مشاري الذايدي
صحافي وكاتب سعودي. عمل في عدة صحف ومجلات سعودية. اشتغل في جريدة المدينة السعودية في عدة أقسام حتى صار عضو هيئة التطوير فيها. ثم انتقل لـ«الشرق الأوسط» من 2003، وتدرَّج بعدة مواقع منها: المشرف على قسم الرأي حتى صار كبير المحررين في السعودية والخليج، وكاتباً منتظماً بها. اختير ضمن أعضاء الحوار الوطني السعودي في مكة المكرمة. وشارك بأوراق عمل في العديد من الندوات العربية. أعدَّ وقدَّم برنامجي «مرايا» وبرنامج «الندوة». في شبكة قنوات «العربية».
TT

غسيل إبراهيم المغسل!

في ضربة خاطفة نوعية للأمن السعودي، تم القبض على إبراهيم المغسل أحد قادة الإرهاب من «حزب الله – الحجاز»، السعودي.
الخبر كشفت عنه صحيفة «الشرق الأوسط»، وفيه أنه تم القبض عليه في بيروت، وهذا في حد ذاته إنجاز آخر، حيث تعتبر بيروت، كما أجزاء كثيرة من لبنان، معقلاً للجماعات الإرهابية المرتبطة بإيران، من خلال استخدام قدرات حزب الله اللبناني.
للتذكير، فالرجل من مجموعة من الشبان السعوديين الإرهابيين (حزب الله – الحجاز)، الفرع السعودي لمنظومة شبكات حزب الله الإيرانية في المنطقة. هذه المجموعة قامت بأكبر علمية إرهابية لها في البلد عام 1996، بتفجير أبراج الخبر، شرق السعودية، وراح ضحية التفجير عشرات الضحايا، ومنهم ضحايا من أميركا.
حينها، كانت هناك عملية إرهابية سابقة لهذه العملية، هي تفجير مقر بعثة تدريب الحرس الوطني في حي العليا بالرياض (1995)، على يد مجموعة إرهابية قاعدية، فكان هناك تقصد لتضييع موضوع الخبر في خضم الصراع مع «الإرهاب السني».
إبراهيم المغسل، وجعفر شويخات، وهاني الصايغ، وعبد الكريم الناصر، وإبراهيم اليعقوب، ومصطفى القصاب، وغيرهم، وضعوا على قائمة مطلوبة للسلطات السعودية، وأيضًا للسلطات الأميركية.
المفارقة أن أول قائمة أميركية لـ«الإرهابيين الإسلاميين» كانت تضم شيعة وسنة، فكان المغسل ورفاقه إلى جوار أسامة بن لادن وأيمن الظواهري.
المغسل ورفاقه كانوا في حماية الأجهزة الإيرانية، وأشيع، بخدعة إيرانية، أن الرجل مات منتحرًا أو مريضًا، كما حصل لزميله جعفر شويخات، الذي كان مسجونًا في سوريا، وحين طلبته السلطات السعودية قيل لها إن شويخات مات منتحرًا في زنزانته بصابون غسيل في أغسطس (آب) 1996.
تسلمت السعودية من وقتها فقط هاني الصايغ من كندا، ومصطفى القصاب من لبنان. يقال إن السعودية حينها، دعمًا للتيار الإصلاحي الإيراني الصاعد، اتفقت اتفاقية «جنتلمان» مع الطرف الإيراني، بعدم توجيه اتهام رسمي لإيران، بشرط تعهد إيران بعدم استهداف السعودية بالإرهاب مرة أخرى، وهذا الأمر أغضب الدولة الأميركية حينها.
تدور الأيام، وتصبح أميركا أوباما مؤمنة بالاعتدال الإيراني، بشغف، وتعود إيران للتخريب في دول الخليج، من الكويت للبحرين والسعودية.
هل هذه طبيعة بنيوية للنظام الخميني لا يستطيع التخلص منها، لأن تخلصه منها يعني تخلصه من هويته وذاته؟ بوقوع قائد الخلية إبراهيم المغسل في قبضة الأمن السعودي، ستتكشف أوراق كثيرة من العالم السري لإيران في المنطقة، خاصة أن الرجل مطارد منذ نحو عشرين عاما.
هل ما زالت الحماسة تتملك البيت الأبيض لمعاقبة الشر الإيراني الذي استهدفه؟