الفيفا يبدأ عملية الإصلاح بإخضاع أعضاء اللجنة التنفيذية لاختبارات نزاهة

بلاتيني أبرز مرشح لخلافة بلاتر لرئاسة الاتحاد الدولي.. والفهد وزيكو ومارادونا في دائرة المنافسة

بلاتر بدأ خطة إصلاح الفيفا وسط تشكيك في مصداقيته (أ.ب)
بلاتر بدأ خطة إصلاح الفيفا وسط تشكيك في مصداقيته (أ.ب)
TT

الفيفا يبدأ عملية الإصلاح بإخضاع أعضاء اللجنة التنفيذية لاختبارات نزاهة

بلاتر بدأ خطة إصلاح الفيفا وسط تشكيك في مصداقيته (أ.ب)
بلاتر بدأ خطة إصلاح الفيفا وسط تشكيك في مصداقيته (أ.ب)

سيعمل الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) على إخضاع أعضاء اللجنة التنفيذية لاختبارات نزاهة ضمن خطته الإصلاحية التي تهدف لتطهير المؤسسة بعد سلسلة من الفضائح التي طالتها مؤخرا.
وأعلن فيفا أنه سيشكل مجموعة عمل مكونة من 11 شخصا لوضع خطط الإصلاحات، وأن الاقتراحات تشمل اختبارات نزاهة مركزية لأعضاء اللجنة التنفيذية وتحديد حد أقصى للبقاء في المنصب وتقديم أعلى معايير الإدارة على كافة مستويات أنظمة كرة القدم والكشف عن الرواتب.
وستقدم مجموعة العمل نتائجها للجنة التنفيذية في سبتمبر (أيلول) المقبل، وبالتالي ستقترح إصلاحات ملموسة وشاملة أثناء الجمعية العمومية في فبراير (شباط) والتي تملك سلطة تعديل لوائح الاتحادات.
ووقع الفيفا تحت ضغط لتنفيذ إصلاحات بعد سلسلة من الفضائح خلال الأعوام الماضية. وطرحت اقتراحات مشابهة من لجنة مستقلة عام 2011 لكنها تعرضت للتجاهل بعد ثلاثة أعوام.
وثارت انتقادات بشأن إمكانية اختيار أفراد مجموعة العمل من نفس الاتحادات التي وجهت اتهامات لأعضائها في فضائح الفساد الأخيرة.
كما لم يفصح بلاتر عن تفاصيل كثيرة بشأن مجموعة العمل الجديدة المكلفة بتطهير المؤسسة. واستمعت اللجنة التنفيذية لاقتراحات دومينيكو سكالا الرئيس المستقل للجنة المراجعة والتي تشمل «اختبارات نزاهة مركزية» لكن بلاتر رفض مرتين الإجابة عن سؤال بشأن قيمة راتبه الحالي ورد قائلا: «يمكنكم توجيه هذا السؤال لي طوال اليوم ولن تكون هناك إجابة».
وقالت منظمة الشفافية الدولية في بيان لها أمس: «بدلا من الاتفاق على لجنة جادة ومستقلة للإصلاح أعلن الفيفا عن مجموعة عمل أخرى مكونة من عشرة أعضاء بالاتحادات ورئيس مستقل لم يحدد اسمه بعد وهذا لن يكون كافيا لاستعادة الثقة».
وأضاف نيل مارتنسون مدير الاتصالات بالمنظمة: «الفيفا وعد بالإصلاح عدة مرات من قبل وفشل بشكل ذريع واليوم أحبط الجماهير والداعمين».
وكان التغيير الوحيد المقبول من اللجنة التنفيذية بشأن مشاريع بناء المنشآت التي ستستضيف كأس العالم حيث ستنفذ بالتوافق مع مبادئ العمل وحقوق الإنسان.
وانتقدت جماعات حقوق الإنسان اختيار الفيفا لروسيا وقطر من أجل تنظيم نهائيات كأس العالم في 2018 و2022 على الترتيب.
وقال السويسري جوزيف بلاتر رئيس الفيفا: «مسؤوليتي ومهمتي هي التأكد من أنه حين أصل لنهاية مسيرتي في فبراير يمكننا القول بأننا بدأنا إعادة ترميم سمعة الفيفا».
وتعرض عدة أعضاء في اللجنة التنفيذية لعقوبات بسبب سلوكيات غير أخلاقية واستقالوا مع مثولهم للتحقيقات.
وغرق الفيفا في حالة من الفوضى في مايو (أيار) الماضي بعد اتهامات أميركية وجهت إلى 14 من مسؤولي كرة القدم والتسويق الرياضي من بينهم مسؤولون بالفيفا تتعلق برشى وغسل أموال وجرائم فساد.
وأعيد انتخاب بلاتر لفترة رئاسية جديدة بعد يومين من تفجر الفضيحة لكنه أعلن بشكل مفاجئ بعد أربعة أيام عن عزمه التنحي وعدم استكمال مهام منصبه.
وسيبقى بلاتر رئيسا للفيفا لحين عقد جمعية عمومية غير عادية للاتحاد لانتخاب رئيس جديد في 26 فبراير المقبل.
وقال الفيفا بأن مجموعة العمل الجديدة تتضمن عضوين من كل من اتحادات أوروبا وأميركا الشمالية والوسطى والكاريبي (الكونكاكاف) وأفريقيا وآسيا إضافة لعضو واحد من أميركا الجنوبية وآخر من أوقيانيا.
وأضاف الاتحاد الدولي أن رئيس المجموعة سيكون محايدا وسيعين بالتشاور مع رؤساء الاتحادات.
وقالت شاران بورو الأمين العام للاتحاد العالمي للنقابات العمالية والذي كان قد رشح كوفي أنان الأمين العام للأمم المتحدة السابق لتولي مسؤولية تنظيف الفيفا: «بلاتر يقترح نفس اللاعبين لإصلاح الفيفا في سبعة أسابيع.. أمر غير معقول».
لكن الفرنسي ميشال بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي عضو اللجنة التنفيذية للفيفا رحب بتلك الخطوة بحذر رغم انتقاداته الشديدة لبلاتر.
وقال بلاتيني في بيان له: «أعتقد أنها خطوة مهمة نحو تحسين المنظومة وتوفير الشفافية داخل المؤسسة، الآن يجب أن نتأكد من أن الإصلاحات التي طرحت سيتم العمل بها بطريقة سريعة وفعالة وكما قلت مرارا في الماضي القريب نحن في حاجة لإصلاح الفيفا ونحتاج لذلك الآن».
ويحاول بلاتر، 79 عاما، والذي قرر التنحي نهائيا وإفساح مجال أمام انتخاب رئيس جديد للفيفا في فبراير المقبل، النظر للمستقبل برسم ملامح خطة الإصلاحات لكن فضيحة الفساد التي تفجرت في مايو الماضي ما زالت تثير الشكوك في مصداقيته.
وكانت الحادثة التي تعرض لها بلاتر عند جلوسه على مقعده تمهيدا لبدء المؤتمر الصحافي في زيوريخ عندما أمطر ساخر محتج رئيس الفيفا بأوراق مالية غير حقيقية إشارة إلى عدم مصداقية الغالبية في رئيس الاتحاد الدولي.
وبدا الارتباك الشديد واضحا على بلاتر الذي انسحب من القاعة لنحو عشر دقائق.
ولم توجه أي اتهامات حتى الآن لبلاتر لكن نائبه جيفري ويب مثل أمام محكمة أميركية الأسبوع الماضي ونفى تورطه في اتهامات بالتآمر والاحتيال وغسل أموال.
وكان ويب، 50 عاما، وهو من جزر كايمان - ضمن تسعة مسؤولين كرويين وخمسة من مسؤولي التسويق وجهت لهم وزارة العدل الأميركية اتهامات بالفساد والحصول على رشى تزيد على 150 مليون دولار خلال 24 عاما.
وقال بلاتر بأن قراره بالاستقالة في الثاني من يونيو (حزيران) الماضي بعد أربعة أيام فقط من إعادة اختياره لفترة ولاية خامسة كان بهدف مساعدة الفيفا حين كان الاتحاد الدولي مقصدا للهجوم. ووصف بلاتر أحداث مايو «بتسونامي» وقال: «لا أزال حيا.. موجات تسونامي لم تطح بي بعيدا».
وأضاف: «كانت هناك الكثير من الضغوط من جماعات مختلفة تهاجم الفيفا. كان يتوجب علي القيام بشيء في مصلحة الفيفا وليس لمصلحتي. هدفي الآن هو الدفاع عن المؤسسة. أستطيع الدفاع عن نفسي ولا أحتاج لمساعدة لكن الفيفا في حاجة للمساعدة».
وسيتوجه بلاتر الذي لم يغادر سويسرا منذ انفجار قضية فضائح الفيفا إلى روسيا قبل نهاية هذا الأسبوع حيث من المقرر أن يجتمع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هامش سحب قرعة كأس العالم المقررة في روسيا عام 2018.
وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: «هناك اجتماع متوقع مع بلاتر، لأنه ضمن البرنامج».
ومع تأكيد بلاتر على الرحيل في فبراير المقبل أصبح الطريق أمام بلاتيني رئيس اليويفا وحامل القميص رقم 10 في المنتخب الفرنسي سابقا سالكا لخلافة السويسري في رئاسة الاتحاد الدولي، ولكن يتعين عليه اتخاذ قراره بسرعة بشأن خوض الانتخابات من عدمه.
وتردد أن بلاتيني يحظى بتأييد أربعة اتحادات قارية هي أوروبا وآسيا وأميركا الجنوبية والكونكاكاف، وتضم الجمعية العمومية للفيفا 209 اتحادات موزعة على الشكل التالي: أوروبا تضم 54 عضوا لكن جبل طارق لا تستطيع التصويت لأن الفيفا لم يعترف بها رسميا، أفريقيا (54)، آسيا (46)، الكونكاكاف (35)، أوقيانيا (11)، وأميركا الجنوبية (10 أصوات).
وتحدثت بعض المصادر عن أن رئيس الاتحاد الألماني وولفغانغ نيرسباخ سيخلف بلاتيني في رئاسة الاتحاد الأوروبي في حال انتخب الفرنسي رئيسا للفيفا.
وبشأن المرشحين الآخرين، فإن النجم الدولي البرازيلي السابق زيكو، 62 عاما، هو الوحيد الذي أعلن ترشحه رسميا لرئاسة الفيفا، لكن تنقصه الخبرة على هذا المستوى إذ أمضى معظم فترات مسيرته لاعبا ثم مدربا.
أما الأمير علي بن الحسين الذي نال دعما كبيرا من بلاتيني والاتحاد الأوروبي ككل ضد بلاتر فإنه «مستعد» للترشح للانتخابات الجديدة بحسب ما أكد نائب رئيس الاتحاد الأردني بعد استقالة السويسري مباشرة مطلع يونيو، ولكنه قد يقف خلف الفرنسي هذه المرة.
وطرحت وسائل الإعلام العالمية أسماء أخرى للرئاسة كالشيخ الكويتي أحمد الفهد الصباح عضو اللجنة الأولمبية الدولية ورئيس اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية (أنوك) الذي دخل حديثا عضوية اللجنة التنفيذية للفيفا، ولكن لم يصدر عنه أي تعليق أو كلام بهذا الشأن، علما بأنه كان من أبرز داعمي بلاتر في الانتخابات الأخيرة، كما أنه يتمتع بعلاقة قوية مع بلاتيني في الوقت ذاته.
كما أعلن رئيس الاتحاد الليبيري موسى بيليتي أنه يرغب في تقديم ترشيحه. وهناك مرشحون محتملون أيضا كالأسطورة الأرجنتينية دييغو مارادونا أو النجم الفرنسي السابق ديفيد جينولا، أو حتى أمين عام الفيفا السابق الفرنسي جيروم شامبين، لكن فرصهم تبدو ضعيفة. ويدرس نائب رئيس الفيفا السابق عن قارة آسيا الكوري الجنوبي تشونغ مونغ - جون مسألة ترشحه أيضا.
وبحسب اللوائح، فإن آخر موعد لتقديم طلبات الترشيح سيكون في 26 أكتوبر (تشرين الأول)، أي قبل أربعة أشهر من موعد الانتخابات، وكل طلب ترشيح يجب أن يحصل على دعم خمسة اتحادات وطنية على الأقل.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».