حكم بالإعدام في مصر بالتزامن مع رفض مندوبها الأممي مقترحًا أوروبيًا بإيقاف العقوبة

السفير رمضان طالب الدول المانحة باحترام حق المجتمعات في صياغة خياراتها الوطنية

حكم بالإعدام في مصر بالتزامن مع رفض مندوبها الأممي مقترحًا أوروبيًا بإيقاف العقوبة
TT

حكم بالإعدام في مصر بالتزامن مع رفض مندوبها الأممي مقترحًا أوروبيًا بإيقاف العقوبة

حكم بالإعدام في مصر بالتزامن مع رفض مندوبها الأممي مقترحًا أوروبيًا بإيقاف العقوبة

قضت محكمة مصرية أمس بإعدام اثنين من مؤيدي جماعة الإخوان على خلفية إدانتهم في القضية المعروفة إعلاميا بـ«خلية ألتراس ربعاوي» (نسبة إلى ميدان اعتصم فيه أنصار الجماعة)، بالتزامن مع إعلان مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة بجنيف السفير عمرو رمضان اعتراض مصر على مشروع القرار الذي تقدمت به مجموعة من الدول الأوروبية للمطالبة بإيقاف تطبيق عقوبة الإعدام في إطار السعي لإلغائها كلية.
وأصدرت محاكم مصرية على مدار الشهور الماضية مئات الأحكام بإعدام قيادات وأعضاء في جماعة الإخوان وتنظيمات متشددة أخرى، لكن معظم تلك الأحكام يقع في نطاق الدرجة الأولى للتقاضي، ويمكن الطعن عليها وفقا للقانون المصري.
ونفذت السلطات المصرية منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين حكمين بالإعدام في قضايا تتعلق بالإرهاب واستخدام العنف، لكنها واجهت انتقادات دولية عنيفة على خلفية أحكام بالإعدام صدرت بحق المئات من أنصار الجماعة التي تعتبرها السلطات تنظيما إرهابيا.
وخلال زيارته الأخيرة إلى نيويورك لحضور اجتماعات الأمم المتحدة، سعى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لتهدئة مخاوف غربية من أحكام الإعدام تلك، وشدد على أنها أحكام أول درجة.
وقضت محكمة جنايات الجيزة أمس بإعدام اثنين من مؤيدي جماعة الإخوان والرئيس الأسبق محمد مرسي، على خلفية اتهامهم في قضية المعروفة إعلاميا بـ«خلية ألتراس ربعاوي». كما قضت المحكمة على اثنين آخرين بالسجن المؤبد، وعلى آخر (حدث) بالسجن 10 سنوات، في ذات القضية.
وأحالت المحكمة، في أغسطس (آب) الماضي، أوراق المتهمين الاثنين إلى المفتي لإبداء الرأي الشرعي بشأن الحكم بإعدامهما. وأسندت النيابة العامة للمحكوم عليهم اتهامات بـ«تشكيل خلية إرهابية تحت اسم (ألتراس ربعاوي) للاعتداء على المنشآت الحكومية والخاصة، وإحراق مبنى هيئة النيابة الإدارية بالحي السابع بمدينة السادس من أكتوبر (غرب القاهرة)، وبرج اتصالات هاتفية تابع لشركة محمول شهيرة».
وجاء الحكم بالتزامن مع إعلان السفير عمرو رمضان، مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة بجنيف، اعتراض بلاده على مشروع القرار الذي تقدمت به مجموعة من الدول الأوروبية مجددا للمطالبة بإيقاف تطبيق عقوبة الإعدام في إطار السعي لإلغائها كلية.
وأعرب المندوب المصري الدائم، في بيان ألقاه أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية، عن قلق مصر العميق إزاء قيام بعض الدول باستخدام العقوبات الاقتصادية والمشروطيات على مساعدات التنمية للتأثير على خيارات الدول النامية في ما يتعلق بمسألة عقوبة الإعدام والتدخل في النقاشات الوطنية الجارية في هذا الشأن، مؤكدا أن «هذه الممارسات غير أخلاقية، ومرفوضة جملة وتفصيلاً».
وطالب المندوب المصري كل الدول، وخصوصا الدول الأوروبية المانحة، باحترام حق الدول والمجتمعات في صياغة خياراتها الوطنية بناء على تقديرها لأولوياتها واحتياجاتها والاتجاه العام للرأي العام بها.
وتقود كل من مصر والسعودية والصين وسنغافورة وباكستان وماليزيا وبنغلاديش ونيجيريا، جبهة معارضة لمشروع القرار الأوروبي وقدمت سلسلة من التعديلات التي تؤكد على الحق السيادي للدول في صياغة تشريعاتها الوطنية واحترام الإرادة الشعبية بكل المجتمعات وعدم محاولة التأثير عليها بالترغيب أو الترهيب.
وقال السفير رمضان إن النقاش حول عقوبة الإعدام داخل الأمم المتحدة يشهد انقساما عميقا في وجهات النظر، خصوصا في ظل عدم وجود أي التزام على الدول بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان لحظر هذه العقوبة أو تعليق استخدامها، مؤكدا أن القانون الدولي يتيح للدول الأعضاء بلورة نظم العدالة الجنائية الخاصة بها طالما احترمت الضوابط التي تتضمنها اتفاقيات حقوق الإنسان الدولية الأساسية بما في ذلك العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية.
وأضاف رمضان أن بلاده تحترم وجهة نظر الدول التي قررت التخلي عن استخدام العقوبة، مشيرا إلى أن الدول التي قررت طوعا التخلي عن عقوبة الإعدام، أو التمسك باستخدامها، توصلت إلى ذلك بعد نقاشات مطولة على المستوى الوطني سواء شعبيا أو مؤسسيا، وراعت عوامل ثقافية ودينية وسياسية واقتصادية واجتماعية وأمنية تختلف بين مجتمع وآخر، فضلاً عن رؤية كل دولة لكيفية التعاطي مع منظور ضحايا الجرائم الجسيمة.
ودعا نشطاء في مصر إلى تعليق عقوبة الإعدام في الوقت الراهن، بسبب كثرة أحكام الإعدام الصادرة بحق قادة وكوادر جماعة الإخوان المسلمين.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.