المتحدثة باسم وزارة الدفاع البريطانية لـ {الشرق الأوسط}: الـ«تورنيدو» ستواصل قصف «داعش» في العراق

لجنة عراقية ـ بريطانية مشتركة لتقدير احتياجات العراق من الأسلحة والتدريب

صورة للطائرة البريطانية المقاتلة «توريندو جي آر4» التي تقاتل ضد تنظيم داعش في العراق في قاعدة بريطانية بمدينة ليماسول القبرصية (أ.ف.ب)
صورة للطائرة البريطانية المقاتلة «توريندو جي آر4» التي تقاتل ضد تنظيم داعش في العراق في قاعدة بريطانية بمدينة ليماسول القبرصية (أ.ف.ب)
TT

المتحدثة باسم وزارة الدفاع البريطانية لـ {الشرق الأوسط}: الـ«تورنيدو» ستواصل قصف «داعش» في العراق

صورة للطائرة البريطانية المقاتلة «توريندو جي آر4» التي تقاتل ضد تنظيم داعش في العراق في قاعدة بريطانية بمدينة ليماسول القبرصية (أ.ف.ب)
صورة للطائرة البريطانية المقاتلة «توريندو جي آر4» التي تقاتل ضد تنظيم داعش في العراق في قاعدة بريطانية بمدينة ليماسول القبرصية (أ.ف.ب)

أعلنت الحكومة البريطانية أمس أنها ستمدد مشاركتها في الضربات الجوية ضد تنظيم «داعش» في العراق لعام واحد، أي حتى مارس (آذار) 2017، مما يعني إرجاء إخراج طائرات تورنيدو من أسطولها الجوي الحربي.
وصرح وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون قائلا: «إن طائرات تورنيدو التابعة لسلاح الجو الملكي شنت مئات الضربات لمساعدة القوات العراقية على صد تنظيم داعش في المنطقة الكردية ومدن أساسية مثل تكريت وبيجي»، وأضاف: «نريد مواصلة هذه الحملة ونمدد لعام حتى مارس 2017 تشغيل السرب رقم 12».
وقالت المتحدثة باسم وزارة الدفاع البريطانية إيمي غرانت لـ«الشرق الأوسط» إن «المملكة المتحدة تلعب دورًا قياديًا في مكافحة تنظيم (داعش) في العراق مع ثماني طائرات من طراز تونيدو تشن هجمات يوميا في البلاد»، وأضافت غرانت أن «تصريح فالون يؤكد الالتزام البريطاني على مرونة الهجمات الجوية، الذي أرجعت نحو 25 في المائة من الأراضي الذي كان تنظيم داعش يحتلها».
وأكدت غرانت أن تونيدو «جي آر 4» لا تزال واحدة من بين عدد قليل من الطائرات في العالم التي تقدر على العمل ليلا أو نهارا وفي أسوأ الأحوال الجوية».
وأضافت المتحدثة باسم وزارة الدفاع البريطانية قائلة: «منذ 30 يوليو (تموز) الماضي، حققت طائرات توريندو المقاتلة 1162 مهمة قتالية جوية ضد تنظيم داعش في العراق، ونجحت 251 مهمة بتحقيق إصابات مباشرة ضد التنظيم الإرهابي»، وأكدت غرانت أن وزارة الدفاع البريطانية «قدمت دعما لأكثر من 50 طنا من المواد العسكرية، و40 رشاشة إلى القوات التي تقاتل تنظيم داعش ومعدات عسكرية لقوات البيشمركة الكردية بلغت تكاليفها أكثر من نصف مليون جنيه إسترليني».
وكانت الحكومتان العراقية والبريطانية قد شكلتا لجنة عسكرية مشتركة بهدف تقدير احتياجات العراق من الأسلحة والمعدات في إطار حربه ضد تنظيم داعش. وفيما دعت لجنة الأمن والدفاع البريطانية إلى زيادة فاعلية الضربات الجوية ومسك الحدود بين العراق وسوريا، فقد أعلن وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي عقب لقائه وزير الدفاع البريطاني طبقا لبيان صدر عن وزارة الدفاع العراقية أن «العراق يثمن مواقف بريطانيا الصديقة في مساندة قضايا الشعب العراقي العادلة»، مؤكدًا على «محورية الدور العراقي في مواجهة قوى الإرهاب العالمي».
وأعرب وزير الدفاع العراقي، عن «تطلع الحكومة العراقية إلى دور بريطاني أكبر في مساندة العراق على المستويات كافة لحشد الجهود الدولية في مكافحة الإرهاب، والأمل أن يكون للجيش البريطاني دور أكبر في دعم الجهد الحربي العراقي على مستوى التحالف الدولي والصعيد الثنائي في المجالات التي يحتاجها العراق»، مشددًا على ضرورة أن «يكون لبريطانيا دور أكبر في مجال المساعدات الإنسانية للنازحين وإعادة بناء المناطق المحررة».
ونقل البيان عن الوزير البريطاني، مايكل فالون، قوله إن «بريطانيا مستعدة لدعم العراق على المستويات كافة»، معتبرًا أن «معركة العراق التي يخوضها ضد قوى الإرهاب إنما هي معركة العالم أجمع وأن العراق يمثل رأس الرمح فيها وخط الدفاع الأول عن قيم الإنسانية ومصالحها الحيوية».
وأعلن فالون، خلال المباحثات مع العبيدي، أن «بريطانيا ستزيد خلال المدة القريبة المقبلة دعمها الجوي للقطعات العراقية في أرض المعركة، ووتائر دعمها للقوات المسلحة العراقية في ميدان الهندسة والطبابة العسكرية»، مؤكدًا «انفتاح وزارة الدفاع البريطانية على نظيرتها العراقية والاستجابة للطلبات التي يمكن أن تقدمها للعراق لتطوير أداء قواته العسكرية». وأعرب وزير الدفاع البريطاني أيضًا، عن «استعداد بريطانيا تقديم الدعم المطلوب في مجال إغاثة النازحين وإعادة بناء المناطق المحررة وتحشيد الجهود الدولية اللازمة لذلك».
على الصعيد ذاته، أكدت لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي أن «وتيرة الدعم الدولي للعراق بدأت تسجل تصاعدًا لافتًا بعد أن شعر المجتمع الدولي أن تنظيم داعش بات خطرًا يهدد الجميع». وقال نائب رئيس اللجنة حامد المطلك في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «هذه الزيارة وسبقتها زيارات كثيرة لمسؤولين وقادة أميركان تشير إلى أن الجميع بدأ يدرك حجم الخطر رغم أننا ما زلنا نقول إن حجم المسؤولية التي يتعين على الجميع تحملها لا تزال أقل مما ينبغي أن تكون عليه». مشيرًا إلى أن «وقوف أي طرف معنا في الحرب ضد داعش ينبغي ألا يكون على حساب السيادة الوطنية».
وأوضح إلى أن «الحكومة العراقية تتحمل جزءًا من المسؤولية لا سيما على صعيد دعم العشائر السنية لا سيما في محافظة الأنبار حيث لا يمكن إخراج «داعش» دون تعاون وتنسيق مع أبناء العشائر وهو ما أدركه الأميركان والبريطانيون بينما كان المفروض أن تكون الحكومة هي السباقة إلى دعم العشائر وتسليحهم حتى لا تختلط الأوراق ويجري الحديث عن دعم دولي مباشر لأبناء العشائر».
في السياق ذاته، أكد عضو البرلمان العراقي وعضو لجنة الأمن والدفاع كاظم الشمري في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «المهمة الأساسية التي يجب أن ينهض بها المجتمع الدولي وبخاصة الأميركان والبريطانيين هي تدريب القوات العراقية وتجهيزها بمختلف أنواع الأسلحة والمعدات والعمل الجاد على مسك الحدود بين العراق وسوريا لأن ذلك من شأنه إيقاف إمدادات (داعش) من المقاتلين والأسلحة». وأضاف أنه «في الوقت الذي سجلت الضربات الجوية لطيران التحالف وبخاصة الأميركي والبريطاني تصاعدًا لافتًا انعكس بشكل واضح على المعارك الأخيرة إلا أن الحاجة ماسة لعمليات على الأرض وبخاصة على صعيد الحدود المفتوحة بين سوريا والعراق، حيث لا تزال عناصر داعش تملك حرية الحركة وهو ما يجعل المهمة أكثر صعوبة».



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.