مشاري الذايدي
صحافي وكاتب سعودي. عمل في عدة صحف ومجلات سعودية. اشتغل في جريدة المدينة السعودية في عدة أقسام حتى صار عضو هيئة التطوير فيها. ثم انتقل لـ«الشرق الأوسط» من 2003، وتدرَّج بعدة مواقع منها: المشرف على قسم الرأي حتى صار كبير المحررين في السعودية والخليج، وكاتباً منتظماً بها. اختير ضمن أعضاء الحوار الوطني السعودي في مكة المكرمة. وشارك بأوراق عمل في العديد من الندوات العربية. أعدَّ وقدَّم برنامجي «مرايا» وبرنامج «الندوة». في شبكة قنوات «العربية».
TT

«قاعدة اليمن» عدو أيضًا

الهجوم الخطير بالقذائف على مقر الحكومة اليمنية الشرعية بعدن، تحول يجب الانتباه جيدًا له.
الهجوم الذي تبناه تنظيم إرهابي قاعدي أو داعشي - كله واحد - يلفت الانتباه إلى حساسية المهمة وتعددها في اليمن. نحن هنا أمام مشهد متعدد الأزمات والمخاطر.
وجود «القاعدة» وبقية التنظيمات المتأسلمة المجرمة في اليمن، ليس حديثًا، فهو؛ أعني اليمن، يمثل حضورًا خاصًا في الخطط القاعدية، بشتى تفرعاتها اليمنية، مثل «جيش عدن أبين»، و«أنصار الشريعة»، وطبعًا «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب».
اليمن بسبب ضعف الدولة المركزية، الصالحية، وبسبب انتشار السلاح، وبسبب الفقر والفوضى، وبسبب الموقع القريب من السعودية والصومال وإثيوبيا والسودان، وبسبب «تحالف» علي عبد الله صالح مع جماعة الزنداني، وبقية الأفغان اليمنيين، من قوم أسامة بن لادن، لأجل هزيمة خصومه الجنوبيين في حرب الوحدة، بسبب هذا كله صار اليمن «جنة» تنظيم القاعدة، سابقًا.
كثير من الهجمات الإرهابية على السعودية تم تنسيقها من «القاعدة» باليمن، بقيادة ناصر الوحيشي وقاسم الريمي، كعناصر يمنية، وبقيادة السعوديين سعيد الشهري وسليمان الربيش، وغيرهم.
من ذلك استهداف الأمير محمد بن نايف شخصيًا، عبر خدعة تسليم أحد عناصر «القاعدة» نفسه للأمير محمد، والتفاصيل معروفة حيث نجا الأمير بشبه معجزة.
قد يقال لماذا الحديث عن «القاعدة» و«داعش» في اليمن الآن، بعد الانتصارات على الحوثي وصالح من قبل قوات التحالف بقيادة السعودية؟
أليس تفعيل «القاعدة» أو «داعش» في هذا التوقيت هو لعبة من لعب علي عبد الله صالح المعتادة؟ أليس هناك ما يشبه التحالف غير الواعي، أو الواعي لدى البعض، بين إيران وهذه التنظيمات لتشويه صورة السعودية والسنة، وإعدام عدالة القضية عبر تلطيخها بوسخ «داعش» و«القاعدة»، كما جرى في سوريا بفعل الخبث الإيراني؟
صحة هذه القراءة يجب أن لا تكون مناقضة لحقيقة أخرى، وهي: هناك خطر جدي من «القاعدة» و«داعش» وأمثالهما في اليمن على قوات التحالف وعلى الحكومة الشرعية في اليمن.
هذه تنظيمات لا تخفي عدوانيتها ضد السعودية، وتكفيرها للدولة، وقد يحاولون الآن استغلال مناخ الحرب في اليمن للتسلل بين الزحام ولتحقيق مكاسب ميدانية على الأرض.
يجب التنبه لكل مصادر الخطر، ولا يعني شيئًا أن نقول إن «القاعدة في اليمن» هي صنيعة صالح أو إيران، ليس بمعنى نفي وجود هذا أو شيء منه، بل لأن هناك بالفعل من الشبان المرضى من يلتحق بهذه التنظيمات، وهو يكفر الجميع في اليمن ويستحل دمهم.
لا فرق بين الحوثي والقاعدي والداعشي.. كلهم أعداء.
[email protected]