بغداديون يحيون سهرات رمضان حتى الفجر والمطاعم تجذبهم بسحور فاخر

بعد 12 عامًا على غيابها بسبب حظر التجوال

مول المنصور غير مواعيد افتتاحه المعتادة لتبدأ من الساعة الثانية ظهرًا كل يوم ويستمر حتى الثالثة بعد منتصف الليل
مول المنصور غير مواعيد افتتاحه المعتادة لتبدأ من الساعة الثانية ظهرًا كل يوم ويستمر حتى الثالثة بعد منتصف الليل
TT

بغداديون يحيون سهرات رمضان حتى الفجر والمطاعم تجذبهم بسحور فاخر

مول المنصور غير مواعيد افتتاحه المعتادة لتبدأ من الساعة الثانية ظهرًا كل يوم ويستمر حتى الثالثة بعد منتصف الليل
مول المنصور غير مواعيد افتتاحه المعتادة لتبدأ من الساعة الثانية ظهرًا كل يوم ويستمر حتى الثالثة بعد منتصف الليل

على مدى 12 عامًا، وبسبب إجراءات حظر التجوال المفروض على العاصمة العراقية بغداد، اختفت طقوس السهرات الرمضانية المميزة خارج البيت حتى نسيها البغداديون وصاروا ينامون مبكرا ليصحوا على صوت المسحراتي فقط، أو يسهروا على ما يقدمه لهم التلفزيون من برامج ترفيهية ومسابقات ومسلسلات. لكنهم اليوم وفي رمضان الموسم الحالي استطاعوا إحياء طقوسهم وبعث الحياة فيها من جديد بعد قرار رفع حظر التجوال قبل أشهر من قبل الحكومة العراقية كجزء من تخفيف الإجراءات الأمنية الصارمة.
العوائل العراقية صار بإمكانها قضاء الأمسيات الرمضانية في النوادي والفنادق وتناول وجبات السحور في المطاعم التي راحت تتسابق في الإعلان عن وجباتها المنوعة والفاخرة لاجتذاب زوارها حتى ساعات الفجر، حتى إن بعضها صار يعتمد مبدأ الحجز المسبق لوجباتها. ورغم أن شهر رمضان أطل على العراقيين هذا العام وهم يعيشون محنة الحرب مع تنظيم داعش الإرهابي الذي أحكم سيطرته على مناطق واسعة من البلاد، وخلف معه معاناة الآلاف من العوائل النازحة والمهجرة والسبية والمهددة، إلا أن طقوسه وعباداته ركزت على توحيد الصفوف لأجل هزيمته، والتضرع لله سبحانه لأجل إنهاء معاناة النازحين وعودتهم لديارهم.
الحاجة أم غسان، تسكن منطقة الأعظمية شمال شرقي بغداد، قالت في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «رمضان هذا العام يحمل معه بشائر الخير، حيث حركة الناس في الأسواق والمطاعم والمتنزهات، بغداد ستبقى نابضة بالحياة، ولا يمكن قتلها أو إرهابها».
وأضافت: «ندعو الله في كل أذان وفي كل موعد إفطار إلى إحلال السلام والأمن على بلادنا والقضاء على الإرهاب وعودة النازحين إلى ديارهم».
الطالب سجاد حسن (20 عامًا) يسكن منطقة المنصور (غرب بغداد) وهي إحدى المناطق الراقية في العاصمة، قال: «حاولت بالأمس مع أصدقائي إيجاد مكان مناسب لتناول وجبة السحور في مطعم قريب كان قد أعلن عن قائمة مغرية من الوجبات لكننا لم نستطع بسبب الزحام الكبير عليه، وهي حالة تحصل لأول مرة منذ سنوات، وشعرنا بعودة الحياة فعلا إلى بغداد، وهي تستعيد سهراتها ولياليها».
منتظر الزيادي، صاحب مطعم أغصان الزيتون في منطقة الجادرية (جنوب غربي بغداد) وضع لافتة كبيرة في مقدمة محله تعلن عن استقبال الزبائن طيلة شهر رمضان وتقديم وجبات مميزة في فترتي الفطور والسحور الذي يمتد وقته حتى إعلان ساعة الإمساك. قال في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «القوات الأمنية العراقية تساعدنا وهي تبسط الأمن في بغداد، ونتمنى أن تستمر أعوامنا على أفضل حال، ونشهد القضاء على كل أشكال الإرهاب في العالم».
أما «مول المنصور» (إحدى أكبر أسواقها التجارية المكتظة) فقد غير مواعيد افتتاحه المعتادة ليبدأ من الساعة الثانية ظهر كل يوم، ويستمر حتى الثالثة بعد منتصف الليل، وهو يجذب زواره ويستقبل الآلاف من الزوار يوميًا ويشهد الكثير من الفعاليات الفنية والمسابقات واجتذاب القنوات الفضائية المحلية في برامج المنوعات التي تذاع في هذا الشهر.
تقول ساهرة أحمد إحدى الزائرات التي اصطحبت عائلتها لتناول المرطبات في المول: «انتهزنا فرصة إنهاء حظر التجوال، وافتتاح المطاعم في رمضان حتى فترات السحور لننعم بفترات راحة وتغير أجواء، يساعدنا في ذلك استتباب الأمن بجهود القوات الأمنية الموجودة بكثرة قرب المكان».
ولم تخلُ الأزقة البغدادية من ممارسة أهم ألعابها الشهيرة في رمضان، لعبة «المحيبس»، التي حبستها الإجراءات الأمنية طيلة السنوات الماضية عن إقامتها، لكنها اليوم تعود بقوة وهي تجري بين سكنة محلتين متجاورتين حتى ساعات متأخرة من الليل، وعلى الخاسر جلب (صواني) الحلويات مثل الزلابية والبقلاوة لتوزيعها بين الحاضرين وسط أجواء ممتعة.
كما يقيم الشباب العراقي بطولات لكرة القدم في ملاعب مغلقة بعد الإفطار تتبارى فيها فرق رياضية من مناطق متعددة، وقد سهلت إجراءات رفع حظر التجوال من حرية انتقال الفرق الرياضية بين أحياء بغداد في ظل منافسة يحضرها حشد من المشجعين. فيما يحرص آخرون على إحياء بعض ليالي شهر رمضان قرب الأضرحة في بغداد وكربلاء والنجف والحلة ومناطق أخرى من العراق، حيث تكتظ بآلاف من الزوار يوميا في ظل إجراءات أمنية مشددة.



محمد رمضان يُسعد جمهوره... ونهاية حزينة لمسلسلي منى زكي وياسمين عبد العزيز

من كواليس مسلسل «جعفر العمدة» (أرشيفية)
من كواليس مسلسل «جعفر العمدة» (أرشيفية)
TT

محمد رمضان يُسعد جمهوره... ونهاية حزينة لمسلسلي منى زكي وياسمين عبد العزيز

من كواليس مسلسل «جعفر العمدة» (أرشيفية)
من كواليس مسلسل «جعفر العمدة» (أرشيفية)

تباينت نهايات الحلقات الأخيرة من مسلسلات شهر رمضان، التي تزامن عرْض بعضها مساء (الجمعة) مع أول أيام عيد الفطر في كثير من دول العالم، بين النهايات السعيدة والصادمة وأخرى دامية.
كما اتّسم أغلبها بالواقعية، والسعي لتحقيق العدالة في النهاية، ولاقى بعضها صدى واسعاً بين الجمهور، لا سيما في مسلسلات «جعفر العمدة»، و«تحت الوصاية»، و«عملة نادرة»، و«ضرب نار»، و«رسالة الإمام»، و«ستهم».
وشهدت الحلقة الأخيرة من مسلسل «جعفر العمدة» نهاية سعيدة، وفق محبّيه، انتهت بمواجهة ثأرية بين المَعلّم جعفر (محمد رمضان) وزوجته دلال (إيمان العاصي)، حيث طلب من نعيم (عصام السقا) إبلاغ الشرطة لإلقاء القبض عليها، بعدما تمكّن الأول من تسجيل فيديو لزوجته وشقيقيها وهي تقتل بلال شامة (مجدي بدر) واعترافاتها بكل ما قامت به.
وبعد ذلك توجّه جعفر مع ابنه سيف (أحمد داش) إلى بيته في السيدة زينب، حيث اقتصَّ من شقيقَي زوجته دلال، ثم أعلن توبته من الربا داخل المسجد ليبدأ صفحة جديدة من حياته، ولم تتبقَّ سوى زوجته ثريا (مي كساب) على ذمته.
وأشاد الجمهور بأداء الفنانة إيمان العاصي وإتقانها دور الشر، وتصدرت ترند «تويتر» عقب انتهاء الحلقة، ووجهت الشكر للمخرج محمد سامي والفنان محمد رمضان، وكتبت عبر «فيسبوك»: «مهما قلتُ وشكرت المخرج الاستثنائي بالنسبة لي، ونجم الشعب العربي الكبير الذي يحب زملاءه ويهمّه أن يكونوا في أحسن حالاتهم لن يكفي بوست واحد لذلك».
مشهد من مسلسل «ضرب نار» (أرشيفية)

وفي مسلسل «ضرب نار» شهدت الحلقة الأخيرة نهاية دامية بمقتل مُهرة (ياسمين عبد العزيز) أثناء احتفالها وجابر (أحمد العوضي) بزواجهما مرة أخرى، حيث أطلق نجل تاجر مخدرات رصاصة لقتل الأخير، لكن زوجته ضحّت بنفسها من أجله، وتلقت الرصاصة بدلاً منه، قبل القبض على جابر لتجارته في السلاح، ومن ثم تحويل أوراقه للمفتي.
من جهته، قال الناقد الفني المصري خالد محمود، إن نهاية «(جعفر العمدة) عملت على إرضاء الأطراف جميعاً، كما استوعب محمد رمضان الدرس من أعماله الماضية، حيث لم يتورط في القصاص بنفسه، بل ترك القانون يأخذ مجراه، وفكّ حصار الزوجات الأربع لتبقى واحدة فقط على ذمته بعد الجدل الذي فجّره في هذا الشأن».
وأضاف محمود في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «نهاية مسلسل (ضرب نار) جاءت بمثابة صدمة للجمهور بمقتل مُهرة، لكن المسلسل حقق العدالة لأبطاله جميعاً؛ مُهرة لكتابة ابنها من جابر باسم زوجها الثاني وتضحيتها بحبها، وجابر لقتله كثيراً من الناس، كما اقتص من زيدان (ماجد المصري)».
بوستردعائي لمسلسل «تحت الوصاية» (أرشيفية)

بينما انحاز صناع مسلسل «تحت الوصاية» لنهاية واقعية، وإن بدت حزينة في الحلقة الأخيرة من المسلسل، حيث قام بحارة بإشعال النار في المركب بإيعاز من صالح (محمد دياب)، وفشلت محاولات حنان (منى زكي) والعاملين معها في إخماد الحريق، ثم تم الحكم عليها بالسجن سنة مع الشغل والنفاذ في قضية المركب.
وشهد مسلسل «عملة نادرة» ذهاب نادرة (نيللي كريم) إلى حماها عبد الجبار (جمال سليمان) في بيته للتوسل إليه أن يرفع الحصار عن أهل النجع فيوافق، وبينما يصطحبها إلى مكان بعيد حيث وعدها بدفنها بجوار شقيقها مصوّباً السلاح نحوها، سبقته بإطلاق النار عليه ليموت في الحال آخذة بثأر أخيها.
وانتقدت الناقدة الفنية المصرية صفاء الليثي نهاية مسلسل «عملة نادرة» بعد قيام البطلة (نادرة) بقتل عبد الجبار، ثم تقوم بزراعة الأرض مع ابنها وكأن شيئاً لم يحدث، وسط غياب تام للسلطة طوال أحداث المسلسل، «وكأن هذا النجع لا يخضع للشرطة، ومن الصعب أن أصدّق أن هذا موجود في مصر في الوقت الحالي».
مشهد من مسلسل «ستهم» (أرشيفية)

بينما حملت نهاية مسلسل «ستهم» من بطولة روجينا عديداً من المفاجآت، حيث قام الرئيس بتكريمها ضمن عدد من السيدات اللاتي تحدَّين الظروف ومارسن أعمالاً شاقة وسط الرجال، حيث أشرق وجهها فرحة بعد سنوات من المعاناة.
واختار المخرج السوري الليث حجو، نهاية ثوثيقية للمسلسل الديني «رسالة الإمام» عبر تتر الحلقة الأخيرة، الذي تتّبع كيف انتهت رحلة شخصيات المسلسل الذي تناول سنوات الإمام الشافعي في مصر، موثقاً هذه الحقبة المهمة في تاريخ مدينة الفسطاط، ومن بينها تنفيذ السيدة نفيسة وصيةَ الشافعي وقيامها بالصلاة عليه بعد وفاته، لتبقى في مصر حتى وفاتها عام 208 هجرية.