وزارة الدفاع العراقية تعلن انطلاق عملية جديدة لتحرير محافظة الأنبار

الفلوجة أول أهدافها.. ومصادر أمنية تؤكد استعادة مناطق غربها

القوات العراقية تقصف بالصواريخ مواقع {داعش} على أطراف الفلوجة أمس (أ.ب)
القوات العراقية تقصف بالصواريخ مواقع {داعش} على أطراف الفلوجة أمس (أ.ب)
TT

وزارة الدفاع العراقية تعلن انطلاق عملية جديدة لتحرير محافظة الأنبار

القوات العراقية تقصف بالصواريخ مواقع {داعش} على أطراف الفلوجة أمس (أ.ب)
القوات العراقية تقصف بالصواريخ مواقع {داعش} على أطراف الفلوجة أمس (أ.ب)

أعلنت قيادة العمليات المشتركة عن انطلاق عملية جديدة أمس، هذه المرة بدءا من الفلوجة (56 كلم غرب بغداد)، لتحرير محافظة الأنبار من سيطرة تنظيم داعش.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع العميد يحيى رسول الزبيدي في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «القوات المشتركة التي أنيط بها عمليات التحرير باشرت في الساعة الخامسة من فجر الاثنين العمليات العسكرية لتحرير محافظة الأنبار من دنس عصابات (داعش) الإرهابية، من خلال تحقيق الأهداف المرسومة لها». وأكد الزبيدي أن «المعارك شهدت تحقيق انتصارات كبيرة في ساحات القتال قرب مدينتي الفلوجة والرمادي».
وأعلنت خلية الإعلام الحربي عن تمكن القوات الأمنية من إحكام سيطرتها على منطقة المعامل (10 كلم غرب الفلوجة). وأشارت الخلية إلى أن خطباء تنظيم داعش «يستغيثون عبر مساجد الفلوجة بينما دب الرعب في صفوف التنظيم داخل مدينة الفلوجة وأعلنوا عبر مكبرات الصوت في مساجد المدينة عن حالة استنفار وإعدام كل من يتراجع أو يهرب من المسلحين أمام مواجهة القوات الأمنية».
لكن مصادر في قيادة عمليات الأنبار أكدت أن القوات المشتركة تواجه مقاومة شرسة من المسلحين الذين نشروا خمس سيارات ملغومة لشن هجمات انتحارية وأطلقوا صواريخ لصد تقدم القوات صوب الفلوجة، حسبما أفادت به وكالة «رويترز».
في السياق ذاته، أكد رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن «عملية تحرير الأنبار قد بدأت الآن بشكل فعلي، ونتطلع إلى تعاون الجميع فيها، وعلى كل مجالس الأقضية والنواحي الاستعداد والمشاركة بعمليات تحرير مناطقهم من تنظيم داعش الإرهابي». وأضاف كرحوت أن «أبناء المحافظة وحدهم قادرون على تحرير الأنبار من تنظيم داعش من خلال التعاون الكبير مع القطاعات الأمنية، وأن جميع عشائر المحافظة ستشارك في عمليات تحرير الأنبار بعد دعمها بالسلاح والعتاد والذخيرة والمعدات الأخرى»، مشيرا إلى أن تنظيم داعش «يلفظ أنفاسه الأخيرة وموته في الأنبار أصبح وشيكا».
من جانبه، أعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية العميد سعد معن وجود تنسيق مع أهالي محافظة الأنبار في عملية تحرير المحافظة التي انطلقت فجر اليوم. وقال معن لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك تجاوبا من أهالي الأنبار في محاربة تنظيم داعش الإرهابي، ولدينا تنسيق في ذلك». وأشار إلى أن «عملية التحرير سبقها قطع خطوط الإمداد للعدو»، لافتا إلى أنه «ليس كل الجهود يعلن عنها، ولدينا جهد استخباري في هذه العملية»، مؤكدا أن «ساعة الصفر للعملية كانت مفاجئة، وهذا ما أربك حسابات عصابات (داعش) الإرهابية». وأضاف معن أن «تحرير مدن الأنبار من دنس تنظيم داعش أصبح قريبًا»، وأن القوات الأمنية المشتركة «مستمرة في عمليات تحرير الأنبار وتطهير المنازل من مخلفات الدواعش لتأمين عودة الأسر النازحة بعد تحرير المحافظة». وتابع معن أن «طيران القوة الجوية وطيران التحالف الدولي قدما إسنادا جويا مهما لقواتنا على الأرض، فضلا عن توافر المعلومات الاستخبارية المهمة التي تركزت عليها الضربات الجوية التي قصمت ظهر التنظيم».
من ناحية ثانية، أعلن إبراهيم الفهداوي، رئيس اللجنة الأمنية في مجلس ناحية الخالدية، 23 كلم شرق مدينة الرمادي، عن استعادة منطقتين من قبضة التنظيم المتطرف وتكبيده «خسائر مادية وبشرية كبيرة». وقال الفهداوي إن «القوات الأمنية تمكنت فور انطلاق عمليات تحرير الأنبار من تحرير منطقتين هما البوشجل والشيحة الواقعتين بين ناحية القصلاوية وجزيرة الخالدية». وأضاف: «تمكنت قواتنا المشتركة في أثناء الهجوم من قتل 30 عنصرا من تنظيم داعش وجرح العشرات منهم وإحراق مقار كانوا يتمركزون بها وإحراق كثير من العجلات والمعدات العسكرية، بينما هرب باقي المسلحين إلى داخل جزيرة الخالدية الممتدة إلى حدود مدينة الرمادي». وتابع الفهداوي أن «القوات الأمنية تتقدم حاليا لتحرير جزيرة الخالدية تمهيدًا للدخول إلى الرمادي».
يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي تعلن فيها الحكومة العراقية بدء عمليات لتحرير الأنبار، ففي مايو (أيار) الماضي أعلنت السلطات عن عملية لتحرير الرمادي، مركز المحافظة، لكن لم تحقق القوات الأمنية أية مكاسب مهمة على الأرض منذ ذلك الوقت.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.