115 قتيلاً و170 جريحًا في تفجير «خان بني سعد» في ديالى

«داعش» تبنى الهجوم الانتحاري بسيارة مفخخة تحوي 3 أطنان من المتفجرات

عراقيون يعاينون أمس حفرة أحدثها تفجير انتحاري في خان بني سعد بمحافظة ديالي أول من أمس (رويترز)
عراقيون يعاينون أمس حفرة أحدثها تفجير انتحاري في خان بني سعد بمحافظة ديالي أول من أمس (رويترز)
TT

115 قتيلاً و170 جريحًا في تفجير «خان بني سعد» في ديالى

عراقيون يعاينون أمس حفرة أحدثها تفجير انتحاري في خان بني سعد بمحافظة ديالي أول من أمس (رويترز)
عراقيون يعاينون أمس حفرة أحدثها تفجير انتحاري في خان بني سعد بمحافظة ديالي أول من أمس (رويترز)

ارتفعت حصيلة التفجير الانتحاري الذي ضرب منطقة خان بني سعد في العراق أول من أمس إلى 115 قتيلا على الأقل، فيما استمرت أمس عمليات البحث عن جثث تحت أنقاض السوق الشعبية التي استهدفها التفجير الذي تبناه تنظيم داعش ويعد من الأكثر دموية منذ سيطرته على مساحات واسعة من البلاد في هجوم كاسح شنه في يونيو (حزيران) 2014.
ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن مصادر أمنية قولها إن التفجير أسفر عن مقتل 115 شخصا وإصابة 170 آخرين بينهم عدد كبير من النساء والأطفال. من جهته، قال مدير ناحية خان بني سعد، عباس هادي صالح، لوكالة الصحافة الفرنسية: «هناك ما بين 17 و20 مفقودا»، مؤكدا أن 15 طفلا على الأقل قضوا في التفجير الذي وقع قرابة الساعة السابعة مساء الجمعة. وأضاف: «كل عام (خلال رمضان) هناك تفجير»، مشيرا إلى أن تفجير أول من أمس هو «الأكبر في ديالى منذ 2003».
وتبنى تنظيم داعش الهجوم، قائلا إنه نفذ بسيارة مفخخة بنحو ثلاثة أطنان من المتفجرات، ويقودها انتحاري.
وبدت آثار التفجير مدمرة على السوق التي تمتد على نحو مائة متر، وتضم متاجر مختلفة، معظمها للخضار والفاكهة واللحوم والملابس. وصباح أمس كان دخان الحريق لا يزال يتصاعد من بعض المتاجر التي غطى السواد واجهاتها، بينما تعرضت مبان أخرى لدمار شبه كامل. وخارج بعض متاجر بيع اللحوم، كانت قطع من لحوم الغنم والعجل لا تزال معلقة، وبعضها محترق، بينما توسطت الطريق الملاصقة للسوق أحذية والعاب متناثرة. وقامت جرافة تابعة لوزارة الدفاع بإزالة الركام، بينما قام عمال بتنظيف الإسفلت الذي غطته مياه آسنة وقطع من الزجاج.
وقدم سكان في المنطقة شهادات مروعة عن هول التفجير الذي قالوا إنه الأكبر يستهدف منطقتهم منذ اندلاع أعمال العنف وموجات التفجير بعد سقوط نظام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين في عام 2003. وقال مثنى السعدون (25 سنة)، وهو موظف بلدي موكل بتنظيف الشوارع: «البارحة (أول من أمس الجمعة) كنت أقود صهريج مياه وأستعد لتنظيف الشوارع قبل العيد. عندما وقع الانفجار، بدلا من تنظيف الشوارع بت أطفئ النار». وأضاف: «رأيت أشخاصا يحترقون (..) الناس احترقوا داخل سياراتهم لأن الطريق كان مكتظا، ولم تتمكن سيارات الإسعاف من الوصول»، مؤكدا أنه رغم استهداف المنطقة سابقا «إلا أن مثل هذا الانفجار لم يحصل من قبل».
وتقع السوق في وسط منطقة بني سعد التي يعبرها طريق عام مؤلف من جزأين. وكان الجزء الملاصق للسوق مقفلا أمام حركة السيارات. وبحسب شهود، تقدم الانتحاري بسيارته على الجانب المفتوح أمام السيارات، وفجر نفسه عند نقطة تفتيش للشرطة وسط السوق. وتسبب التفجير بحفرة قطرها يقارب خمسة أمتار، وبعمق نحو مترين. ولم يبق أي أثر لنقطة التفتيش. وكانت السوق مكتظة بالمتسوقين الذين كانوا يتبضعون عشية عيد الفطر الذي احتفل الشيعة في العراق أمس بأول أيامه.
وتقع منطقة خان بني سعد في محافظة ديالى، على مسافة 20 كلم شمال شرقي بغداد. والمنطقة مختلطة طائفيا، إلا أن غالبية سكانها من الشيعة.
وحرم التفجير أبناء المنطقة الاحتفال بالعيد. وحل الحزن والغضب بديلا عن الفرح، علما بأن محافظ ديالى أعلن الجمعة الحداد ثلاثة أيام على الضحايا الذين شيع عدد كبير منهم في نفس اليوم إلا أنه أمكن أمس رؤية شاحنات صغيرة تنقل عددا من النعوش إلى مراسم التشييع.
وقال حسين ياسين خضير (45 سنة) الذي يملك متجرا عند مدخل السوق، ولم يتعرض لضرر كبير «لا يوجد عيد. لم نعايد أحدا، ولا أحد عايدنا». وأوضح أنه كان واقفا خارج متجره قبيل التفجير، قبل أن يقذفه عصف الانفجار إلى داخل المحل، من دون أن يصاب بجروح. وأضاف بحسرة: «كل رمضان يحدث انفجار في خان بني سعد».
وكانت السلطات أعلنت في يناير (كانون الثاني) الماضي «تحرير» محافظة ديالى الحدودية مع إيران، من وجود تنظيم داعش، إلا أن الأخير عاود مؤخرا استهداف مناطق فيها بتفجيرات وعبوات ناسفة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.