محاكمة مرسي اليوم في قضية «التخابر».. والجلسة مذاعة

القضاء يؤجل حل «الحرية والعدالة»

محاكمة مرسي اليوم في قضية «التخابر»..  والجلسة مذاعة
TT

محاكمة مرسي اليوم في قضية «التخابر».. والجلسة مذاعة

محاكمة مرسي اليوم في قضية «التخابر»..  والجلسة مذاعة

وسط إجراءات أمنية مشددة وأنباء عن إذاعتها على الهواء مباشرة، ومثول الرئيس السابق محمد مرسي داخل قفص زجاجي مجددا لمنع الفوضى، تنظر محكمة جنايات شمال القاهرة برئاسة المستشار شعبان الشامي، اليوم (الأحد) أولى جلسات محاكمة كل من مرسي، و35 متهما آخرين، بينهم محمد بديع مرشد جماعة الإخوان المسلمين، ونائباه خيرت الشاطر ومحمود عزت (هارب)، وغيرهم من قيادات الجماعة وأعضاء التنظيم الدولي، لاتهامهم بـ«التخابر مع منظمات أجنبية»، و«إفشاء أسرار الدفاع» و«تمويل الإرهاب». وقال مصدر قضائي لـ«الشرق الأوسط»، إن «جلسة المحاكمة سوف يتم بثها من خلال التلفزيون المصري فقط»، في حين أجلت محكمة مصرية أمس دعاوى حل حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية للإخوان إلى 15 مارس (آذار) المقبل.
وكانت النيابة العامة قد أمرت بإحالة المتهمين إلى محكمة الجنايات، وأسندت إليهم ارتكاب جرائم التخابر مع منظمات وجهات أجنبية خارج البلاد، وإفشاء أسرار الأمن القومي، والتنسيق مع تنظيمات جهادية داخل مصر وخارجها، بغية الإعداد لعمليات إرهابية داخل الأراضي المصرية، والتدريب العسكري لتحقيق أغراض التنظيم الدولي للإخوان، وارتكاب أفعال تؤدي إلى المساس باستقلال البلاد ووحدتها وسلامة أراضيها.
وتنعقد المحاكمة (اليوم) بمقر أكاديمية الشرطة بالقاهرة، وذكر المصدر القضائي نفسه أن الرئيس المعزول سوف يمثل داخل القفص الزجاجي الذي أودع فيه في قضية «هروب السجناء»، لمنع الفوضى المتوقعة من الرئيس السابق وبعض قيادات الإخوان المتهمين. وأضاف المصدر أن القفص الزجاجي سيكون مجهزا بميكروفون للتحدث فيه بعد إذن المحكمة، وأن وسيلة التحكم في الميكروفون ستكون من خارج القفص.
وذكرت التحقيقات، التي أجرتها نيابة أمن الدولة العليا في القضية، أن «التنظيم الدولي للإخوان قام بتنفيذ أعمال عنف إرهابية داخل مصر، وأعد مخططا كان من ضمن بنوده تحالف قيادات الإخوان في مصر مع حركة حماس الفلسطينية، وحزب الله اللبناني، وتنظيمات أخرى داخل وخارج البلاد، للسيطرة على المنشآت الأمنية في سيناء».
ويحاكم مرسي، المحتجز حاليا في سجن برج العرب بالإسكندرية، في تهم معروفة إعلاميا باسم «أحداث قصر الاتحادية»، بتهم «تحريض أنصاره ومساعديه على ارتكاب جرائم القتل العمد مع سبق الإصرار، واستخدام العنف والبلطجة والقبض على المتظاهرين السلميين واحتجازهم دون وجه حق وتعذيبهم»، كما يحاكم في «قضية وادي النطرون»، من ناحية أخرى، أجلت المحكمة الإدارية العليا، برئاسة المستشار عبد الفتاح أبو الليل، الدعاوى المطالبة بحل حزب الحرية والعدالة أمس، لجلسة 15 مارس المقبل، وذلك لكي تقدم لجنة شؤون الأحزاب ما لديها من مستندات وما جرى من تحقيقات النيابة العامة ونتيجة التحقيق لو توافرت. وكان أكثر من تقرير صدر من هيئة المفوضين بالمحكمة، أوصى بحل الحزب المطعون ضده، أي الحرية والعدالة، نهائيا.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».