مسؤول فلسطيني لـ {الشرق الأوسط}: ندعم مواجهة شاملة مع إسرائيل ولكن ليست عسكرية

قتيلان أخران في القدس وتشديد حصار البلدة القديمة

مسؤول فلسطيني لـ {الشرق الأوسط}: ندعم مواجهة شاملة مع إسرائيل ولكن ليست عسكرية
TT

مسؤول فلسطيني لـ {الشرق الأوسط}: ندعم مواجهة شاملة مع إسرائيل ولكن ليست عسكرية

مسؤول فلسطيني لـ {الشرق الأوسط}: ندعم مواجهة شاملة مع إسرائيل ولكن ليست عسكرية

قتل الجيش الإسرائيلي يافعًا فلسطينيًا يبلغ من العمر 13 عاما قرب مدينة بيت لحم، هو الفلسطيني الثاني الذي يقتل في أقل من 24 ساعة، بينما تواصلت الاشتباكات العنيفة في الضفة الغربية والقدس الشرقية، مع استمرار إغلاق البلدة القديمة أمام الفلسطينيين. وقتل الطفل عبد الرحمن شادي عبد الله برصاصة في الصدر أطلقها الجيش الإسرائيلي عند مخيم عايدة القريب من مدينة بيت لحم، وفق مصادر أمنية وطبية فلسطينية.
بينما سربت «حركة الجهاد الإسلامي» شريط فيديو تداولته مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان «رسالة 1»، ويظهر فيه أحد ناشطي الحركة يستعد لتنفيذ هجوم «تفجيري» داخل إسرائيل. وظهرت في الفيديو صور صناعة حزام ناسف، مثل الذي استخدمه ناشطون في عمليات تفجير سابقة خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية. وأرادت الحركة إيصال رسالة بأنها قد تستأنف مثل هذا النوع من العمليات، وهو ما ترفضه السلطة الفلسطينية.
من جهته، أكد الهلال الأحمر الفلسطيني مقتل الفتى عبد الرحمن بعد أن كان أصيب برصاصة قاتلة في الصدر. وكان فلسطيني آخر هو حذيفة عثمان سليمان (18 عاما) من قرية بلعا في طولكرم توفى متأثرا بإصابته برصاص حي في البطن، أطلقه الجيش الإسرائيلي خلال مواجهات وقعت عصر أول من أمس (الأحد) عند أطراف مدينة طولكرم. وشيع مئات من الفلسطينيين جثمان سليمان في بلدة بلعا. وأكد والده عثمان لوكالة الصحافة الفرنسية أنه «ليس أول شهيد ولن يكون آخر شهيد»، مؤكدًا أنه «مات من أجل وطنه».
وفي تطور آخر، ألقى متطرفون يهود، ظهر أمس، الحجارة باتجاه مسجد حسن بك في يافا. ولم يصب أحد بأذى، إلا أن إحدى نوافذ المسجد تحطمت. وباشرت الشرطة التحقيق في الحادث. وفي الوقت نفسه، سار عشرات المستوطنين المتطرفين في مظاهرة في المدينة استفزوا فيها السكان العرب.
وأكدت مصادر في الشرطة أن هذه النشاطات تأتي ضمن الضغوط التي يقوم بها اليمين المتطرف على حكومة بنيامين نتنياهو، حتى يشدد ضرباته للفلسطينيين.
من جهة أخرى، أوضح مسؤول فلسطيني أن القيادة الفلسطينية تدعم الهبة الجماهيرية للشعب الفلسطيني دفاعًا عن أرضه في وجه المستوطنين وجنود الاحتلال الإسرائيلي، على ألا تتحول المواجهات إلى عسكرية. في موقف مخالف لتوجهات فصائل فلسطينية في قطاع غزة.
وقال عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» وعضو القيادة الفلسطينية، جمال محيسن لـ«الشرق الأوسط»: «يجب أن تستمر الهبة الشعبية. نحن مع انتفاضة تتطور إلى مواجهة شاملة ولكن ليست عسكرية». وأضاف: «لا خيار أمامنا إلا أن نتصدى للاحتلال ومستوطنيه من أجل حماية مدننا، لكننا لا نريد أن ننجر لمواجهة عسكرية تريدها إسرائيل».
من جهته، قال أبو مجاهد الناطق باسم «لجان المقاومة الشعبية»، الذي تلا بيانًا باسم جميع الفصائل الفلسطينية بما فيها حركتا «حماس» و«الجهاد الإسلامي»: «إننا في فصائل المقاومة ندعو كافة أبناء شعبنا إلى تصعيد هذه الانتفاضة باعتبارها معركة كل فلسطيني وندعو إلى توحيد الجهود».
كانت حركة «الجهاد الإسلامي» أكدت أنها لن تسمح أن يستفرد الاحتلال الإسرائيلي بجماهير الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس، ووجهت رسالة إلى إسرائيل عبر مقطع فيديو تحت عنوان «رسالة 1»، وظهر فيه أحد ناشطيها وهو يستعد لتنفيذ هجوم «تفجيري» داخل إسرائيل. وظهرت في الفيديو صور صناعة حزام ناسف، مثل الذي استخدمه ناشطون في عمليات تفجير جرت خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية.
وأرادت «الجهاد إيصال رسالة بأنها قد تستأنف مثل هذا النوع من العمليات، وهو ما ترفضه السلطة الفلسطينية.
وقال المتحدث باسم حركة «فتح» أحمد عساف، أمس، إن تهديدات نتنياهو لقادة حركة «فتح» والشعب الفلسطيني، لن تثني الحركة عن الاستمرار في نهج النضال والدفاع عن الشعب الفلسطيني ومقدساته. وأشار إلى أن «هذه التهديدات الإسرائيلية ستقابل بصلابة وتحدٍ وشجاعة فلسطينية من أجل الدفاع عن الوطن». وأضاف: «لم تترك لنا حكومة الاحتلال خيارًا آخر».
وقال عساف، إن حركة «فتح» لا تكترث لمثل هذه التهديدات ولا تستمع إليها، مضيفا: «إذا كان نتنياهو معنيا بالاستقرار والسلام، عليه أن يعيد حساباته وأن يقر بحقوق الشعب الفلسطيني، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية، وأن يتوقف عن جرائم القتل وانتهاك حرمة المسجد الأقصى المبارك، وأن ينهي الحصار على قطاع غزة، ويفرج عن الأسرى».



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.