استهدف عناصر تنظيم داعش يوم أمس الثلاثاء مواقع ونقاطا لحزب الله داخل الأراضي اللبنانية وبالتحديد في المنطقة الممتدة من رأس بعلبك إلى القاع فالنعمات، مما أدّى، وبحسب مصادر ميدانية، لاندلاع اشتباكات عنيفة بين الطرفين سقط على إثرها الكثير من القتلى والجرحى في صفوفهما. وكانت المنطقة شهدت هجمات مماثلة شارك بها «داعش» وجبهة النصرة استهدفت مواقع للجيش اللبناني كما لحزب الله الصيف الماضي.
وقالت مصادر ميدانية في المنطقة إن «(داعش) نفّذ يوم أمس 3 هجمات على مراكز لحزب الله بإطار عمليات استباقية لتوجيه رسالة للحزب والضغط عليه لمنعه من التقدم باتجاه منطقة سيطرة التنظيم في جرود عرسال». وأشارت المصادر في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن منطقة تماس باتت تفصل بين منطقة وجود حزب الله في جرود عرسال وبين المنطقة التي يحتلها «داعش»، بعدما سيطر الحزب على عدد كبير من مقرات جبهة النصرة وباتت المواجهات المقبلة تتركز على مقرات «داعش».
ونقل حزب الله قبل نحو أسبوع معركته مع الفصائل المسلحة من منطقة القلمون السورية إلى جرود عرسال اللبنانية، على الرغم من الانتقادات اللاذعة والمستمرة من عدد كبير من الفرقاء اللبنانيين الذين يشددون على وجوب تولي الجيش اللبناني وحده التصدي لهذه المجموعات.
ويقّدر حزب الله عدد عناصر «داعش» الموجودون معظهم في جرود قارة والجراجير والذين يشاركون بالهجمات على مواقعه، كما الذين يتحضرون للمشاركة بالمعركة المقبلة في الجرود اللبنانية بنحو 800 أو 1000 مقاتل، بحسب المصادر التي أشارت إلى أن هذه المعركة لن تكون سهلة باعتبار أن عناصر «داعش» استفادت طوال الفترة الماضية من المواجهات بين عناصر جبهة النصرة والحزب لينظموا صفوفهم ويستعدوا لمعركتهم.
وأكدت مصادر أمنية أن الجيش اللبناني لم يشارك بالمواجهات التي اندلعت بين حزب الله وعناصر «داعش» يوم أمس، نافية ما تردد عن شن مروحيات الجيش غارات على تجمعات «داعش» في جرود رأس بعلبك. وأوضحت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن المعارك وقعت في منطقة جردية حيث لا مواقع أصلا للجيش الذي هو في حال استنفار دائم في المنطقة الحدودية الشرقية ولديه خططه الخاصة، علما أنّه يستهدف أي حركة للمسلحين باتجاه الأراضي اللبنانية كما يدك مواقع اتخذوها بوقت سابق في أراض نعتبرها محتلة.
بدورها أفادت وسائل إعلام حزب الله بصد عناصر الحزب هجوما لمجموعات مسلحة تابعة لتنظيم داعش، مؤكدة أن الهجوم «باء بالفشل».
وفي التفاصيل التي أوردتها أن المسلحين انطلقوا من منطقة الكهف شرق جرد رأس بعلبك وشنوا هجومًا على نقاط عدة تابعة للحزب في قرنة السمرمر وقرنة المذبحة في جرود رأس بعلبك على الحدود اللبنانية السورية.
وأشار الحزب إلى أن الاشتباكات أدّت إلى تدمير خمس آليات عسكرية وجرافة تابعة لـ«داعش»، وتكبيده خسائر كبيرة في الأرواح.
وتنظم قيادة الجيش اليوم الأربعاء «رماية تجريبية» للصواريخ المضادة للدروع من نوع «TOW» والتي تسلّمها الجيش مؤخرًا من الولايات المتحدة الأميركية في إطار الهبة السعودية المقدمة للمؤسسة العسكرية. وأعلنت المملكة العربية السعودية قبل نحو عام عن تقديم هبة 3 مليارات دولار لدعم الجيش، كما قدّمت في أغسطس (آب) الماضي هبة مليار دولار إضافي لصرفه بإطار الجهود التي تبذلها المؤسسة العسكرية لمكافحة الإرهاب.
وتولي الدول الكبرى من خلال سفاراتها في بيروت اهتماما استثنائيا لموضوع ضبط الحدود اللبنانية السورية بمسعى لمنع تمدد تنظيم داعش إلى الأراضي اللبنانية بعد أكثر من هجوم نفذه عناصر التنظيم وتنظيمات متطرفة أخرى لاحتلال بلدات لبنانية. وصدّ الجيش اللبناني في أغسطس الماضي أوسع هجوم نفذه مسلحو جبهة النصرة و«داعش» بمسعى لاحتلال بلدة عرسال، مما أدّى لمقتل عدد من جنوده وأسر 24 آخرين. بدوره، تصدّى حزب الله مطلع أكتوبر (تشرين الأول) لمحاولة عناصر التنظيمين اقتحام مركزين له على الحدود في جرود بلدة بريتال.
وكشف تقرير مصوّر أعدته صحيفة «التلغراف» اللندنية بوقت سابق أن فريقا بريطانيا أشرف في يوليو (تموز) 2013 على بناء 12 برجا في منطقة رأس بعلبك الحدودية لمنع سقوطها في أيدي مسلحي «داعش» وبالتالي ارتكاب مجازر بحق سكانها. وركّز التقرير على كون البلدة مسيحية وعلى أن المساعدات البريطانية منعت سقوطها بأيدي متطرفين، حتى أن السفير البريطاني في بيروت توم فليشتر، اعتبر أن الأبراج جنّبت البلدة «مجزرة» كما حالت دون «زعزعة كارثية» لاستقرار لبنان.
«داعش» يستهدف مواقع لحزب الله داخل الأراضي اللبنانية على الحدود الشرقية
تنظم قيادة الجيش رماية تجريبية لصواريخ «تاو» تسلمتها في إطار الهبة السعودية
«داعش» يستهدف مواقع لحزب الله داخل الأراضي اللبنانية على الحدود الشرقية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة