شيوخ عشائر في الأنبار يستنكرون زيارة وفد عشائري إلى إيران طلبًا للسلاح

أحدهم وصف قاصدي طهران بـ«الأسماء المرفوضة» واتهمهم بـ«التآمر» على العراق

شيوخ عشائر أنبارية يحضرون مراسم تخرج دفعة من المقاتلين من دورة تدريبية في قاعدة الحبانية الأربعاء الماضي (أ.ب)
شيوخ عشائر أنبارية يحضرون مراسم تخرج دفعة من المقاتلين من دورة تدريبية في قاعدة الحبانية الأربعاء الماضي (أ.ب)
TT

شيوخ عشائر في الأنبار يستنكرون زيارة وفد عشائري إلى إيران طلبًا للسلاح

شيوخ عشائر أنبارية يحضرون مراسم تخرج دفعة من المقاتلين من دورة تدريبية في قاعدة الحبانية الأربعاء الماضي (أ.ب)
شيوخ عشائر أنبارية يحضرون مراسم تخرج دفعة من المقاتلين من دورة تدريبية في قاعدة الحبانية الأربعاء الماضي (أ.ب)

بينما أكد أعضاء وفد عشائري من الأنبار يضم 14 شيخ عشيرة، اختتم زيارة إلى إيران أول من أمس، أنهم عادوا بوعود تسليح من طهران، وصف زعيم عشائري أعضاء الوفد بأنهم لا يمثلون المحافظة، بينما اتهم آخر الحكومة بإرساله لكي يوجه رسالة إلى واشنطن بأن عشائر المحافظة مع التدخل الإيراني في العراق.
واستنكر الشيخ رعد السليمان، أحد كبار شيوخ عشائر الدليم، الزيارة، وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن الوفد الذي زار طهران «ليس وفدا عشائريا، وأتحدى أيا من هؤلاء أن يقول إنه يمثل عشيرة من عشائر الأنبار الكريمة». وتابع «هذا الوفد لا يمثل الأنبار إطلاقا، والذين ذهبوا للاستجداء من طهران هم أسماء مرفوضة أصلا من قبل عشائر الأنبار ومسؤوليها». وتساءل السليمان: «لماذا يذهب الوفد أصلا إلى إيران وهي السبب الرئيسي في تدمير العراق، وهي من حاكت كل المؤامرات والدسائس ضد العراق وشعبه، وتضمر للعراقيين الحقد، وأسهمت في قتل أبنائه وتشريد الملايين من أبناء مدننا في صلاح الدين وديالى والأنبار عبر مساعدتها للميليشيات التابعة لها والمتنفذة في أرض العراق أمام مرأى ومسمع الحكومة في بغداد».
وأضاف السليمان «إن كل من يذهب إلى إيران هو متآمر على العراق، ويريد الدمار للعراق، لذا فإننا نتبرأ من هؤلاء الذين يريدون أن يشوهوا الصورة الناصعة لعشائر الأنبار الكريمة».
بدوره، قال الشيخ الدكتور إسماعيل رديف، أحد شيوخ عشائر الأنبار، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن «عشائر الأنبار برمتها ترفض التدخل الإيراني في الشأن العراقي بشكل عام وفي شأن الأنبار بشكل خاص، حيث تعتبر عشائر الأنبار إيران عدوا يتربص لها على الدوام». وأضاف رديف «يلومنا البعض لماذا تطلبون المساعدة من الجانب الأميركي بينما ترفضونها من إيران وهي من الدول الإسلامية والجارة للعراق؟ فنجيبهم بأن أميركا هي دولة كبرى ولديها عهود واتفاقيات هي ملزمة بتطبيقها أمام الرأي العالمي، بينما إيران تتعامل معنا على أننا أعداء لها وهي كذلك بالنسبة لغالبية عشائر الأنبار، والحكومة العراقية أرسلت هؤلاء المنتفعين لكي يوصلوا رسالة إلى الولايات المتحدة بأن شيوخ الأنبار وعشائرها يقفون مع إيران في تدخلها في العراق، ولكي لا تخسر الحكومة المركزية الأنبار خصوصا بعد أن ركزت الإدارة الأميركية اهتمامها عليها وعلى باقي المحافظات السنية في غرب العراق بعد قرارها دعم المحافظات التي تقاتل (داعش) بالسلاح والعتاد والتدريب بشكل مباشر».
وحسب عضو الوفد الشيخ عاشور المحلاوي، شيخ عشيرة البومحل الطرابشة، فإن الزيارة «كانت بهدف طلب المساعدة من الجارة إيران لتزويد عشائرنا ومقاتلينا بالسلاح والعتاد لمواجهة تنظيم داعش الإرهابي»، مضيفا «لقد توجهنا إلى طلب المساعدات من الجارة إيران لأننا على يقين تام بأنها الدولة والوحيدة التي وقفت مع العراق وقفة مشرّفة وحقيقية في مقاتلة تنظيم داعش على أرض العراق ومساعدة الحكومة العراقية بالسلاح والمستشارين وبالمشاركة الفعلية، وكنا نأمل أن تكون هذه الوقفة المشرّفة تبدأ من أشقائنا العرب الذين تركونا نقاتل التنظيم الإرهابي وحدنا من دون مساعدة تذكر مثلما فعل الجانب الأميركي عندما تملص من تجهيز عشائرنا بالسلاح إلى أن وصل الحال إلى ما هو عليه وسيطر إرهابيو تنظيم داعش على 90 في المائة من أرض الأنبار وقتلوا الأبرياء وشردوا الأهالي».
وأشار المحلاوي إلى أن «الوفد العشائري الذي كان برئاسة الشيخ فيصل العسافي رئيس مجلس عشائر الأنبار المنتفضة ضد داعش، والشيخ حميد الهايس رئيس مجلس إنقاذ الأنبار، وبعضوية 12 شيخ عشيرة، التقى بمسؤولين كبار في الحكومة الإيرانية التي وافقت من جهتها على تزويدنا بالسلاح والعتاد بشكل مباشر وبموافقة الحكومة المركزية».
من جهته، قال عضو مجلس محافظة الأنبار، طه عبد الغني، لـ«الشرق الأوسط»، إن «زيارة الوفد لم يكن لنا علم بها إطلاقا ولم يبلغنا أحد من الذاهبين إلى طهران بها أو بطبيعتها. لكننا مع أي مسعى يهدف لمساعدة الأنبار في تحررها من سطوة مسلحي تنظيم داعش». وأضاف عبد الغني «الوضع في الأنبار متدهور أمنيا، وليس هناك تخطيط مسبق لما يجري وسيجري، فالكل أصبح يجتهد على طريقته لكسب المساعدات في الحرب ضد (داعش) خصوصا بعد أن عجزت الحكومة عن توفير السلاح اللازم لكسب المعركة وطرد المسلحين وتحرير الأراضي».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.