محافظ مأرب لـ («الشرق الأوسط»): العمليات العسكرية تهدف لاستئصال التمرد.. وخسائر كبيرة في صفوف الميليشيات

التحالف يدك معقل الحرس الجمهوري في البيضاء.. وانتشار السلاح يثير المخاوف في عدن

شرطة المرور في إحدى الإشارات بجولة كالتكس وتظهر الأعلام اليمنية والسعودية والإماراتية منصوبة وسط الإشارة المرورية («الشرق الأوسط»)
شرطة المرور في إحدى الإشارات بجولة كالتكس وتظهر الأعلام اليمنية والسعودية والإماراتية منصوبة وسط الإشارة المرورية («الشرق الأوسط»)
TT

محافظ مأرب لـ («الشرق الأوسط»): العمليات العسكرية تهدف لاستئصال التمرد.. وخسائر كبيرة في صفوف الميليشيات

شرطة المرور في إحدى الإشارات بجولة كالتكس وتظهر الأعلام اليمنية والسعودية والإماراتية منصوبة وسط الإشارة المرورية («الشرق الأوسط»)
شرطة المرور في إحدى الإشارات بجولة كالتكس وتظهر الأعلام اليمنية والسعودية والإماراتية منصوبة وسط الإشارة المرورية («الشرق الأوسط»)

قال محافظ مأرب اليمنية الشيخ سلطان العرادة، إن ميليشيات الحوثيين وقوات المخلوع علي عبد الله صالح، تستميت، بشكل كبير، في القتال في جبهة مأرب. ويرى العرادة أن المحافظة النفطية الهامة هي المفتاح نحو العاصمة صنعاء وهي الحاجز المنيع.
وتشهد مأرب قتالا ضاريا بين القوات المشتركة المكونة من قوات التحالف وقوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وبين الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع صالح.
وذكر المحافظ العرادة، أن العمليات العسكرية الحالية في المحافظة منذ 13 سبتمبر (أيلول) الحالي، تهدف لاستئصال وجود ميليشيا التمرد، وأنها تجري في ضوء غرفة عمليات مشتركة لهذه القوات المكونة من قوات التحالف وقوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية.
وأكد العرادة لـ«الشرق الأوسط»، أن هذه القوات حققت تقدما كبيرا «في مساحة جبهة القتال واستولت على عدد كبير من المعدات والآليات وقتلت وجرحت وأسرت عناصر من الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع صالح». وتجنب محافظ مأرب ذكر سقف زمني محدد لإنهاء العمليات العسكرية الحالية في مأرب.
ونفى العرادة الأنباء التي ترددت عن انضمام مجاميع من قوات الجيش الوطني ورجال القبائل إلى صفوف المتمردين للقتال إلى جانبهم، وقال: «أنفي نفيا قطعيا من موقع مسؤوليتي حدوث هذا الأمر أو أن أحدا من عناصر المقاومة الشعبية أو الجيش الوطني أعلن هذا الكلام»، مؤكدا أن هذه «مجرد شائعات يرددها البعض لكسب انتصارات وهمية أمام الآخرين ووسائل الإعلام فقط».
وحول خطط تحرير المديريات المتجاورة من محافظتي مأرب وشبوة، قال المحافظ العرادة: «إنه لا شك في وجود العدو في مديريتي بيحان (شبوة) وحريب (مأرب)، منذ دخوله إلى شبوة، وبعد أن تراجع من عتق ومناطق العمق، ظل في هذه المناطق وأيضًا مديرتي عين وعسيلان»، مشيرا إلى أن ميليشيات وقوات الانقلابيين في تلك المناطق وغيرها تواجه «ضربات موجعة من قبل طائرات التحالف»، وإلى أن هناك (في المناطق المتجاورة في مأرب وشبوة) قوة موجودة على الأرض، للمقاومة الشعبية يقودها المشايخ والعقال.
وأشار العرادة إلى وجود قوات عسكرية من اللواء 26 في المنطقة، إضافة إلى قوة عسكرية أخرى، قال إنها ستذهب إلى بيحان عبر مناطق داخل محافظة شبوة، وتطرق المحافظ إلى أن المقاومة الشعبية في بيحان – شبوة، تعمل على «لملمة نفسها والاستعداد للمواجهات لتطهير تلك المناطق»، وطمأن الشيخ العرادة «كل الناس بأن الأمور طبية ومبشرة وأن النصر حليفنا وقريب جدا».
إلى ذلك، نجا العميد عادل القميري، قائد محور الجوف، قائد «اللواء 115» من الموت في حادث انفجار لغم أرضي بمحافظة مأرب، وقالت مصادر محلية إن أحد الألغام التي زرعها الحوثيون انفجر في سيارة القائد العسكري في منطقة الجفينة، وأسفر عن إصابته، إصابة طفيفة، ومقتل نجله وأحد مرافقيه.
من جهته، ذكر مصدر في المقاومة الشعبية بمأرب لـ«الشرق الأوسط» أن الميليشيات وقوات المخلوع صالح، زرعت آلاف الألغام في مناطق كثيرة وواسعة من محافظة مأرب، وأن هذه الألغام هي من أبطأت تحرك قوات الجيش الوطني والمقاومة ومعها قوات التحالف في التقدم، حسبما كان مخططا لها، لكن المصدر أشار إلى أن الإمكانية الكبيرة المتوفرة لدى قوات التحالف، ككاسحات الألغام والتقنيات الموجودة، تساعد، بشكل كبير، على التخلص من هذه المشكلة، مشيرا إلى أن الميليشيات تواجه وضعا صعبا، وأكد أن ضربات قوات التحالف الجوية والعمليات البرية، تتركز في الوقت الراهن على قطع طرق الإمدادات لتلك القوات وتقطيع أوصالها.
وفي التطورات الميدانية الأخرى، قصفت طائرات التحالف، أمس، مواقع قوات «اللواء 26» حرس جمهوري (سابقا)، والمرابطة في مديرية السوادية بمحافظة البيضاء، بوسط البلاد، وتحدث شهود عيان عن انفجارات كبيرة وضخمة سمعت داخل المعسكر، فيما شوهدت الأدخنة تملأ سماء المنطقة.
في صنعاء، تركزت الطلعات الجوية على مواقع الميليشيات وقوات المخلوع صالح في مناطق ريفية محيطة بالعاصمة من اتجاهات مختلفة، حيث تم قصف معسكر الجميمة، شرق صنعاء، وأيضًا، منطقة بوسان، في مديرية أرحب، بشمال العاصمة، وفي نفس الاتجاه، قصفت بعض المواقع في مديرية «بني حشيش»، كما استهدفت غارات التحالف مناطق جبل رأس وبيت الفقيه في محافظة الحديدة ووادي الجفينة في مأرب وعددا من المناطق في محافظتي صعدة وإب.
على صعيد آخر، تستمر محاولات إعادة الحياة إلى مدينة عدن، العاصمة المؤقتة للبلاد، وقد بدأ رجال المرور في العودة إلى الإشارات والتقاطعات المرورية لتنظيم حركة السير، في وقت تؤكد فيه مصادر حكومية أن العمل جار، على قدم وساق، لإعادة مراكز الشرطة وأجهزة الأمن إلى الخدمة، بعد أن جرى تدميرها وتشتيتها في الحرب التي شهدتها عدن خلال الأشهر مارس (آذار) وحتى يوليو (تموز) المنصرم.
ورغم انتهاء الحرب، فإن انتشار السلاح في المدينة بات أمرا يثير المخاوف لدى السكان في ظل حدوث عمليات قتل بين وقت وآخر، في غياب أجهزة الشرطة والأمن. وشهدت عدن، أمس، انفجار قذيفة «آر بي جي»، في حي خور مكسر، وبحسب المعلومات المتوافرة، فقد انفجرت القذيفة عن طريق الخطأ، الأمر الذي أدى إلى إصابة شخصين على الأقل، إضافة إلى الشخص الذي كان يحمل القذيفة، وقد نشر حالة من الفزع في أوساط السكان، الذين كان بعضهم بدأوا في العودة إلى الحي الراقي، الذي شهد أعنف المواجهات خلال أشهر الحرب.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.