وصل عمر هيو هافنار، مؤسس مجلة «بلاي بوي» المتخصصة في صور النساء العاريات، إلى تسعين عامًا، وقلّ شغف الرجال الأميركيين لصور النساء العاريات، وقلّ الجنس العام في الثقافة الأميركية (وربما الخاص)، وزادت مطالب الأميركيات باحترام الرجال لهن، وبألا ينظروا نحوهن نظرة جنسية. لكن أهم من هذا كله، غيّر الإنترنت كل شيء، بما في ذلك توفر الصور والفيديوهات الجنسية في عشرات الملايين من المواقع.
وبدأت صحيفة «يو إس إيه توداي» أمس (الثلاثاء) الخبر بجملة: «لم يعد تصفح مجلة (بلاي بوي) في مكان عام شيء يدعو للإحراج أو الخجل». وبدأت صحيفة «واشنطن بوست» الخبر (وهي تخاطب الرجال) بجملة: «لا تضعوا نظارات القراءة فوق أعينكم، ولا تشكّوا في صحة الخبر: مجلة (بلاي بوي) توقفت عن نشر صور النساء العاريات».
وكان عنوان خبر صحيفة «واشنطن بوست»: «(بلاي بوي) تتغطى». وعنوان خبر صحيفة «يو إس إيه توداي»: «لا صور عارية». لكن كان خبر صحيفة «نيويورك تايمز» (أول من نشرت الخبر) أقل الأخبار إثارة.. وقدمت الخبر من دون تحيز.
قالت: «في الشهر الماضي، ذهب غوري جونز، رئيس تحرير مجلة (بلاي بوي)، من رئاسة المجلة في نيويورك، إلى هيو هافنار، مؤسس وصاحب المجلة، والذي ظل يعيش في (قصر بلاي بوي/ بالقرب من شيكاغو). وفي مكتب هافنار الفخم، ووسط لوحات تقدر بعشرات الملايين من الدولارات، منها لوحات للرسام بيكاسو، كان رئيس التحرير صريحًا مع صاحب المجلة، وقال له باختصار: (انتصر علينا الإنترنت. صارت صور النساء العاريات في كل مكان، ومجانًا)».
وحسب الصحيفة، اقترح رئيس التحرير إعادة تصميم المجلة كالآتي، بداية من عدد مارس (آذار) المقبل:
أولاً: التركيز على المقابلات مع شخصيات هامة.
ثانيًا: استكتاب أشهر الكتاب في العالم لكتابة آراء وتقارير.
ثالثًا: وقف صور النساء العاريات تعرية كاملة. والاكتفاء بصور «مثيرة، لكن ليست فاضحة»، وحسب المجلة، وافق هافنار «من دون تردد».
وقبل أكثر من نصف قرن، في شيكاغو، أسس هافنار المجلة بهدف واحد، لم يتردد، ولم يخجل، في أن ينشره في أول عدد: «ستكون هذه المجلة مجلة الرجال الأولى. ستركز على نشر صور النساء الجميلات جدًا، والعاريات تمامًا».
وقبل ذلك بعام (في عام 1953) فصل هافنار من مجلة «أسكوايار»، حيث كان صحافيًا، وذلك بعد أن حاول نشر صور نساء شبه عاريات، مع تقرير جنسي مثير. تحمس لفكرته، واستدان من والدته، التي اضطرت لبيع بعض أثاث منزلها. قال لها: «لن تفهمي ما أريد، ولن توافقي عليه. لكنه سيكون مشروعًا مثيرًا جدًا، ورابحًا جدًا».
وبطريقة ما يقال إنه يسحر النساء بكلام معسول، أقنع الممثلة الشقراء مارلين مونرو في عام 1953 لتظهر عارية على غلاف أول عدد.
وزّع العدد الأول قرابة مائة ألف نسخة، بقيمة نصف دولار للنسخة.
وفي ثمانينات القرن الماضي، وصلت المجلة إلى قمتها.. وزّعت عشرة ملايين نسخة (في أميركا، وحول العالم بطبعات بلغات مختلفة، لكن نفس الصور). وقبل عشرة أعوام، بلغت قيمة شركة «بلاي بوي» نصف مليار دولار. وعندما احتفلت المجلة بمرور خمسين عامًا على تأسيسها، ظهر هافنار في «قصر بلاي بوي»، تحيط به مجموعة من أجمل النساء الأميركيات (كلهن ظهرن عاريات في أعداد سابقة من المجلة).
لكن، خلال العشر سنوات الماضية، صار الإقبال على المجلة يقل. تعمّدت منظمات حقوق المرأة الهجوم على المجلة، واتهامها بالإساءة إلى النساء، وباعتبارهن مجرد أجساد لمتعة الرجال الجنسية.
سبب آخر: ظهرت مجلات منافسة، مثل «بنتهاوس» التي تفوقت على «بلاي بوي» بنشر صور نساء أكثر تعريًا، وأكثر إثارة.
وكما قالت صحيفة «نيويورك تايمز»: «هزم (بلاي بوي) نجاحها». وصار واضحًا أن المنافسة في نشر الصور النسائية المثيرة لا حدود لها. وأن تعرى النساء، أيضًا، لا حدود له. عندما زادت مجلة «بنتهاوس» الإثارة في الصور العارية، تراجعت مجلة «بلاي بوي»، ثم وجدت أن الإقبال عليها قلّ، فعادت إلى صور عارية «أكثر تطرفًا»، وهكذا.
الآن، حسب صحيفة «نيويورك تايمز»، لن تنشر «بلاي بوي»، بداية من العام القادم صورًا عارية متطرفة، أو عارية معتدلة. ستنشر صورًا «مثيرة، لكن ليست فاضحة».
«بلاي بوي» تحتشم: لا صور عارية بعد اليوم
ظهرت مارلين مونرو على غلاف عددها الأول عام 1953
«بلاي بوي» تحتشم: لا صور عارية بعد اليوم
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة