مجلس الأنبار يطالب العبادي بكشف نتائج التحقيق في سقوط الرمادي والفلوجة

قائد طيران الجيش: بعد تحرير بيجي سنتوجه إلى أطراف كردستان لتحرير الموصل مع البيشمركة

عناصر في القوات المشتركة العراقية يطلقون صاروخا خلال معارك مع تنظيم داعش في بيجي أول من أمس (أ.ف.ب)
عناصر في القوات المشتركة العراقية يطلقون صاروخا خلال معارك مع تنظيم داعش في بيجي أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

مجلس الأنبار يطالب العبادي بكشف نتائج التحقيق في سقوط الرمادي والفلوجة

عناصر في القوات المشتركة العراقية يطلقون صاروخا خلال معارك مع تنظيم داعش في بيجي أول من أمس (أ.ف.ب)
عناصر في القوات المشتركة العراقية يطلقون صاروخا خلال معارك مع تنظيم داعش في بيجي أول من أمس (أ.ف.ب)

دعا رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى الكشف عن نتائج تحقيقات سقوط مدينتي الرمادي والفلوجة بيد مسلحي تنظيم داعش، مطالبا بمحاسبة جميع القيادات والضباط المتورطين في سقوط المدينتين.
وقال كرحوت: «إن «مجلس محافظة الأنبار يدعو الحكومة المركزية ورئيس الوزراء حيدر العبادي، باعتباره القائد العام للقوات المسلحة، إلى الكشف عن نتائج تحقيقات سقوط مدينتي الفلوجة والرمادي بيد تنظيم داعش، وإلى أين وصلت اللجنة المكلفة من قبل الحكومة والبرلمان بالتحقيق». وأضاف كرحوت أن «سقوط المدينتين بيد العصابات الإجرامية يعد انتكاسة أمنية كبيرة»، مشيرا إلى أن «القوات العسكرية التي كانت موجودة في المدينتين كانت كافية لحمايتهما ومسك الأمن فيهما، وصد أي عمليات إرهابية وإجرامية لذلك التنظيم المتطرف». وطالب كرحوت «بمحاسبة جميع القيادات الأمنية والضباط المتورطين بسقوط المدينتين، وإحالتهم إلى المحاكم العسكرية».
ويسيطر تنظيم داعش على مدينة الفلوجة منذ نهاية عام 2013، بعد انسحاب القوات الأمنية، منها دون قتال، بينما سيطر التنظيم في 27 يونيو (حزيران) الماضي على مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار، بعد مواجهات مع القوات العراقية دفعت بالأخيرة إلى الانسحاب من المدينة، وفي أغسطس (آب) الماضي، وافق العبادي على إحالة قادة عسكريين إلى محكمة عسكرية لتخليهم عن مواقعهم في المعركة ضد مسلحي تنظيم داعش في الرمادي، وقالت الحكومة العراقية آنذاك إن التقرير الذي يورد نتائج التحقيقات احتوى على أوامر لوزارتي الدفاع والداخلية لتشكيل مجالس تحقيقية بحق الذين تركوا تجهيزاتهم وأسلحتهم ومعداتهم في أرض المعركة.
وكان العبادي أعلن في يونيو الماضي أن «انسحاب القوات من الرمادي لم يكن مخولا. الأوامر كانت أن القوات يجب أن تصمد، ولو صمدت لما خسرنا الرمادي». لكنّ منتقدين يلقون باللوم في ضعف الجيش على الانقسامات الطائفية والفساد وأمور السياسة.
ميدانيًا، نفذت القوات الأمنية عمليات اختراق في عمق مدينة الرمادي في حين تستمر عمليات تطهير مناطق شمال بيجي في محافظة صلاح الدين وتحرير قضاء الحويجة التابع لمحافظة كركوك. وقال المستشار الإعلامي لوزارة الدفاع نصير نوري إن «هناك عمليات تطهير واسعة في عمق مدينة الرمادي وأخرى في شمال قضاء بيجي بصلاح الدين»، مشيرا إلى أن «القضاء تحرر بالكامل من سيطرة مسلحي تنظيم داعش». وأضاف نوري: «إن القوات الأمنية المشتركة وبمساندة مقاتلي عشائر الأنبار تمكنت من تنفيذ عمليات نوعية استطاعت من خلالها اختراق مناطق في عمق مدينة الرمادي من أجل خلخلة دفاعات (داعش)»، لافتا إلى أن «الوضع يكاد يكون محسوما لصالح القوات العراقية في استعادة السيطرة على كامل أحياء المدينة».
وفي سياق متصل، أعلن قائد طيران الجيش العراقي الفريق الركن حامد عطية المالكي أن معركة تحرير الأنبار تسير بشكل جيد، موضحا أن المرحلة الثانية لعمليات تحرير محافظتي الأنبار وصلاح «بدأت بشكل مدروس وفق الخطط المرسومة لها، وقد حققت نتائج متميزة بتحرير مناطق واسعة من مدينة الرمادي». وأضاف المالكي أن من أبرز المعوقات التي تواجه الجيش العراقي والقوات الأخرى المساندة له «استخدام تنظيم داعش الإرهابي أسلوب الكر والفر، وزرعه العبوات على الطرق وفي المناطق السكنية».
من ناحية ثانية، قال قائد طيران الجيش العراقي إنه «بعد أن تم تحرير قضاء بيجي سنتوجه إلى أطراف إقليم كردستان لتحرير مدينة الموصل، بمشاركة إخواننا من قوات البيشمركة في المحورين الشمالي والشرقي لمدينة الموصل، والجيش العراقي من المحور الجنوبي».
وبالعودة إلى الأنبار، أعلن مجلس المحافظة أن القوة الحالية الموجودة على الأرض لتنظيم داعش في مدينة الرمادي لا تتجاوز الـ30 في المائة بعد مقتل المئات من عناصره وقادته. وقال عضو المجلس إن «عناصر التنظيم يستخدمون الزوارق للتنقل بعد تدمير وقطع خطوط إمداده وتحركاته». وأضاف الفهداوي أن «معارك التطهير حصرت وجود وتحركات التنظيم الإرهابي في الرمادي، خصوصا بعد تطهير مناطق مهمة منها البو فراج والبو عيثة والبو ريشة وحصيبة الشرقية ومنطقة الخمسة كيلو وحي التأميم واقتراب القوات الأمنية من المجمع الحكومي وسط المدينة».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.