الجزائر: الحكومة تلوح بغلق قناة تلفزيونية لاستضافتها زعيمًا مسلحًا سابقًا هدد الرئيس

رأس أحزاب المعارضة يعلن رفضه الالتحاق بـ«جبهة دعم سياسات بوتفليقة»

الجزائر: الحكومة تلوح بغلق قناة تلفزيونية لاستضافتها زعيمًا مسلحًا سابقًا هدد الرئيس
TT

الجزائر: الحكومة تلوح بغلق قناة تلفزيونية لاستضافتها زعيمًا مسلحًا سابقًا هدد الرئيس

الجزائر: الحكومة تلوح بغلق قناة تلفزيونية لاستضافتها زعيمًا مسلحًا سابقًا هدد الرئيس

تلقى مالك قناة تلفزيونية خاصة قريبة من الإسلاميين، تحذيرا شديد اللهجة من الحكومة، بسبب استضافة زعيم جماعة مسلحة سابق وجه تهديدا صريحا للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، على خلفية قرار منعه من العودة إلى السياسة عن طريق تأسيس حزب.
واستدعي جعفر شلي مالك قناة «الوطن» إلى مقر وزارة الإعلام أمس، وتلقى تحذيرا من معاودة استضافة مدني مزراق زعيم «الجيش الإسلامي للإنقاذ» سابقا، الذي قال في برنامج سياسي بثته القناة السبت الماضي، إن بوتفليقة «سيسمع منا كلاما لا أظن أنه سمعه من أحد من قبل، إن لم يراجع موقفه من موضوع الترخيص لحزبنا». وأعلن الرئيس في خطاب الأسبوع الماضي، عن منع جماعة مزراق من تأسيس حزب بحجة أنهم ضالعون في الدماء التي سالت خلال فترة الصراع مع الإرهاب. ويتضمن «قانون المصالحة» الصادر في 2006، هذا الحظر بشكل واضح لكن من دون ذكر أسماء المعنيين به. وقال مزراق أيضا إن «حالة الرئيس الصحية والعقلية لا تسمح له باتخاذ قرار خطير مثل هذا، وقرارات أخرى شهدتها البلاد أخيرا، على غرار تغيير رئيس جهاز مخابرات جديد وقيادات كبرى في الجيش». ولم يسبق لأحد أن هاجم بوتفليقة بهذه الحدة.
وقال شلي لـ«الشرق الأوسط»: «إلى غاية أن يثبت العكس، قناتنا ملتزمة بالقوانين منذ تأسيسها قبل عامين. أما عن حادثة مزراق، فيفترض أن تقاضيه السلطات إذا قدرت بأنه أهان رئيس الجمهورية، بدل أن تمارس التضييق علينا». وأضاف: «سبق لمزراق أن أدلى بنفس التصريحات في قنوات وصحف، من دون أن يثير حفيظة السلطات. فلماذا تستهدفنا نحن بالذات». ويعد شلي قياديا في «حركة مجتمع السلم»، أبرز أحزاب المعارضة.
من جهتها رفعت «سلطة الضبط للإعلام سمعي البصري»، تحذيرا مكتوبا لإدارة القناة جاء فيه: «لقد حمل الحوار (مع مزراق) الكثير من عبارات التحريض الخطيرة، وقد بلغت حد استعمال لغة التهديد والوعيد». ولاحظت الهيئة التي تتبع لرئاسة الوزراء: «تماديا (من جانب مزراق) في التجريح وإهانة رموز ومؤسسات الدولة بطريقة مباشرة وغير مباشرة، وهو ما يعد خرقا صارخا لأخلاقيات المهنة. وعليه نلفت انتباهكم إلى أن مسعانا هذا، ودون ممارسة الرقابة والتضييق، بمثابة دعوة إلى احترام الأطر القانونية والمهنية. ونطالبكم بتدارك ومعالجة مثل هكذا أوضاع، والحد من هذه التجاوزات. كما نعلمكم أنه في حالة عدم الاستجابة، فإن السلطات العمومية لن تتأخر في اتخاذ التدابير القانونية اللازمة». ويفهم من ذلك أن الحكومة لن تتردد مستقبلا في غلق القناة. يشار إلى أن السلطات حجزت العام الماضي عتاد قناة «الأطلس» الخاصة، وشمعت مقرها، بسبب تصريحات في برنامج سياسي، قدرت الحكومة بأنها تجريح بحق شقيق رئيس الجمهورية ومستشاره.
إلى ذلك رفضت «مجتمع السلم» وهي رأس أحزاب المعارضة، اقتراح قائد أحزاب «الموالاة» الالتحاق بـ«جبهة وطنية لدعم سياسات الرئيس بوتفليقة» الذي بسط نفوذه على الهيئات والمؤسسات، بعد أن أزاح مدير المخابرات الجنرال «توفيق» الشهر الماضي. وكتب الحزب بموقعه الإلكتروني، أن مبادرة أمين عام «جبهة التحرير الوطني» (أغلبية) عمار سعداني، «لا تعنينا لا من قريب ولا من بعيد، على اعتبار أن ما سوق له لا يرقى إلى مستوى المبادرات الجادة والحكيمة، إضافة إلى أنها لا تحمل أي جديد ولا مضمون، ما عدا ترديد الأسطوانة القديمة واشتراط دعم برنامج رئيس الجمهورية».
وأوضح الحزب الذي يرأسه عبد الرزاق مقري، أن «لغة التعالي والكبر السياسي ومنطق الحزب الواحد والرؤية الواحدة، الذي عودتنا عليه السلطة السياسية الحاكمة وأحزابها، وبأنها الوحيدة القادرة على التواصل مع الشعب وتوجيهه الوجهة الصحيحة، هذا المنهج ما يزال مستمرا للأسف الشديد إلى يوم الناس هذا». ودعا سعداني السبت الماضي، في اجتماع مع كوادر حزبه بالعاصمة، المعارضة إلى تزكية مسعى «جبهة وطنية لدعم رئيس الجمهورية». وقال إنها مفتوحة لأحزاب «الموالاة» والمعارضة والنقابات والجمعيات.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.