جوسلين إيليا
إعلامية وصحافية لبنانية عملت مقدمة تلفزيونية لعدة سنوات في لندن وبيروت، متخصصة في مجال السياحة.
TT

قصة المفتاح

قصة المفتاح وما فيها، هي أن هناك جهة تدعي أنها تمثل الشرطة البريطانية، تحذر الناس من خلال نشر معلومات على الإنترنت مفادها أن مفاتيح غرف الفنادق الممغنطة تحوي معلومات خاصة بالنزلاء، بما فيها الاسم والعنوان وتفاصيل بطاقات الائتمان مثل الرقم وتاريخ الانتهاء ورقم الغرفة وتاريخ الوصول ومغادرة الفندق.
وإذا كانت هذه المعلومة صحيحة، فهي فعلا تهدد خصوصية النزلاء بعد مغادرتهم الفندق وترك البطاقة مع مسؤولي مكتب الاستقبال، لأن النشرة الإلكترونية تقدم النصائح لنزلاء الفندق بالاحتفاظ بمفتاح الغرفة بعد المغادرة والتخلص منه في المنزل من خلال قطعه بمقص، أو استعمال مغناطيس يساعد على سحب المعلومات المخزنة في الشريحة الممغنطة على طرف المفتاح.
الفكرة مقلقة، وللحظة يمكن أن نصدقها، وخاصة أنها صادرة عن جهة رسمية تعنى بحماية الشعب، ولكن بعد التمعن بالخبر، حيث قمت بالبحث عن الموضوع في أكثر من موقع إلكتروني في بريطانيا والولايات المتحدة الأميركية، وقرأت الكثير من المدونات الخاصة بأناس يعملون في فنادق، ومواضيع ذات صلة، وكانت النتيجة متباينة، فالنشرة المنشورة على المواقع الأميركية مطابقة لتلك الصادرة عن الشرطة البريطانية (ولا أعرف إذا كانت أصلية وصادرة بالفعل عن الشرطة)، ولكن وفي المقابل هناك ردود كثيرة تنفي مفاد النشرة والتحذير.
وحشريتي وحبي مشاركة المعلومات المفيدة مع قراء مدونتي جعلتني أستقصي الأمر وأتصل بمايكل نيف مدير عام فندق «بلومزبيري» التاريخي في لندن، وسألته عن الموضوع، فكان رده أن المعلومات الخاصة بالنازل في الفندق لا تخزن على الشريحة الممغنطة على مفتاح الغرفة ولكن المفتاح مبرمج مع قفل الباب بطريقة تسمح بفتحه ابتداء من تاريخ الوصول إلى حين مغادرة الغرفة. وتابع نيف أنه لا يعرف مصدر هذه النشرة والتحذير ولكنه يعرف جيدا من خلال خبرته الطويلة في العمل في الفنادق أن المعلومات الخاصة بالضيوف لا تخزن على مفاتيح الغرف.
والنشرة التحذيرية، تطلب من متلقيها نشرها وتعميمها لتفادي سرقة الهوية والمعلومات الشخصية، خاصة تفاصيل بطاقات الائتمان والتسبب في سرقات كبرى. وقد تكون أفضل طريقة لتجنب مثل هذه المشكلة (في حال كانت حقيقية)، الاحتفاظ بمفتاح الغرفة عند المغادرة، فالفنادق لا تفرض أي مبلغ مادي لقاء الاحتفاظ بالمفتاح، وهكذا تكون قد اشتريت راحة بالك واحتفظت بمفتاح يذكرك برحلة وإقامة في فندق ما.. في مدينة ما.
زودوني بمعلومات لها علاقة بالموضوع إذا سمعتم أي شيء جديد بهذا الخصوص، فالمسألة مثيرة وتهم كل مسافر ورجل أعمال وسائح.. وعلى قول المثل العربي: «السلامة خير من الندامة».. فتوخوا الحذر. وإلى اللقاء.