اتجاه سلام للاستقالة رهن مجريات جلسة مجلس الوزراء الثلاثاء

السنيورة يرد على نصر الله: أجلس نفسه في موقع المرشد والآمر والموجه والرقيب

اتجاه سلام للاستقالة رهن مجريات جلسة مجلس الوزراء الثلاثاء
TT

اتجاه سلام للاستقالة رهن مجريات جلسة مجلس الوزراء الثلاثاء

اتجاه سلام للاستقالة رهن مجريات جلسة مجلس الوزراء الثلاثاء

يتخذ رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام قراره النهائي حول الاستقالة من الحكومة على ضوء جلسة مجلس الوزراء المقرر انعقادها غدًا (الثلاثاء)، وسط دعوات لعدم الاستقالة، وكان أبرزها من الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، الذي حذر في خطاب ألقاه أول من الفراغ الحكومي.
غير أن دعوة نصر الله لاقت ردودًا عالية اللهجة، أبرزها ما صدر عن رئيس الحكومة السابق ورئيس كتلة «المستقبل» النيابية فؤاد السنيورة، الذي رأى أمس أن «نصر الله نصب نفسه مرشدا سياسيا بحيث إنه وضع نفسه في مكان لا يحسد عليه، فأجلس نفسه في موقع المرشد والآمر والموجه والرقيب». وقال إن نصر الله «في هذا السياق يحاول أن يصادر من رئيس الحكومة حق الاستقالة»، لافتًا إلى أن تصريحات نصر الله مغلفة بصلف دأب على الإمعان فيه». وأضاف السنيورة: «في هذه المناسبة لا بد من التنويه بالدور الوطني والمسؤول الذي يمارسه رئيس الحكومة تمام سلام الذي يتمتع بثقة الكثرة الكاثرة من اللبنانيين، والذي له من الحكمة والأناة والدراية ما يجعله أعلى من أي إملاءات»، معتبرا أن «كلام السيد نصر الله يظهر تماما أنه يستعمل العماد عون والتيار الوطني الحر لتحقيق مآربه، وفي المقابل يحتمي ويستقوي العماد عون بما يعلنه السيد نصر الله وحزبه ويحاول التحريض الداخلي لتحميل طائفة مسؤولية الانتقاص من حقوق طائفة أخرى».
وفي هذا السياق، قالت مصادر سلام لـ«الشرق الأوسط» إن «فكرة الاستقالة أصبحت واردة واللجوء إلى هذا الخيار لم يعد مستبعدا»، لافتة إلى أن المسار الذي ستتخذه جلسة الثلاثاء قد يدفعه لحسم خياراته. وكشفت المصادر عن اتصالات محلية ودولية تلقاها رئيس الحكومة لحثّه على التريث قبل تقديم استقالته، موضحة أن السفير الأميركي ديفيد هيل الذي زار السراي الحكومي في بيروت السبت الماضي «جاء مستفسرا عن خلفيات الأزمة الحكومية المستجدة وتلويح الرئيس سلام بالاستقالة».
وردّت المصادر الأسباب التي دفعت رئيس الحكومة للتفكير جديا بالاستقالة، إلى «التعطيل الذي أصاب مجلس الوزراء نتيجة المماحكات وإصرار البعض على تفسير الدستور كما يحلو لهم بغياب رئيس الجمهورية، كما لسعي هؤلاء للانتقاص من صلاحيات رئيس الحكومة واختراع سوابق بإدارة العمل الحكومي تؤدي تلقائيا لشل عمل مجلس الوزراء والدولة ككل». وأكدت مصادر سلام أمس في تصريحات منفصلة، أن رئيس الحكومة ما زال يحاول تأمين مستلزمات عمل مجلس الوزراء عبر الاتصالات وأنه لم يلمس حتى اللحظة أي انفراج. وأشارت المصادر إلى أن الرئيس سلام «يحاول الحفاظ على السلطة التنفيذية وأن كل الاحتمالات واردة وأي قرار يمكن أن يتخذه سيأخذ بالاعتبار مصلحة الناس»، معتبرةً أن الرجوع عن اعتماد الإجماع منذ 4 أشهر لم يكن كافيًا للتخلص من التعطيل.
وفي السياق نفسه، قال وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس بعد اللقاء مع سلام، إن «الحكومة ليست رئيسا فقط، بل وزراء ومكونات، من غير المنصف أن يتحمل الرئيس منفردا كل ما تفعله المكونات أو بعضها». وأضاف: «إن ما نراه في الشارع هو نتيجة حتمية للشلل الحكومي، هناك شلل منهجي يتسرب إلى أوصال الدولة، بدءا من الشغور في موقع الرئاسة الأولى وتعطيل مجلس النواب، والآن جاء دور مجلس الوزراء».
وفيما يبدو أن «التيار الوطني الحر» لا يزال متمسكًا برأيه، قال وزير الخارجية جبران باسيل أمس: «لا أحد يستطيع أن يخيفنا أو يهول علينا بأي إجراء يقوم به، لأنه إنما يكون يزيد في ارتكابه الأخطاء وتعطيل البلد، وهو يتحمل مسؤولية أخذ البلد إلى مكان خطأ، ونحن لن نتراجع عن حق تحت أي تهويل أو تخويف».



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.