طاقم تحكيم أوروبي يضبط «نهائي كأس الملك»

نيران التعصب الرياضي وصلت إلى التشكيك في اختيارات «الحكم الأجنبي»

الحكم الأجنبي في السعودية بات محل شك بعد «الحكم المحلي» (المركز الإعلامي بنادي الأهلي)
الحكم الأجنبي في السعودية بات محل شك بعد «الحكم المحلي» (المركز الإعلامي بنادي الأهلي)
TT

طاقم تحكيم أوروبي يضبط «نهائي كأس الملك»

الحكم الأجنبي في السعودية بات محل شك بعد «الحكم المحلي» (المركز الإعلامي بنادي الأهلي)
الحكم الأجنبي في السعودية بات محل شك بعد «الحكم المحلي» (المركز الإعلامي بنادي الأهلي)

كشف مسؤول في اتحاد كرة القدم السعودي أمس لـ«الشرق الأوسط» أن أمانة اتحاد كرة القدم أرسلت خطابا رسميا لاتحادات أوروبية لترشح طاقما تحكيميا أجنبيا لقيادة نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز المقرر إقامته يوم الجمعة المقبل بملعب مدينة الملك عبد الله الرياضية بجدة «الجوهرة المشعة».
وأشار ذات المسؤول الذي فضل عدم ذكره اسمه إلى أن الاتحادات الأوروبية لكرة القدم عادة ما تقوم باختيار الطاقم الدولي المناسب وترشيح اسمه في حين «نقوم أحيانا بطلب طاقم تحكيمي محدد باسمه ولكن ذلك في الغالب لا يتم كون الحكام الأجانب في فترات معينة يكونون مرتبطين بإدارة مباريات على الصعيد المحلي أو الأوروبي».
وتقدر تكاليف الطواقم التحكيمية الأجنبية في السعودية خلال المباراة الواحدة بنحو 130 ألف ريال سعودي حيث تدفع كنفقات إقامة وتذاكر فضلا عن مكافأة للحكام الثلاثة «ساحة ومساعدين».
واستعان اتحاد الكرة السعودي في الدوري السعودي للمحترفين بحكام أجانب في 28 مباراة بحسب «موقع إحصائيات الدوري السعودي للمحترفين لكرة القدم» حيث أدار الحكام الأجانب للنصر 10 مباريات مقابل 8 للأهلي و7 للهلال و6 للاتحاد و4 للتعاون والشباب.
وينتمي الحكام الأجانب لـ12 جنسية من إسبانيا وإيطاليا واسكوتلندا والمجر والبرتغال وفرنسا وسلوفينيا والتشيك وكرواتيا واليونان وبولندا وسويسرا.
وحضرت الطواقم التحكيمية المجرية في 7 مباريات مقابل 4 مرات للطواقم التشيكية وثلاث مرات لفرنسا وسويسرا وسلوفينيا واثنتين لبولندا ومرة واحدة لإيطاليا وبولندا وإسبانيا وكرواتيا واليونان واسكوتلندا والبرتغال.
ولم يكن للطواقم التحكيمية الأجنبية أي حضور في مباريات كأس ولي العهد على اعتبار أن الذي أدارها طواقم تحكيم سعودية لا سيما في نصف النهائي في حين أدار المباراة النهائية الحكم السعودي تركي الخضير في شهر فبراير (شباط) الماضي.
وكانت لجنة الحكام الرئيسية التابعة للاتحاد السعودي لكرة القدم قد صرحت عبر نائب رئيسها سعد الأحمري أن نهائي كأس الملك سيديره طاقم تحكيمي سعودي وأن اللجنة بصدد اختيار الحكم السعودي لكن ذلك من هذه التصريحات التي نشرتها «الشرق الأوسط» لم تتحقق بسبب إصرار الناديين النصر والهلال على وجود طاقم تحكيمي أجنبي في ظل الضغوطات الكبرى التي تمارس على الحكام السعوديين فضلا عن محاولات إبعادهم عن المباراة النهائية من خلال وسائل الإعلام الرياضية أو حتى المطالبات الجماهيرية في مواقع التواصل الاجتماعي على اعتبار أن أي أخطاء تحكيمية سعودية قد يقابلها هجوم كبير من قبل الناديين.
ومنذ عام 2009 وحتى هذه اللحظة قاد الحكام الأجانب في الدوري السعودي 128 مباراة رسمية كان الأكثر في عام 2010 بـ30 مباراة ثم عام 2015 بـ28 مباراة ثم موسم 2011 بـ17 مباراة ثم موسم 2014 بـ14 مباراة.
ورغم محاولات اتحاد الكرة السعودي في إبعاد المشاكل عن الحكم المحلي وتحديده لكل ناد سعودي في الدرجة الممتازة 5 طواقم تحكيم أجنبية بإمكانه الاستعانة بها حين استضافته لأي مباراة مقابل 130 ألف ريال للمباراة الواحدة إلا أن الإعلام الرياضي والجماهير وقبل ذلك الأندية لم تتوقف في انتقاداتها للحكام الأجانب إذ إن الأخيرين طالتهم سهام النقد والتشكيك لدرجة الاتهام بالرشاوى من قبل مسؤولي الأندية واللاعبين والمدربين والإعلام والجماهير.
وبدت وتيرة الرفض تنتقل إلى جنسيات الحكام الأجانب إذ إن أندية النصر والأهلي والهلال والاتحاد والشباب كان لهم تصريحات متعددة في جنسيات الحكام الأجانب الذين يديرون مباريات وتتوافق جنسياتهم مع جنسيات المدربين أو اللاعبين درجة أن اتحاد الكرة السعودي بات يحرص على تجنب أن يكون الحكم سويسريا في ظل وجود مدرب سويسري لأي ناد سعودي وكذلك الحال مع كل جنسية.
وتواصلت فرضيات المؤامرة بالنسبة للإعلام والجماهير وأيضا مسؤولي الأندية السعودية إلى من يستقبل الحكام الأجانب حين وصولهم إلى مطارات المدن السعودية ومن يبقى معهم خلال أوقات وجودهم في البلاد فضلا عن التلميحات حول آلية اختيار الحكام الأجانب وهل لجنة الحكام الرئيسية هي من يختار أم أمانة اتحاد الكرة إذ إن بعض الإعلام والجماهير كانوا يرددون أن لجنة الحكام تختار أسوأ الحكام الأوروبيين حتى يجبروا الأندية السعودية على الحكم المحلي وهو الرأي المرفوض كون لجنة الحكام لا علاقة لها على الإطلاق في الاختيار فضلا عن أن أمانة اتحاد الكرة السعودي وبحسب تصريحات لمسؤولين رسميين في الاتحاد يشددون على أن طلب تحديد حكم معين لا يتم من جانب اتحاد الكرة وإنما المتاح من جانب لجان الحكام في الاتحادات الوطنية الأوروبية التي تقوم بالترشح بناء على عدم وجود أي تكليفات لطواقمها في تلك الفترة الزمنية.
والطريف في الأمر أن الإعلام السعودي عبر بعض نقاده الذين يتحدثون بلسان المشجعين باتوا يتهكمون بجنسية الحكم الاسكوتلندي رغم أن اسكوتلندا دولة مؤسسة لقانون كرة القدم وتاريخها الكروي يتجاوز الـ130 عاما.
وستكون الفرصة سانحة لنهائي كأس خادم الحرمين الشريفين أن يحظى بطاقم تحكيمي عالمي في هذه المرة كون 95 في المائة من الدوريات والبطولات الوطنية الأوروبية توقفت قبل أيام ولم يبق سوى نهائي دوري أبطال أوروبا المقرر في السادس من الشهر الحالي في برلين.
من جهته، عبر الحكم السعودي الدولي صالح الهذلول عن رضاه التام عن القرارات التي اتخذها خلال قيادته أول من أمس لمباراة الكلاسيكو بين الهلال والاتحاد في نصف نهائي كأس الملك بما فيها ضربتا الجزاء وطرد لاعب الاتحاد فهد المولد الذي يستحق العقوبة بعد مخاشنته لاعب الهلال.
وقال الهذلول في تصريح خص به «الشرق الأوسط»: المباراة كانت مثيرة في جميع أحداثها وتعاون اللاعبين ومساعدتهم للطاقم التحكيمي ساهم في خروج المباراة ولله الحمد إلى بر الأمان أضف إلى ذلك ثقتنا في أنفسنا وتركيزنا داخل الملعب كان له دور كبير في الابتعاد عن الشحن والضغط رغم حساسية المباراة وأهميتها وكان تركيز زملائي الحكام المساعدين له دور كبير في مساعدتي بالقرارات التي صاحبت المباراة خصوصا في حالات التسلل وضربة الجزاء.
ونفى الهذلول أن يكون مشدودا في أول 10 دقائق من المباراة وما حدث من ألعاب وتدخلات قوية من اللاعبين اعتبرها عادية فدائما مباريات الكلاسيكو والجماهيرية يصاحبها الحماس والسرعة من كلا الفريقين، ولكن ولله الحمد سارت المباراة كما ينبغي، وذلك بفضل الله ثم بتعاون اللاعبين وتقبلهم للقرارات ولم أرى أي اعتراضات من اللاعبين بل كانوا من أروع ما يكون في تعاونهم وما تشاهدون من شحن هو خارج الملعب وأقصد الجماهير وهذا لم يؤثر علينا كحكام.
وأكد الهذلول أنه لم يتردد بالموافقة في قيادته لهذه المباراة التي تعتبر من أجمل المباريات التي وفقت فيها ومن يقول إن لياقتي غير مكتملة بسبب بعدي عن المباريات فهذا الكلام غير صحيح حيث أواصل تدريباتي اليومية للدخول في اختبار اللياقة البدنية من أجل الترشيح لحكام النخبة الآسيوية الذي سيقام الأسبوع المقبل في العاصمة الماليزية كوالالمبور.
تجدر الإشارة إلى أن الحكم صالح الهذلول لم يدون في تقريره أي شيء يذكر كون المباراة والأحداث التي صاحبتها تعتبر طبيعية بما فيها الطرد الذي تحصل عليه لاعب الاتحاد فهد المولد في الدقيقة 94 من عمر المباراة بعد دخوله الخشن على أحد لاعبي الهلال مبينا «ما حصل من مشادات بين اللاعب فهد المولد هو مجرد نرفزة من اللاعب وبعض لاعبي الهلال وتعتبر اعتراضات عادية ولم تصل للضرب أو الإساءة».
وكان المقيمون المتخصصون في مجال التحكيم اثنوا وأشادوا بقرارات الحكم صالح الهذلول خصوصا في احتسابه لضربتي الجزاء الأول كانت لمصلحة الاتحاد في الدقيقة 36. وكذلك لمصلحة الهلال في الدقيقة 72 حيث كان الحكم صالح الهذلول في قمة تركيزه مع زملائه المساعدين وأيضا ما يتعلق بالبطاقات الصفراء والبطاقة الحمراء فهي مستحقة وإن كان هناك أخطاء من الحكم لكن لم تكن مؤثرة على نتيجة اللقاء رغم صعوبة المباراة وحساسيتها.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».