أعلنت المعارضة السورية عن بدء العمل في «معبر باب الهوى» الحدودي تحت إدارة مدنية كاملة تمهيدا لتعميم التجربة على محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة. وفيما سمحت السلطات التركية أمس بعبور اللاجئين السوريين من بوابة «أونجو بينار»، المقابلة لمعبر «باب السلامة» بحلب، واصلت أنقرة تعزيز قواتها على الحدود السورية في إطار التحركات العسكرية التي شهدتها المنطقة الحدودية بين البلدين على خلفية التوترات بالجانب السوري.
وأوضح أسامة أبو زيد، المستشار القانوني للجيش الحر، أن إدارة المعبر أصبحت اليوم تحت إدارة مدنية بشكل كامل بعد اتفاق بين «الفصائل العسكرية» ولا سيما «جيش الفتح» و«الائتلاف الوطني» و«الحكومة المؤقتة» التي تولت تقديم الدعم المادي واللوجستي فقط. وأكّد أبو زيد أن كل المجموعات العسكرية انسحبت إلى الداخل بحيث باتت كل الإجراءات تتم من خلال هذه الهيئة المدنية التي يعمل فيها نحو 24 موظفا كانوا في معظمهم يعملون في «إدارة الهجرة والجوازات» قبل أن يعلنوا انشقاقهم، ويرأسهم ضابط منشق برتبة عميد. ولفت أبو زيد إلى أنّ هذا الاتفاق من شأنه أن يسهّل العمل عبر هذا المعبر، لا سيما أن هناك مساعدات تقدمها منظمات دولية بحاجة لجهة تديرها وفي ظل الحذر الذي كانت تبديه من تعاملها مع بعض الجهات ولا سيما «جبهة النصرة». وفيما لفت أبو زيد إلى التحدي الذي تواجهه فصائل المعارضة في إدلب حيث يوجد «النصرة» و«جيش الفتح» المصنفان ضمن التنظيمات الإرهابية، أكد أنها استطاعت لغاية الآن ضبط الإيقاع، وتعمل المعارضة السياسية والعسكرية كي تكون هذه المحافظة الحدودية المحررة نموذجا للإدارة المدنية بعد تحريرها. وقال إنّه بدأ العمل على تأسيس «الهيئة العامة لإدارة المرافق» لتتولى إدارة كل المرافق العامة في المنطقة وهي حصلت على موافقة كل الفصائل العسكرية لغاية الآن باستثناء «النصرة» التي لا يزال معها الحوار مستمرا.
من جهته، ذكر أبو خالد مسؤول العلاقات الخارجية لـ«معبر باب الهوى» لـ«وكالة الأناضول» أن المعبر الواقع ضمن محافظة إدلب شمالي سوريا، مر بمرحلة تجديد طويلة، لافتًا إلى أن «باب الهوى» بات حاليًا أكثر معبر حدودي آمن رغم أنه أكثر بوابة حدودية تضررت جراء الحرب في سوريا. وقال أبو خالد إن الإدارة المدنية للمعبر تؤمن إجراءات عبور الناس، إضافة إلى كافة الأنشطة التجارية والاقتصادية بشكل منظم، وهو ما أكّده أبو زيد، موضحا «هذا المعبر الذي كان من أهم المعابر التجارية بين تركيا وسوريا سيستعيد دوره كما كان إضافة إلى كونه محطة حدودية لانتقال المواطنين السوريين ولا سيما النازحين منهم». وأكّد منع مرور المسلحين من عبور «باب الهوى» أو شحنات الأسلحة التي تسلك طريقا آخر. وكانت إدارة معبر باب الهوى قد أصدرت بيانا قبل نحو شهرين أعلنت فيه عن افتتاح قسم الهجرة والجوازات بإدارته المدنية. كما صدرت عن إدارة المعبر «بطاقة يختم عليها (دخول – خروج) للمواطنين القاطنين في مناطق سيطرة النظام حرصًا على سلامتهم وتجنبًا لختم جوازاتهم في الجانب السوري».
وينتشر على طول الحدود التركية السورية البالغة 900 كيلومتر 13 معبرا بعضها مغلق، ومنها معبر كسب والقامشلي الواقعة تحت سيطرة النظام السوري، بينما تدير المعارضة السورية معبري باب السلامة وباب الهوى، أما حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)؛ فيتحكم بمعبر تل شعير في كوباني (عين العرب) فيما يهيمن تنظيم داعش على معبر تل أبيض وجرابلس في محافظة الرقة.
في غضون ذلك، أفادت تقارير بأن السلطات التركية تواصل تعزيز قواتها على الحدود السورية في إطار التحركات العسكرية التي شهدتها المنطقة الحدودية بين البلدين على خلفية التوترات بالجانب السوري. ونقلت وكالة أنباء «الأناضول» التركية يوم أمس، أن رتلا عسكريا وصل إلى ولاية كيلس التركية، قادما من ولاية غازي عنتاب (جنوب)، ضم عددا كبيرا من الدبابات والمركبات المدرعة. ونقلت الوكالة عن مصدر قوله إن الرتل العسكري جاء من قيادة الفوج الخامس المدرع في ولاية غازي عنتاب، وتم نشر الدبابات والمدرعات في نقاط معينة، على الخط الحدودي في قضاء «إل بيلي» بولاية كيلس جنوب البلاد.
وأوضح المصدر أن القوات الأمنية لا تسمح باقتراب أحد من الخط الحدودي مع سوريا، وتطلب هويات الأشخاص الذين تشتبه بهم. ونقلت الوكالة عن مراسلها أن حفارات تقوم بحفر خندق على الحدود قرب قرية «جيلدير أوبا»، التابعة لقضاء إل بيلي، وذلك لمنع عبور الأشخاص بطرق غير شرعية للحدود.
من جهة أخرى، سمحت السلطات التركية أمس بعبور اللاجئين السوريين من بوابة «أونجو بينار»، المقابلة لمعبر «باب السلامة» بحلب لقضاء عيد الفطر. وذكرت وكالة «الأناضول» أن السلطات التركية سمحت لمئات اللاجئين السوريين الذين يملكون جوازات سفر، بالعبور إلى الأراضي السورية لقضاء عيد الفطر مع أقاربهم عبر بوابة «أونجو بينار»، التي شهدت ازدحامًا كبيرًا خلال الساعات الماضية. وبحسب الوكالة فإنه من المتوقع أن يزداد الازدحام الشديد في معبر «أونجو بينار» الحدودي حتى أول يوم من عيد الفطر.
وكانت السلطات التركية قد أغلقت المعبر الحدودي وفقًا لقرار صدر بتاريخ 9 مارس (آذار)، وسمحت بالعبور فقط لفرق الصحة والمساعدات الإنسانية.
«معبر باب الهوى» بين سوريا وتركيا تحت سلطة «إدارة المعارضة المدنية»
تركيا تسمح بعودة لاجئين سوريين إلى حلب وتواصل تعزيز قواتها على الحدود
«معبر باب الهوى» بين سوريا وتركيا تحت سلطة «إدارة المعارضة المدنية»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة