الجيش المصري يطلق عملية شاملة للقضاء على أنصار «داعش» في سيناء

المتحدث العسكري: حجم العمليات استدعى صدور البيان

الجيش المصري يطلق عملية شاملة للقضاء على أنصار «داعش» في سيناء
TT

الجيش المصري يطلق عملية شاملة للقضاء على أنصار «داعش» في سيناء

الجيش المصري يطلق عملية شاملة للقضاء على أنصار «داعش» في سيناء

أطلق الجيش المصري العملية العسكرية الشاملة «حق الشهيد» بهدف القضاء على العناصر الإرهابية في مدن بشمال سيناء، بحسب بيان رسمي صدر عن القيادة العامة للقوات المسلحة مساء أول من أمس. وقال المتحدث الرسمي باسم الجيش العميد محمد سمير لـ«الشرق الأوسط» إن «حجم العملية استدعى أن يصدر البيان عن القيادة العامة». وتأتي العملية بعد أيام من إصابة 6 جنود من قوات حفظ السلام على الحدود بين مصر وإسرائيل.
وتخوض السلطات الأمنية المصرية حربا في شمال سيناء منذ ما يزيد على العامين على خلفية انتشار تنظيمات تكفيرية في شمال سيناء أبرزها تنظيم أنصار بيت المقدس الذي أعلن في وقت سابق مبايعة تنظيم داعش وخليفته المزعوم أبو بكر البغدادي.
وبدا لافتا أن يصدر بيان الجيش الأخير عن القيادة العامة للقوات المسلحة مما يعني أن التحركات الحالية تحمل جديدا في طبيعة المواجهات على الأرض. وتجري العمليات الأمنية وملاحقة عناصر مناصرة لـ«داعش» في شمال سيناء بصورة يومية، وقتل خلال المواجهات مئات من رجال الجيش والشرطة.
وقال العميد سمير إن «بيان القيادة العامة للقوات المسلحة كان واضحا تماما فهذه العملية تستهدف القضاء على العناصر الإرهابية في الشيخ زويد ورفح والعريش، واستدعى حجم العملية وطبيعتها أن يصدر البيان عن القيادة العامة للقوات المسلحة».
وأعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة مساء أول من أمس أن «قوات الجيش الثاني تمكنت من قتل 29 عنصرا (إرهابيا) وتدمير المناطق التي يتحصنون بها وعدد من العربات والأدوات، في إطار العملية الشاملة (حق الشهيد)، التي نفذتها فجر يوم الاثنين (الماضي)، بالتعاون مع عناصر من الشرطة المدنية في العريش والشيخ زويد بشمال سيناء».
وأضافت القيادة العامة، في بيان بثه التلفزيون المصري فجر أمس، أن «ضابطا وجنديا من القوات المسلحة قتلا وأصيب أربعة آخرون بعد انفجار عبوة ناسفة زرعها (الإرهابيون) في إحدى المركبات».
وأصيب ستة جنود من قوات حفظ السلام العاملة في سيناء في انفجار عبوتين ناسفتين، الجمعة الماضية. وعقب الحادث قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الميجور روجر كابينيس، إنه «يجري حالية دراسة تعزيز قوات حفظ السلام التي تضم 650 جنديا أميركيا». وعما إذا كانت القوات المسلحة المصرية عززت إجراءات الحامية لقوات حفظ السلام عقب الحادث، أوضح العميد سمير أن عمليات التأمين الدقيقة متوفرة منذ مدة، لافتا إلى أن ما جرى «حادث عرضي»، بسبب الظروف التي تعيشها المنطقة في الوقت الراهن.
وأنشئت قوة حفظ السلام المتعددة الجنسيات لمراقبة تنفيذ معاهدة السلام التي وقعتها مصر وإسرائيل في 1979 وتتمركز في سيناء.
وقال نشطاء في مدينة العريش عاصمة شمال سيناء إن «الضغوط الكبيرة التي يواجهها أنصار بيت المقدس في مدينتي الشيخ زويد، ورفح، دفعت عناصره إلى الانتقال إلى العريش». وتفرض السلطات المصرية منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي حالة الطوارئ في المدن الثلاث.
وأصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي قرارا بتشكيل قيادة موحدة للجيشين الثاني والثالث لمحاربة الإرهاب في سيناء نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي في أعقاب عملية إرهابية كبرى في العريش. وأدت التشديدات الأمنية خلال الشهور الماضية إلى فقدان التنظيم قدرته على المبادرة إلى حد بعيد، لكنه لا يزال متماسكا، بحسب نشطاء في سيناء.
وتأتي هذه التطورات في وقت شارك وزير الخارجية سامح شكري، في المؤتمر الوزاري الدولي الذي عقد في فرنسا أمس بهدف وضع خطة لمواجهة «الممارسات الإرهابية» لتنظيم داعش ضد العناصر المستضعفة في سوريا والعراق.
وتتمسك مصر بضرورة مكافحة كل التنظيمات الإرهابية، في إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين التي تدرجها مصر على قائمة التنظيمات الإرهابية، وتخوض معها صراعا عنيفا منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي للجماعة، في يوليو (تموز) 2013 في أعقاب مظاهرات حاشدة ضد حكمه.
وتنامت الضغوط على مصر مع سيطرة «داعش» على مناطق واسعة في ليبيا غرب البلاد، ومساعيه في السيطرة على طريق بري يفضي إلى الحدود المصرية. وقتلت عناصر «داعش» في ليبيا نحو 20 مصريا مسيحيا في مدينة سرت على البحر المتوسط في أبريل (نيسان) الماضي، وردت القوات المسلحة المصرية بشن غارات جوية لاستهداف مناطق تمركزهم في ليبيا.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.