نساء غزة يتدربن على فض المنازعات العائلية

من خلال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.. لكن المخاتير غاضبون

نساء غزة يتدربن على فض المنازعات العائلية
TT

نساء غزة يتدربن على فض المنازعات العائلية

نساء غزة يتدربن على فض المنازعات العائلية

في مجتمع غزة المحافظ يلجأ الأزواج إلى «المختار» وهو شيخ حكيم أو كبير القرية لحل أي خلاف كبير بينهما أو بين الأسر أو السكان. ويعمل المختار عادة في إطار قبلي لكنه يتولى منصبه بشكل توافقي يشمل الانتخاب. ومن هنا فقد طرح برنامج الأمم المتحدة الإنمائي دورة تدريبية صممت خصيصا للنساء العاملات في مجال فض المنازعات «المخاتير» باحثات لأنفسهن عن دور في تسوية المنازعات دون اللجوء إلى النظام القضائي.
يدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي مشروع «عزيز وصول النساء إلى العدالة» في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ أكثر من عشر سنوات فيقدم خبراء قانونيون تدريبات على تسوية المنازعات وأساليب التفاوض وتعريف بالقوانين واللوائح المنظمة للقضايا المتعلقة بالزواج والطلاق.
برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يساعد حاليا عشرات النساء في غزة على التدرب للعمل في مجالات تسوية المنازعات لكن ذلك يواجه مقاومة من بعض الذين يرون هذه الأعمال حكرا على الرجال. وهذه المبادرة الجديدة تأتي تحت مظلة «تعزيز الوصول إلى العدالة» التي تعمل على زيادة وعي الناس بحقوقها وواجباتها.
وكانت سامية الحنفي واحدة من أوائل من وقع عليهن الاختبار للحصول على هذا اللقب المثير للجدل. وكانت تعمل راعية مسجد قبل أن تصبح مختارة فحصلت على خبرة كبيرة في توجيه النصح للنساء لحل مشكلاتهن. وحصلت سامية على شهادة من كلية الشريعة الإسلامية وأتمت عددا من الدورات التدريبية القانونية. وتقول، لتلفزيون «رويترز» «قضية المختارة نفعتني كثير جدا فأنا فعلا أخذت دورة من نحو ثلاث سنوات تقريبا اشتغلنا على هاد الأساس بعد لما اتعلمنا. لجأنا بعد هيك لحل النزاعات. حل النزاعات من نحو ثلاث سنوات ومم يعطونا دورات بالقانون في الوساطة في التحليل. يعني صرنا على دراية تامة جدا».
وأشاد المختار أبو جهاد الشمالي بالنساء اللاتي أصبحن مختارات قائلا إن «هناك حاجة لهن لأن الخلافات العائلية تتزايد نتيجة للبطالة». وقال «لأنه في عنا مشكلات فاليوم بالذات مشكلات نسائية كتيرة يعني مشكلات البيت والطلاق فنستعين فالوضع النسائي. وحقيقةً أعطوا مجهودا جيدا وأعطوا نتيجة جيدة جدا رغم أنهن ربات بيوت وعندهن أطفال وأبناء وعندهن بيت لكن هذا لم يضر بشيء وقاموا بأكمل واجب». والكثير من أزواج المختارات يقومون بدور إيجابي في مساعدتهن والاعتراف بإسهاماتهن في المجتمع.
وتعمل أمينة عوض مختارة منذ عام. ومثل مختارات أخريات فقد حصلت على شهادة عليا وتلقت تدريبات قانونية قبل أن تتولى المهمة. أمينة لديها سبعة أطفال وتقول إن «ذلك لم يعق نجاحها في عملها». وقالت «نحل مشكلات النساء. أي امرأة بتتوجه لنا عندها مشكلة من غير مركز أنا طبيعتي بروح بحل المشكلة تلقائيا من داخل الأسرة والحمد لله لقينا راحة في هذا العمل أكتر حاجة بتشجعنا أنه الرجال بكون على علم أنه مرته عندها مشكلة ومنحل المشكلة بين الرجل والمرأة». وفي مجتمع متحفظ مثل قطاع غزة لن يكون جميع الرجال متقبلين ومتعاونين مع سعي المرأة لكسر العرف وتولي عمل المختار الذي كان على مدار التاريخ يتولاه الرجال فقط. والمختار جبر أبو مصبح واحد من هؤلاء المعارضين ويرى أن تولي المرأة مثل هذا العمل خطأ. ويقول أبو مصبح «مش ضد المرأة أبدا ولكن ضد المخترة. مخترة المرأة لا تجوز لا عرفا ولا شرعا ولا في مجتمعنا. اللفظ مرفوض».
ويقول محمد أبو مصبح أحد سكان غزة «لا تصلح أن تجلس في مجلس كهذا قدام عشرين واحدا وتناكف وتعمل بمشكلات. لا تستطيع أن تتصدى في عائلتها لحكم شبابها».
والبرنامج الذي تبلغ تكلفته 25 مليون دولار تموله حكومات السويد وكندا واليابان وهولندا. والمختارة أو المختار لا يتقاضى أجرا عن عمله باستثناء بدل انتقال زهيد. ويأمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن توفر هذه المبادرة للنساء المهارات والثقة بالنفس والدافع الذي يساعدهن في حياتهن اليومية.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.