قال مفوض أوروبي، أمس، بأن «الموجة الكبرى المقبلة» من المهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا قد تنطلق من لبنان، الدولة «الضعيفة» التي تشهد وضعا «مأساويا»، وذلك في مقابلة مع صحيفة «دي فيلت» الألمانية.
وصرح مسؤول شؤون التوسيع في المفوضية، يوهانس هان، للصحيفة المحافظة أن «التطورات في لبنان تثير قلقي. الوضع هناك مأساوي إلى حد ما». وتابع: «ومن هناك قد تنطلق موجة المهاجرين المقبلة»، علما بأن نحو 1.2 مليون سوري لجأوا إلى لبنان، ما يشكل ربع عدد سكانه، حيث يقيم معظمهم في ظروف سيئة. وأضاف: «لطالما كان هذا البلد الأكثر ضعفا في المنطقة»، مشددا على «عدم استقرار الوضع السياسي» اللبناني. كما أشار إلى نسبة البطالة المرتفعة، والتي تصل إلى نحو 20 في المائة، والديون الضخمة، معلقا: «هذا مزيج خطير للغاية».
ويسعى الاتحاد الأوروبي إلى إبطاء تدفق اللاجئين إلى أوروبا، الذي يشكل أسوأ أزمة هجرة منذ 1945. ويريد بالتالي تقديم مساعدات مالية للدول المجاورة لسوريا، كلبنان، والأردن، وتركيا، التي تعاني من صعوبات في استقبال اللاجئين وتتحمل أحيانا أكثر من طاقتها.
واتفقت دول الاتحاد الأوروبي، الأربعاء الماضي، على تخصيص مليار يورو إضافي على الأقل لوكالات الأمم المتحدة التي تساعد اللاجئين ولدول أخرى من خلال صندوق إقليمي.
من جانبها، وفي تطور لافت، دعت الكنيسة الأرثوذكسية البلغارية، التي ينتمي إليها أكثر من 80 في المائة من الشعب البلغاري، الحكومة إلى التوقف عن السماح بدخول المهاجرين إلى البلاد. وأعلن السينودوس المقدس وهو الهيئة القيادية للكنيسة، في بيان على موقعه في الإنترنت: «إننا نساعد اللاجئين الذين وصلوا حتى الآن إلى وطننا، لكن على الحكومة ألا تسمح في أي حال من الأحوال بدخول مزيد من اللاجئين». واعتبر «أنها موجة تنطوي على كل مظاهر الاجتياح».
ويلتف القسم الأكبر من سيل المهاجرين الوافدين إلى اليونان حول بلغاريا، الواقعة في وسط دول البلقان، وهم في طريقهم إلى أوروبا الغربية، إلا أنها تبقى بلد عبور للسوريين والأفغان والعراقيين الذين يريدون التوجه من تركيا إلى أوروبا الغربية. وأضاف السينودوس المقدس: «يجب على الذين تسببوا في اندلاع المشاكل في بلدان اللاجئين، أن يجدوا حلولا لها، ويجب ألا يدفع الشعب البلغاري الثمن».
وتعد بلغاريا من بين بلدان الاتحاد الأوروبي التي تشمل أكبر نسبة من المسلمين، تقارب 13 في المائة، ومنهم أتراك وبلغار مسلمون من أيام الهيمنة العثمانية وبعض الغجر. ورغم ارتياب الرأي العام من الأقليات، لم يحصل أي توتر كبير تجاهها منذ انتهاء فترة الشيوعية في 1989.
وأعرب رئيس الوزراء المحافظ، بويكو بوريسوف، أول من أمس، عن «قلقه» من احتمال حصول تدفق كبير للمهاجرين في الأشهر المقبلة. وقال: «أنا خائف والشعب البلغاري خائف، أقله على الصعيد الديني. نحن مسيحيون وهم مسلمون».
من جهة أخرى، نفت الحكومة الألمانية صحة تقارير تحدثت عن استثناء اللاجئين السوريين من إجراءات اللجوء المعتادة ومنحهم تصريح إقامة مباشرا لمدة ثلاثة أعوام. وقالت متحدثة باسم الحكومة الألمانية، أمس، إن ما ورد في هذه التقارير ليس صحيحا دون أن تدلي بمزيد من التصريحات. ويذكر أن مجلة «دير شبيغل» الألمانية أكّدت استنادا إلى دوائر في الائتلاف الحاكم في ألمانيا أن هذا التصريح لن يمنح أصحابه من السوريين الحق في استقدام أقارب لهم إلى ألمانيا.
ويذكر أن عدد طلبات اللجوء المقدمة للحكومة الألمانية وصل إلى مستوى قياسي، وتتوقع الحكومة وصول عدد اللاجئين في العام الحالي إلى 800 ألف شخص، وكانت الحكومة المركزية وحكومات الولايات قد اتفقت مساء الخميس على تقاسم التكاليف، فضلا عن حزمة قوانين.
إلى ذلك، رفعت الحكومة المركزية مساعداتها للولايات لتصل إلى أكثر من أربعة مليارات يورو في العام المقبل، وملياري يورو في العام الحالي، على أن تشارك بشكل دائم في تكاليف رعاية اللاجئين اعتبارا من عام 2016.
وفي سياق متصل، أفاد استطلاع للرأي نشرت نتائجه مجلة «در شبيغل» الألمانية الأسبوعية، أمس، أن شعبية المستشارة أنجيلا ميركل سجلت تراجعا، فدفعت بذلك على ما يبدو ثمن سياستها المنفتحة حيال المهاجرين.
وفيما تتوقع ألمانيا أن تستقبل في 2015 ما بين 800 ألف ومليون طالب لجوء يشكلون رقما قياسيا للبلاد ولأوروبا، قالت «دير شبيغل» بأن «الالتزام الحازم لميركل حيال اللاجئين لم يؤمن لها إلا التعاطف على ما يبدو». وبذلك حلت المستشارة المحافظة في المرتبة الرابعة في هذا الاستطلاع الدوري لـ«دير شبيغل»، والذي أجرته قبل أيام مؤسسة «تي.إن.إس فورشونغ». في المقابل، احتل وزير خارجيتها الاشتراكي الديمقراطي، فرانك - فالتر شتاينماير، المرتبة الأولى. فيما حل وزير المال فولفغانغ شويبله في المرتبة الثانية، تلاه الرئيس الفيدرالي يواكيم غاوك.
وقد سئل الذين شملهم الاستطلاع ما إذا كانوا يرغبون في أن تضطلع هذه الشخصية أو تلك «في المستقبل بدور مهم». واختار 64 في المائة ميركل، وهي نسبة أقل بـ5 في المائة بالمقارنة مع الاستطلاع السابق في يونيو (حزيران). وكشفت المجلة أن رئيس الاتحاد المسيحي الاجتماعي، الحليف البافاري للمستشارة الذي وجه انتقادات حادة إلى ميركل حول استقبال اللاجئين في ألمانيا، قد ازدادت شعبيته. وأجري الاستطلاع بين 19 و22 سبتمبر (أيلول) على عينة من 1013 شخصا تفوق أعمارهم 18 عاما.
المفوضية الأوروبية: لبنان قد يكون مصدر موجة الهجرة المقبلة
الكنيسة الأرثوذكسية البلغارية تطالب الحكومة بوقف استقبال المهاجرين
المفوضية الأوروبية: لبنان قد يكون مصدر موجة الهجرة المقبلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة