تقرير يمني يرصد «تزايد انتهاكات» الحوثيين ضد الإعلاميين

350 صحافيًا فقدوا أعمالهم و24 قناة وإذاعة توقفت عن البث بسبب مضايقات المتمردين

تقرير يمني يرصد «تزايد انتهاكات» الحوثيين ضد الإعلاميين
TT

تقرير يمني يرصد «تزايد انتهاكات» الحوثيين ضد الإعلاميين

تقرير يمني يرصد «تزايد انتهاكات» الحوثيين ضد الإعلاميين

أعلنتا صحيفتان يوميتان في اليمن أنهما قررتا التوقف عن الصدور بسبب تهديدات وجهت لهما من قيادي حوثي بارز و«حملة تحريض شرسة» تضع الصحافيين العاملين لديهما في «خطر حقيقي».
وقالت هيئتا تحرير صحيفتي «الأولى» و«الشارع» في بيان، إن الصحيفتين «اضطرتا إلى التوقف عن الصدور بسبب حملة تحريض شرسة تضع صحافييهما أمام خطر حقيقي»، مضيفتين أن «هذا التحريض الصارخ على الصحيفتين، يجعل العاملين فيهما عرضة لمخاطر حقيقية، ولذلك وجدنا أنفسنا مضطرين للتوقف، مرة أخرى، عن الصدور». وأوضح البيان، أن «حملة التحريض (هذه) يقودها محمد المقالح، عضو اللجنة الثورية العليا، وأنه ربط استئناف صدور الصحيفتين بعد توقف سابق دام ثلاثة أشهر بالإنزال العسكري السعودي الإماراتي في عدن».
وبينما يقبع في المعتقلات الحوثية حاليًا الكثير من الصحافيين في جميع المدن اليمنية، بسبب تغطيتهم للأحداث الحالية في البلاد وما يقوم به المسلحون الحوثيون من انتهاكات، كشف «مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي» اليمني عن تراجع الحريات الإعلامية في اليمن منذ سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء والكثير من المحافظات الأخرى.
وقال المركز في تقرير، إنه سجل «87 حالة انتهاك» بحق الإعلام خلال شهري يونيو (حزيران) ويوليو (تموز) الماضيين، وإن أكثر من 350 من الصحافيين فقدوا أعمالهم جراء مصادرة عدد من المواقع والصحف والقنوات والإذاعات في المحافظات اليمنية التي تسيطر عليها جماعة الحوثي.
وأضاف التقرير، أن عدد من فقدوا أعمالهم ارتفع إلى هذا الرقم بعد أن كان الرقم 300 إعلامي فقدوا أعمالهم خلال الشهر الماضي. وأوضح التقرير، أن «الانتهاكات توزعت بين حالات اختطاف واعتداء واعتقال وإصابات وتهديد واقتحام ونهب مؤسسات إعلامية وصحافية». وأشار إلى أن «النسبة الأكبر من الانتهاكات تمثلت في حالات الاعتداء والتهديد، وهي 40 حالة أي بنسبة 46 في المائة، تلتها 36 حالة اختطاف بنسبة 41 في المائة، ثم 8 حالات اقتحام بنسبة 9 في المائة، و3 حالات إصابة بنسبة 3 في المائة من إجمالي عدد الانتهاكات المسجلة خلال فترة التقرير».
وقال مصطفى نصر، رئيس مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الإعلام في اليمن بات يشهد أعنف حملة انتهاكات منذ بدء العملية الديمقراطية في اليمن قبل 25 عامًا، إذ تم ارتكاب مختلف أنواع الانتهاكات ضد وسائل الإعلام المختلفة». وأضاف أن «جماعة الحوثيين والموالين لهم من أنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح هي الأكثر انتهاكًا للإعلام في اليمن، حيث سجلنا في التقرير الخاص بالمركز ما يقارب 93 في المائة من إجمالي الانتهاكات قامت بها جماعة الحوثيين والموالون لها من أنصار الرئيس السابق».
وأكد رئيس مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي لـ«الشرق الأوسط»، أن «وضع الإعلام في اليمن قد تحسن منذ اندلاع الثورة الشعبية في عام 2011، وأن عدد وسائل الإعلام المرئية والمسموعة ارتفع، إذ وصل عدد القنوات الفضائية إلى 16، والإذاعات إلى 13، بالإضافة إلى أكثر من 300 موقع إلكتروني. إلا أن حالة التحسن في الحريات الإعلامية وتزايد عددها لم يدم كثيرا، حيث أصيبت الحريات الإعلامية بنكسة كبيرة مع اجتياح جماعة الحوثي للعاصمة اليمنية صنعاء في سبتمبر (أيلول) 2014 وما تلاها من صراعات أسفرت عن توقفت 14 قناة لجأت معظمها إلى العمل من خارج اليمن، كما توقفت 10 إذاعات محلية عن العمل، وتم حجم أغلب المواقع الإلكترونية المستقلة والحزبية»، بحسب المركز.
وبينما تتم ملاحقة واعتقال الصحافيين في اليمن من قبل المسلحين الحوثيين، لا يزال عدد من الصحافيين اليمنيون يقبعون في المعتقلات الحوثيين، مما أقلق الحقل الإعلامي اليمني من استخدامهم في أعمالهم الإجرامية كما حدث في العمل الإجرامي الأليم الذي راح ضحيته الصحافيان عبد الله قابل ويوسف العيزري، جراء استخدامهما من قبل المسلحين الحوثيين دروعًا بشرية في أحد المعسكرات بمحافظة ذمار، جنوب العاصمة صنعاء، التي باتت أهدافًا لطيران التحالف.
وكان مروان دماج، الأمين العام لنقابة الصحافيين اليمنيين، قد أكد في وقت سابق في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «المسلحين الحوثيين قاموا بتشريد ما يقارب 300 صحافي وعامل في الإذاعة العامة وتلفزيون صنعاء (التلفزيون الرسمي) وفي جميع المؤسسات الإعلامية باتوا الآن من دون عمل، وأنه تم استبدالهم بأناس آخرين من خارج المؤسسة ونحاول أن نرتب أوضاعهم الآن، وإن قامت جماعة الحوثي بنهب عدد من المؤسسات الإعلامية والصحافية وتقريبا جميع المؤسسات الإعلامية التابعة للتجمع اليمني للإصلاح أو المحسوبة عليه».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.