سعد المهدي
TT

المنتخب السعودي ينقلب على الجميع

تحميل اتحاد الكرة مسؤولية إعداد وتجهيز المنتخبات صحيح، لكنّ تطوير الكرة تشترك فيه أطراف عدة، الإعداد والتجهيز هو استثمار الناتج وتوظيفه، أما التطوير فهو عمل مستمر يتطلب فيه تكامل الأدوار بين جهات عدة.
على الاتحاد السعودي للكرة أن يلتقط اللحظة، نتائج جيدة لمنتخباته، وسريان حالة رضا جماهيري وإعلامي، إنها لحظة مواتية لأن يبرهن على أنه استفاد من أخطاء الماضي، وأنه بات يعرف ماذا يريد بشأن المنتخبات التي يتحمل وحده مسؤولية إدارتها.
على الآخرين الفصل بين الاتحاد الذي يدير شؤون الكرة، والاتحاد الذي يدير المنتخبات، الأول يمكن الخصومة معه إذا أضر بمصالح النادي أو اللاعب، أما الثاني فلا مجال إلا دعمه ومساندته، ما يمكن أن يحدث من اتحاد الكرة من أخطاء ومصائب طبيعي ولن يتوقف طالما ليس هناك من يراقب ويحاسب بعد مسخ الجمعية العمومية، لكن المنتخبات وشؤونها يمكن اعتبارها المساحة الحرة التي يلتقي ويتعاون فيها الجميع دون شروط.
فوز المنتخب الكروي الأول على نظيره الإماراتي في مشوار التصفيات الآسيوية المزدوجة، جاء نتيجة تغيير تام في طبيعة تعاطي اللاعبين مع مباراة هامة وحساسة، فقد بدا وكأنهم لم يعودوا يبالون بما قيل أو يمكن أن يقال عنهم، قد ملّوا الهجاء المغرض، والمدح المزيف، ونزلوا أرض الملعب ليلعبوا كرة القدم التي يعرفونها أكثر بكثير مما يعتقده جهابذة النقد والتحليل وخبراء الزمن الماضي، ومن ذلك لعبوا دون أي عبء، دون أي شيء آخر، وفازوا.
بعضنا ليلة الانتصار حاول أن يدخل نفسه في الزفة، وبعضنا الآخر تجرأ وادّعى أنه ارتمى على كرة هدف التعادل قبل (السهلاوي)، وأبعد خط التماس بيده ليفسح المجال لـ(العابد) أن يمر قبل أن يعرقله (عموري) وتحتسب ضربة الجزاء لم يكن ذلك فرحًا أو ابتهاجًا ذلك الذي لمحناه في بعض الوجوه وقرأناه في الكلمات، لكنه كان أشبه بالخضة حين يحدث ما لم يكن في الحسبان، وبالتالي ليس أحسن من الاختفاء وسط الجموع والترديد معهم عاش المنتخب.
المنتخب السعودي ظلم من اتحاد الكرة حين أهمل حسم أمر اختيار جهازه التدريبي قرابة العام، ودفع ثمن هذا الخطأ اللاعبون، الذين تم التشكيك في كفاءاتهم الفنية، وروحهم القتالية، وإخلاصهم لشعار المنتخب. اللاعبون قيل عن بعضهم إنهم لا يستحقون ضمهم لقائمة المنتخب، وإن هناك من يدير أمور المنتخب خلف الستار ضد مصلحته، وتم نصب كمائن ثابتة ومتحركة لاصطيادهم، وجرهم لارتكاب الأخطاء السلوكية، كل ذلك ولم يستطع اتحاد الكرة حمايتهم، ولا الدفاع عما طاله وطالهم من اتهامات، حتى ممن ينتسبون إليه وإليهم.
إنها لحظة فارقة للتصحيح، فقد اكتشف للرأي العام أن هناك بعض من كان مستفيدًا من زرع الألغام في طريق عودة المنتخبات، وقد بدا أنهم يمكن أن يتوقفوا عن ذلك، ما يعني أن تكون المرحلة المقبلة فك الألغام وإبطال مفعولها، وذلك يحتاج إلى بعض الوقت، لكن لا بد له من أضرار وضحايا.