أعلنت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» عن تطويرها لنظام «قارئ للأفكار» يمكنه التحكم بعرض البرامج التلفزيونية، بإشارات الدماغ! وأكدت أن الاختبارات التي أجرتها على عدد من موظفيها أثبتت قدرة النظام على تغيير البرامج التلفزيونية التي يطلبها المشاهد عند استخدامه لمنصة «آي بلاير» الكومبيوترية للعروض التلفزيونية عند الطلب. ويستفيد الجمهور من خدمات «آي بلاير» على الإنترنت أو في التلفزيونات المرتبطة بالشبكة لطلب البرامج التي سبق أن عرضت في القنوات التلفزيونية التابعة لـ«بي بي سي».
وقد أثمرت جهود التعاون بين «بي بي سي» وشركة «ذيس بلايس» البريطانية في لندن في تطوير تصميم رخيص يوضع على الرأس يمكنه قراءة موجات الدماغ لانتقاء البرنامج التلفزيوني المطلوب. ويعمل النظام مع منصة «آي بلاير» تجريبية جديدة للعروض حسب الطلب. ويمكن لمستخدميه تركيز الذهن أو الاسترخاء مع الجهاز لينفذ الأوامر.
ولم تنجح «الشرق الأوسط» في الاتصال بسايروس سايهان رئيس تطوير الأعمال في قسم التقنيات الرقمية في الهيئة الذي أشرف على التطوير. وقال سايهان في تصريح صحافي بأن «التطوير هو نموذج أولي يهدف إلى عرض فكرة عن كيفية عمل هذه التقنية في المستقبل، أمام منتجي البرامج والتقنيين والمستخدمين». وقد جرب 10 موظفين النظام تمكنوا من تشغيل «آي بلاير» ومشاهدة البرامج التلفزيونية. وأظهرت الاختبارات سهولة تحكم بعض الموظفين بالنظام أكثر من أقرانهم الآخرين رغم أن جميعهم نجحوا في الاختبارات.
ويمكن توظيف هذه التقنية لمساعدة المعوقين أو الأشخاص الذي يصعب عليهم التحكم بأداة التحكم من بعد (الريموت كنترول). وقد نجح العلماء حتى الآن في تطوير مختلف نظم التحكم وإصدار الأوامر للأجهزة الإلكترونية بإشارات الدماغ.
وتشرف شركة «ذيس بليس» التي تقع في شرق لندن، على تطوير مثل هذه النظم التي تطلق عليها اسم «مايند آر دي أر» MindRDR (أو قارئ الأفكار) التي تعتمد على زرع مستشعرات لتخطيط موجات الدماغ، داخل المنصات الإلكترونية مثل «آي بلاير» و«يوتيوب»، وذلك بهدف «قراءة الأفكار» لدى المستخدمين. وتقول الشركة بأن أي مستخدم يمكنه توظيف النظام لطلب العروض ومشاهدتها على شاشة التلفزيون أو الهاتف الذكي. وتصنع هذه المستشعرات المستخدمة في النظام شركة «نايروسكي» الأميركية.
وحالما يوضع النظام على الرأس ويتصل بالجهاز المطلوب، حتى تظهر على الشاشة خمسة برامج تلفزيونية من تلك التي تحظى بالشعبية، ويتجول النظام بين عناوين البرامج لحين إرسال المستخدم «أفكاره» أو موجات دماغه إلى الجهاز وطلب برنامج معين.
وقالت الشركة بأن «بي بي سي» قد طلبت العمل معها لتطوير نسخة «آي بلاير» تجريبية للأغراض الداخلية فقط ولهذا فإنها لا تصلح بعد لاستخدام أفراد الجمهور.
وقد نجحت «ذيس بلايس» في تطوير نسخة من «مايند آر دي آر» للأجهزة العاملة بنظام «أندرويد» لاستخدامه من قبل الباحثين في طلب العروض من شبكة «يوتيوب».
وتأتي هذه التطويرات بعد نجاح أبحاث العلماء في تطوير مختلف الرقاقات والنظم الإلكترونية التي تتيح تفاعل إشارات دماغ الإنسان مع الأجهزة والمعدات. ومن أمثلة ذلك نجاح باحثين بجامعة ديوك الأميركية قبل عدة سنوات في تحقيق أول تواصل بين مخين حيين، وذلك في توصيل دماغي جرذين بواجهة تفاعل إلكترونية أتاحت لهما التشارك في المعلومات، فيما نجح باحثون بجامعة واشنطن في تنفيذ ما يعتقد أنه أول واجهة تفاعل دماغي بين شخصين من دون تدخل جراحي، استطاع فيها أحد الباحثين إرسال إشارة من مخه عبر الإنترنت بهدف التحكم في حركة يد باحث آخر.
كما نجح باحثون أميركيون في مؤسسة «باتل» الأميركية للأبحاث العام الماضي، في زرع رقاقة إلكترونية في دماغ شخص مشلول من منطقة الصدر إلى أسفل. وصممت الرقاقة بعرض أربعة مليمترات مع 94 من الأقطاب الكهربائية تقوم بنقل الأوامر الصادرة من جزء الدماغ المسؤول عن تحريك اليدين إلى عضلاتهما بهدف تنفيذ الحركة، وذلك بمجرد تفكير المريض بتحريك يده.
وأخيرا فقد نجحت جان شيورمان وهي امرأة مصابة بالشلل الرباعي في سن الخامسة والخمسين، وأم لولدين في قيادة طائرة بإشارات دماغها! وكانت قد شاركت في برنامج الاختبارات الروبوتية التي تجريها وزارة الدفاع الأميركية، بعد زرع قطبين في دماغها للتحكم بذراعها الروبوتية في عام 2012. وقادت المرأة المشلولة الطائرة المقاتلة الضاربة «إف - 35» على جهاز المحاكاة مستخدمة أفكارها فقط.
نظام يتحكم بعرض البرامج التلفزيونية.. بموجات الدماغ
«بي بي سي» تشرع في تصميمه لمنصة «آي بلاير» تجريبية
نظام يتحكم بعرض البرامج التلفزيونية.. بموجات الدماغ
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة