء المغرب عبد الإله ابن كيران في عمان أمس («الشرق الأوسط»)

=أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني حرص بلاده على «تمتين العلاقات الأخوية» مع المملكة المغربية، مشيرا في هذا الإطار إلى أهمية تفعيل وتعزيز أعمال اللجنة العليا الأردنية - المغربية المشتركة.
جاء ذلك خلال استقباله أمس رئيس الوزراء المغربي، عبد الإله ابن كيران، الذي نقل له تحيات العاهل المغربي الملك محمد السادس، حسب بيان نشره الديوان الملكي الأردني.
وأشار البيان إلى أنه جرى خلال اللقاء بحث العلاقات بين البلدين، إضافة إلى المستجدات إقليميا ودوليا. كما تناول اللقاء جهود تحقيق السلام في الشرق الأوسط وصولا إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على ترابها الوطني وعاصمتها القدس الشرقية، استنادا إلى حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
وفي ما يتعلق بآخر مستجدات الأزمة السورية، جدد الملك عبد الله الثاني التأكيد على الموقف الأردني الداعم لحل سياسي شامل للأزمة، لافتا إلى الأعباء التي يتحملها الأردن جراء استضافته العدد الأكبر من اللاجئين السوريين.
بدوره، أكد ابن كيران حرص بلاده على «تعميق العلاقات بين الأردن والمغرب في شتى المجالات، بما يحقق مصالح الشعبين الشقيقين، خصوصا الاقتصادية منها، من خلال اللجنة العليا الأردنية - المغربية المشتركة». كما أشاد بدور الأردن في تقديم خدمات الإغاثة للاجئين السوريين، مقدرا في الوقت نفسه مساعي الملك عبد الله الثاني لإحلال السلام والاستقرار في الشرق الأوسط والعالم.
على صعيد متصل، التقى رئيس مجلس الأعيان الأردني عبد الرؤوف الروابدة أمس ابن كيران والوفد المرافق. وحضر اللقاء نائبا الروابدة، فيصل الفايز ومعروف البخيت، ورئيس لجنة الشؤون العربية والدولية والمغتربين في مجلس الأعيان سمير الرفاعي، وأعضاء اللجنة.
وقال الروابدة إن «الأردن والمغرب يعيشان أفضل العلاقات على كافة المستويات»، مشيرا إلى «سمات الحكم الرشيد الذي تتمتع به المملكتان من حيث الاعتدال والوسطية والتسامح مع المعارضين».
وأشاد بـ«تجربة حزب العدالة والتنمية في المغرب باعتباره ظاهرة جديدة في العمل الإسلامي تستحق أن تحتذى ويستفاد منها». واستعرض مهام ووظائف مجلس الأعيان الرقابية والتشريعية وتركيبته وفق أحكام الدستور.
من جانبه، عبر رئيس الحكومة المغربية عن «العلاقات الخاصة التي تربط الأردن والمغرب ومشاعر الأخوة، وتشابه المواقف والأحداث التي عاشاها عبر مسيرتهما».
واستعرض التجربة السياسية لحزب العدالة والتنمية في المغرب، ورؤية الحزب الإسلامي للإصلاح «من خلال تجنب المآسي والعمل من داخل المؤسسات الرسمية بوعي تام لمنطق الحكم والدولة والسياسة». وقال إن «أحسن ما يمكن عمله الاندماج في المجتمع من دون وصاية، بل بتواضع واجتهاد في خدمة الناس، لأن بلداننا وأمتنا محتاجة إلى من يقويها ويسد خللها لا إلى من يفرقها بغض النظر عن الدوافع». وأكد على أهمية أن «تنظر الأحزاب لنفسها بعين الانتقاد والتنبه للاختلالات ومعالجتها بعقلانية، وعدم الارتكان إلى صوت التشدد الذي يتبعه المزايدة وهو ما يسبب الخراب للبلدان».
كما جرى خلال اللقاء، الذي حضره وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد المومني، والسفير المغربي في عمان حسن عبد الخالق، استعراض علاقات التعاون والتنسيق بين البلدين، والتجربة الإصلاحية في البلدين النابعة من الخصوصية الوطنية لكل منهما لترسيخ النهج الديمقراطي والتعددية والمشاركة الشعبية في صناعة القرار.
وقال السفير المغربي عبد الخالق إن زيارة رئيس الحكومة المغربية إلى الأردن جاءت تلبية لدعوة من رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور. وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «مباحثات ابن كيران مع المسؤولين الأردنيين تركزت على تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، واتفق على عقد اجتماعات اللجنة الأردنية - المغربية المشتركة في الرباط، والقضايا ذات الاهتمام المشترك، وآخر المستجدات في المنطقة».
وأشاد عبد الخالق، في هذا الصدد، بالعلاقات المتينة بين الأردن والمغرب، والتي قال إنها «في السنوات الأخيرة بفضل توجيهات الملك عبد الله الثاني والملك محمد السادس، الذي زار الأردن أواخر عام 2012». كما بين عبد الخالق أن العلاقة بين المملكتين الشقيقتين تؤطرها أكثر من 60 اتفاقية وبروتوكولا وبرنامجا تنفيذيا في جميع المجالات.
ولاحقا، بحث رئيس مجلس النواب الأردني المهندس عاطف الطراونة مع ابن كيران العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات، خاصة البرلمانية منها.
وأكد الطراونة أن زيارة ابن كيران والوفد المرافق له كرئيس سلطة تنفيذية لمجلس النواب كسلطة تشريعية «تركت أثرا طيبا لدينا مثلما أن لها مدلولها السياسي الإيجابي على حسن علاقات التعاون بين السلطات».
واستعرض الطراونة المسيرة الديمقراطية والبرلمانية الأردنية وتشكيلة مجلس النواب من حيث الكتل واللجان النيابية والعلاقة القائمة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، إضافة إلى الدور الذي يضطلع به مجلس النواب في الرقابة والتشريع ومتابعة هموم وقضايا المواطنين.
ولفت الطراونة إلى أن مجلس النواب مهتم بالتعاون والتنسيق مع مختلف البرلمانات العربية، وأنه مستمر في التعاون مع مجلس النواب المغربي إزاء مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، مؤكدا أن «البرلمان الأردني من أنشط البرلمانات، إذ إنه عضو فاعل في الاتحادات البرلمانية العربية والإسلامية والدولية».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.