الانتخابات المبكرة الخيار الأقوى لحل أزمة الرئاسة في إقليم كردستان

أطراف كردية ترى صعوبة الخطوة.. وإذا جرت فلن تؤدي إلى حل أي مشكلة

الانتخابات المبكرة الخيار الأقوى لحل أزمة الرئاسة في إقليم كردستان
TT

الانتخابات المبكرة الخيار الأقوى لحل أزمة الرئاسة في إقليم كردستان

الانتخابات المبكرة الخيار الأقوى لحل أزمة الرئاسة في إقليم كردستان

باتت المفاوضات السياسية لحل أزمة رئاسة الإقليم بين الأطراف الرئيسية الخمسة في كردستان العراق (الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني وحركة التغيير والاتحاد الإسلامي والجماعة الإسلامية) تراوح في مكانها، في حين تلوح بوادر إجراء انتخابات مبكرة في الأفق، رغم أن كل الأطراف الكردية ترى أنه من الصعب إجراؤه في الوقت الحالي، لأسباب تتعلق بالأوضاع التي تشهدها المنطقة والأزمة المالية في الإقليم.
وقال المستشار الإعلامي في مكتب رئيس الإقليم، كفاح محمود، لـ«الشرق الأوسط»: «إذا فشلت الأطراف السياسية في إيجاد حل أو توازن ستذهب إلى انتخابات مبكرة لكي تعيد التوازن إلى تشكيلة البرلمان، وقد تختلف خارطة المقاعد في البرلمان بعد إجراء الانتخابات العامة، وهذا خيار تأخذ به كل النظم الديمقراطية في العالم، لكن أنا أعتقد أن هذا السيناريو ما زال بعيدا، لأنهم ربما سيتفقون خلال اجتماع يوم الأحد المقبل على صيغة معينة، لكن تبقى الانتخابات المبكرة واحدة من الخيارات التي سيذهبون إليها إذا عجزوا عن إيجاد حلول مناسبة لتعديلات قانون الرئاسة أو صلاحيات الرئيس».
وتواصل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات والاستفتاء في إقليم كردستان استعداداتها من أجل التهيؤ لتنظيم أي عملية انتخابية أو استفتاء في المستقبل، فيما تبقى الأزمة المالية التي يشهدها الإقليم أحد أهم العوائق التي تبطئ من استعدادات هذه المفوضية التي شُكلت في مارس (آذار) الماضي.
وقال رئيس المفوضية المستقلة للانتخابات والاستفتاء في الإقليم، هندرين محمد صالح: «تأسست هذه المفوضية لتنظيم جميع العمليات الانتخابية في الإقليم، لذا يجب أن نتخذ استعداداتنا لإجراء أي عملية انتخابية في المستقبل، أما إذا طُلِبَ منا الآن تنظيم انتخابات مبكرة، فهناك نقطتان مهمتان بالنسبة لنا، أولاهما، الميزانية المطلوبة لإجراء هذه الانتخابات، والثاني، المدة الزمنية التي نحتاجها للاستعداد لذلك، فمن ناحية المدة الزمنية نحن نحتاج إلى ثلاثة أشهر لتعيين كوادر المفوضية وتهيئتهم وتدريبهم، فيما نحتاج إلى ستة أشهر أخرى للاستعداد لتنظيم أي عملية انتخابية»، ملمحا إلى أن الاستعداد لإجراء أي استفتاء يحتاج إلى وقت أقل من ذلك، مبينا في الوقت ذاته تواصل العمل من أجل تكملة هيكلية المفوضية خلال أقل من ثلاثة أشهر من الآن. فيما ترى الأطراف السياسية في الإقليم أن إجراء انتخابات مبكرة في كردستان يعتبر خيارا صعبا، بسبب عدم سماح الظروف لإجراء تلك الانتخابات، خصوصا أن الإقليم يشهد أزمة مالية منذ قرابة عامين بسبب الحصار الذي تفرضه بغداد عليه.
وفي هذا السياق، شدد النائب عن الحزب الديمقراطي الكردستاني في برلمان الإقليم، فرحان جوهر بالقول: «خيار الانتخابات المبكرة ليس خيارا عمليا، وهو خيار غير محبب من قبل جميع الأطراف، وغير ممكن الآن»، وتسأل جوهر: «حتى إذا تقرر إجراء هذه الانتخابات، لكن متى ستنظم؟ برأيي ستمتد حتى انتخابات الدورة البرلمانية المقبلة، المفوضية لن تتمكن من الاستعداد لهذه الانتخابات خلال تسعة أشهر أيضا، بسبب الأزمة المالية والحرب ضد (داعش)، ومسألة المناطق المتنازع عليها».
بدوره، بين النائب عن الاتحاد الوطني الكردستان في برلمان الإقليم، فرهاد سنكاوي، بالقول: «رغم أن خيار الانتخابات المبكرة خيار قوي قد تلجأ إليه الأطراف السياسية، في حال عدم التوصل إلى توافق بشأن أزمة الرئاسة، لكنه خيار صعب، لأسباب كثيرة، منها عدم تحديث سجل الناخبين، بالإضافة إلى أن هذه الانتخابات تحتاج إلى مبالغ مالية كبيرة، ونرى أن الاستعداد لتنظيم هذه الانتخابات قد تستغرق ستة أشهر».
من جهته، قال النائب عن حركة التغيير شيركو محمد أمين بالقول: «حقيقة أنا لا أرى إن الوضع السياسي في الإقليم متوجه باتجاه انتخابات مبكرة، وإجراء هذه الانتخابات أمر طبيعي بالنسبة لنا في حركة التغيير، لكن تنظيم هذه الانتخابات لن يؤدي إلى حل أي مشكلة».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».