جمهوريون: حصانة لمساعد كلينتون

موظف الخارجية الأميركية سيكون أهم شاهد ضدها

كلينتون خلال جولة انتخابية في ولاية نيوهامبشير أمس (نيويورك تايمز)
كلينتون خلال جولة انتخابية في ولاية نيوهامبشير أمس (نيويورك تايمز)
TT

جمهوريون: حصانة لمساعد كلينتون

كلينتون خلال جولة انتخابية في ولاية نيوهامبشير أمس (نيويورك تايمز)
كلينتون خلال جولة انتخابية في ولاية نيوهامبشير أمس (نيويورك تايمز)

قال تلفزيون «سي إن إن»، صباح أمس، بأن القادة الجمهوريين في الكونغرس اتفقوا على تقديم حصانة قانونية ليقدر بريان باغليانو، موظف الخارجية الأميركية الذي ساعد هيلاري كلينتون في تأسيس كومبيوتر خادم في منزلها وضعت فيه وثائق وزارة الخارجية، على الشهادة ضدها.
يوم الجمعة، قال محامو باغليانو بأنهم أبلغوا لجنة الكونغرس التي تحقق في وثائق كلينتون بأن باغليانو، عندما يستدعى للشهادة، سيحمي نفسه بمادة الدستور الأميركي التي تعطي الشخص حق عدم تجريم نفسه. وأشار المحامون إلى «فيفث» (التعديل الخامس في الدستور).
في الأسبوع الماضي، كشفت صحيفة «واشنطن بوست» أن باغليانو، خبير الكومبيوتر في وزارة الخارجية، ساعد كلينتون في تأسيس الكومبيوتر الخادم في منزلها. وربطه مع الكومبيوتر الخادم التابع لزوجها. وأنهما كتبا شيكات له من حسابهما الخاص.
يوم السبت، خلال جولة انتخابية في ولاية نيوهامبشير، سأل صحافيون كلينتون إذا ستقبل أن يشهد باغليانو أمام لجنة الكونغرس. وأجابت، في حماس: «أناشد أي شخص عنده أي معلومات عن هذا الموضوع أن يتقدم إلى الأمام، ويقول ما عنده».
يوم الجمعة، في مقابلة مع تلفزيون «سي إن بي سي»، سئلت عن لماذا فعلت ما فعلت في البداية (عندما صارت وزيرة للخارجية عام 2009)، أجابت: «شغلتني كثير من المشاكل في جميع أنحاء العالم. لهذا، لم أقف وأفكر فيما هو نوع نظام البريد الإلكتروني الذي يجب أن أستعمله».
في المقابلة، لم تعتذر. لكنها قالت جملا، يبدو أنها أعدتها مسبقا، بأنها، إذا عادت عقارب الساعة، لن تفعل ما فعلت.
حسب المعلومات التي كشفتها «واشنطن بوست» عن باغليانو، تلقى خمسة آلاف دولار في صورة شيكات من كلينتون، أو من زوجها مقابل ما عمل معهما. وأنه عمل معهما وهو موظف في وزارة الخارجية. وأنه استقال من الوزارة في نفس الوقت الذي تركت فيه كلينتون الوزارة عام 2013. وانضم إلى مؤسسة كلينتون الخيرية. وأنه، في وزارة الخارجية، كان يتلقى راتبا يزيد عن عشرة آلاف دولار في العام. وذلك بعد أن عينته كلينتون مساعدا خاصا لها.
في الأسبوع الماضي، في استطلاع تلفزيون «سي إن إن»، انخفضت شعبية كلينتون أكثر. وسألت القناة إذا سيقدر دونالد ترامب، ملياردير العقارات الذي ترشح لرئاسة الجمهورية باسم الحزب الجمهوري، على هزيمتها في الانتخابات في العام القادم إذا استمرت شعبيته في الارتفاع، واستمرت شعبيتها في الانخفاض.
حسب الاستطلاع، تتفوق كلينتون عليه بست نقاط فقط. في الشهر الماضي، تفوقت عليه بست عشرة نقطة.
وفي سؤال عن إذا ترشحت كلينتون ضد جيب بوش، حاكم ولاية فلوريدا السابق، وشقيق الرئيس السابق جورج دبليو بوش، أوضح الاستطلاع أن كلينتون تتفوق عليه بتسع نقاط. وإذا ترشحت كلينتون ضد سكوت ووكر، حاكم ولاية ويسكونسون، أتتفوق عليه بست نقاط فقط.
في ذلك الوقت، قالت مجلة «تايم»، تعليقا على استفتاء تلفزيون «سي إن إن»، بأن «موازين القوى في هذه الحملة الانتخابية انقلبت رأسا على عقب». وأشارت إلى أنه «قبل ستة شهور فقط، كانت كلينتون تضمن الفوز، ولم يكن ترامب على المسرح». وقالت: «رئيس الولايات المتحدة القادم يمكن أن يكون أول امرأة، ويمكن أن يكون أول ملياردير، وملياردير عقارات».
في الأسبوع الماضي، نشرت صحيفة «واشنطن بوست» مقابلة مع ديفيد ديكاميل، نائب شركة «بلاتا ريفار»، في دنفر (ولاية كولورادو)، التي باعت الكومبيوتر الخادم إلى بيل وهيلاري كلينتون. وقال فيها بأنهما ركزا على الحفاظ على سرية المعلومات، بما في ذلك وثائق وزارة الخارجية الأميركية عندما كانت كلينتون وزيرة (2009 – 2013).
واشتكى ديكاميل من تهديدات (يعتقد أن أنصار كلينتون وراءها) للشركة مما جعلها تمسح أسماء كبار موظفيها من موقعها في الإنترنت.
ورفض ديكاميل التعليق على أخبار بأن خادم الكومبيوتر «مسح مسحا كاملا» عندما حصلت عليه شرطة مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي أي). وكانت أخبار قالت: إن الكومبيوتر نقل من منزل كلينتون إلى «مكان ما في ولاية نيوجيرسي».
في الأسبوع الماضي، قالت صحيفة «نيويورك تايمز» بأن قادة الحزب الجمهوري في الكونغرس يزيدون ضغوطهم على وزارة العدل، وعلى «إف بي أي» التابع لها، للتشدد في تحقيقات إهمال كلينتون في حفظ وثائق وزارة الخارجية. وأشارت الصحيفة إلى قول ديفيد كندول، محامي كلينتون، بأنه أرسل خطابا إلى وزارة العدل، بصورة إلى «إف بي أي»، عن تسليم «كل ما يتعلق» بالكومبيوتر الخادم. وأيضا، تسليم الإصبع الإلكتروني («ثامب درايف») الذي فيه نسخ من عشرات الآلاف من الوثائق التي أرسلتها كلينتون، في بداية الصيف، إلى وزارة الخارجية.
في نفس الوقت، وبناء على طلبات من قادة الحزب الجمهوري في الكونغرس (الذين يسيطرون على كل اللجان لأنهم يتمتعون بالأغلبية) أرسل مديرو وكالات الاستخبارات الأميركية تقريرا إلى عدد من لجان الكونغرس، خاصة لجان الاستخبارات والدفاع والشؤون الخارجية، عما كانوا أعلنوه، في الشهر الماضي، بأن بعض الوثائق في حوزة كلينتون كان يجب أن تكون سرية. وأن كلينتون «يمكن أن تكون» خرقت بعض، أو كل، قوانين سرية الوثائق الحكومية.



ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
TT

ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)

دفع تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً» إلى تساؤلات حول تأثير القرار على مستقبل التنظيم وعناصره. يأتي هذا في ظل تصاعد الصراع بين «قيادات (الإخوان) في الخارج» حول قيادة التنظيم. وقال باحثون في الحركات المتطرفة والإرهاب إن «قرار باراغواي أشار إلى ارتباط (الإخوان) بـ(تنظيمات الإرهاب)، وقد يدفع القرار دولاً أخرى إلى أن تتخذ قرارات مماثلة ضد التنظيم».
ووافقت اللجنة الدائمة بكونغرس باراغواي على «اعتبار (الإخوان) (تنظيماً إرهابياً) يهدد الأمن والاستقرار الدوليين، ويشكل انتهاكاً خطيراً لمقاصد ومبادئ الأمم المتحدة». جاء ذلك في مشروع قرار تقدمت به ليليان سامانيغو، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس المكوّن من 45 عضواً. وقال البرلمان في بيان نشره عبر موقعه الإلكتروني (مساء الخميس) إن «تنظيم (الإخوان) الذي تأسس في مصر عام 1928، يقدم المساعدة الآيديولوجية لمن يستخدم (العنف) ويهدد الاستقرار والأمن في كل من الشرق والغرب». وأضاف البيان أن «باراغواي ترفض رفضاً قاطعاً جميع الأعمال والأساليب والممارسات (الإرهابية)».
ووفق تقارير محلية في باراغواي، فإن باراغواي رأت في وقت سابق أن «(حزب الله)، و(القاعدة)، و(داعش) وغيرها، منظمات (إرهابية)، في إطار مشاركتها في الحرب على (الإرهاب)». وقالت التقارير إن «تصنيف (الإخوان) من شأنه أن يحدّ من قدرة هذه الجماعات على التخطيط لهجمات (إرهابية) وزعزعة استقرار الدول». كما تحدثت التقارير عن دول أخرى أقرت خطوات مماثلة ضد «الإخوان» من بينها، روسيا، والمملكة العربية السعودية، ومصر، والإمارات، والبحرين.
وتصنف دول عربية عدة «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً». وعدّت هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية التنظيم «جماعة إرهابية منحرفة» لا تمثل منهج الإسلام. وذكرت الهيئة في بيان لها، نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2020، أن «(الإخوان) جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفُرقة، وإثارة الفتنة، والعنف، والإرهاب». وحذّرت حينها من «الانتماء إلى (الإخوان) أو التعاطف مع التنظيم».
كذلك أكد مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي أن كل مجموعة أو تنظيم يسعى للفتنة أو يمارس العنف أو يحرّض عليه، هو تنظيم إرهابي مهما كان اسمه أو دعوته، معتبراً «(الإخوان) تنظيماً (إرهابياً)».
وتحظر الحكومة المصرية «الإخوان» منذ عام 2014، وقد عدّته «تنظيماً إرهابياً». ويخضع مئات من قادة وأنصار التنظيم حالياً، وعلى رأسهم المرشد العام محمد بديع، لمحاكمات في قضايا يتعلق معظمها بـ«التحريض على العنف»، صدرت في بعضها أحكام بالإعدام، والسجن «المشدد والمؤبد».
وحسب الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، فإن «تصنيف باراغواي (الإخوان) يؤكد الاتهامات التي توجَّه إلى التنظيم، بأن تنظيمات العنف خرجت من رحم (الإخوان)، أو أنها نهلت من أفكار التنظيم»، لافتاً إلى أن «قرار باراغواي أشار إلى أن (الإخوان) وفّر الحماية لتنظيمات التطرف التي نشأت في الشرق والغرب». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «قرار بعض الدول العربية في وقت سابق حظر (الإخوان) يعود إلى أمرين؛ الأول أن التنظيم مارس العنف، والآخر أن التنظيم وفّر الحماية لجماعات الإرهاب».
وفي وقت سابق أكدت وزارة الأوقاف المصرية «حُرمة الانضمام لـ(الإخوان)»، مشيرةً إلى أن التنظيم يمثل «الخطر الأكبر على الأمن القومي العربي». وفي فبراير (شباط) 2022 قالت دار الإفتاء المصرية إن «جميع الجماعات الإرهابية خرجت من عباءة (الإخوان)». وفي مايو (أيار) الماضي، قام مفتي مصر شوقي علام، بتوزيع تقرير «موثق» باللغة الإنجليزية على أعضاء البرلمان البريطاني يكشف منهج «الإخوان» منذ نشأة التنظيم وارتباطه بـ«التنظيمات الإرهابية». وقدم التقرير كثيراً من الأدلة على علاقة «الإخوان» بـ«داعش» و«القاعدة»، وانضمام عدد كبير من أعضاء «الإخوان» لصفوف «داعش» عقب عزل محمد مرسي عن السلطة في مصر عام 2013، كما لفت إلى أذرع «الإخوان» من الحركات المسلحة مثل «لواء الثورة» و«حسم».
وحول تأثير قرار تصنيف باراغواي «الإخوان» على «قيادات التنظيم في الخارج»، أكد الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، أن «قرار باراغواي سوف يؤثر بالقطع على عناصر التنظيم في الخارج، لأن التنظيم يزعم أنه ينتشر في دول كثيرة حول العالم، ومثل هذا القرار يؤثر على عناصر (الإخوان) الموجودة في باراغواي وفي الدول المجاورة لها، كما أن القرار قد يدفع دولاً أخرى إلى اتخاذ قرار مماثل ضد (الإخوان)».
يأتي قرار باراغواي في وقت يتواصل الصراع بين «قيادات الإخوان في الخارج» حول منصب القائم بأعمال مرشد التنظيم. ويرى مراقبون أن «محاولات الصلح بين جبهتي (لندن) و(إسطنبول) لحسم الخلافات لم تنجح لعدم وجود توافق حول ملامح مستقبل التنظيم». والصراع بين جبهتي «لندن» و«إسطنبول» على منصب القائم بأعمال المرشد، سبقته خلافات كثيرة خلال الأشهر الماضية، عقب قيام إبراهيم منير، القائم بأعمال مرشد «الإخوان» السابق، بحلّ المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا، وقيامه بتشكيل «هيئة عليا» بديلة عن «مكتب إرشاد الإخوان». وتبع ذلك تشكيل «جبهة لندن»، «مجلس شورى» جديداً، وإعفاء أعضاء «مجلس شورى إسطنبول» الستة، ومحمود حسين (الذي يقود «جبهة إسطنبول»)، من مناصبهم.