قبائل حضرموت تشكل أربع كتائب جديدة وتأمين دخل للحكومة من بيع البترول

إسطنبول تحتضن مؤتمرًا يناقش جرائم الحرب التي اقترفها الحوثيون وموالو صالح

أبناء قبائل يجلسون على دبابة بعد انتزاع قاعدة عسكرية من الموالين للحوثيين الشهر الماضي (رويترز)
أبناء قبائل يجلسون على دبابة بعد انتزاع قاعدة عسكرية من الموالين للحوثيين الشهر الماضي (رويترز)
TT

قبائل حضرموت تشكل أربع كتائب جديدة وتأمين دخل للحكومة من بيع البترول

أبناء قبائل يجلسون على دبابة بعد انتزاع قاعدة عسكرية من الموالين للحوثيين الشهر الماضي (رويترز)
أبناء قبائل يجلسون على دبابة بعد انتزاع قاعدة عسكرية من الموالين للحوثيين الشهر الماضي (رويترز)

كشف صالح مولى، الناطق باسم حلف قبائل حضرموت، عن تأسيسهم أربع كتائب جديدة من أبناء حضرموت لحماية مصالح البلاد من التوغل الحوثي. وأضاف في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «أعمال تلك الكتائب تتعلق بالمهام الخاصة والدعم والمساندة والمشاة وحماية الشركات»، مؤكدًا أن «القبائل على الحدود السعودية اليمنية بين محافظتي حضرموت وشرورة اتفقت على التصدي لأي محاولات لاختراق الانقلاب الحوثي أمن المدن والسكان أو استخدامها منصة لإطلاق القذائف».
ويذكر أن «حقل حضرموت الذي يمثل 70 في المائة من الطاقة البترولية في اليمن تحت سيطرة القبائل؛ إذ أوضح مولى أنها تصد أي محاولات لميليشيا الحوثي والرئيس المخلوع علي عبد الله صالح من التحكم فيه». وبيّن أن «حمولات السفن من النفط تسير من حضرموت لميناء الضبة ومنه للدول التي تربطها اتفاقيات مسبقة مع الحكومة الشرعية لشراء البترول اليمني».
وهناك تقارير تتحدث عن تهريب المشتقات النفطية للحوثيين من جهات مشبوهة عبر البحر المحاذي لمدينة مهرة، وهي البوابة الشرقية لليمن المواجهة لدولة عمان. إلا أن مولى قال إنه من الصعب تأكيد هذه المعلومات، مضيفًا أن «تلك الممارسات لا يمكن تحميلها للسلطات العمانية نظرًا للحيل التي قد يلجأ لها المهربون عبر البحر».
وفي سياق متصل، تسعى الهيئة الإسلامية العالمية للمحامين تحت مظلة رابطة العالم الإسلامي، لإقامة مؤتمر دولي لتعزيز الشرعية واسترداد حقوق الشعب اليمني في إطار القانون الدولي بعد الانقلاب الحوثي. وأوضح خالد الطويان، أمين عام الهيئة، أن «إسطنبول التركية سوف تعقد المؤتمر في 9 يونيو (حزيران) المقبل بمشاركة 150 عضوًا من منظمات دولية أبرزها الاتحاد الأوروبي و(هيومن رايتس ووتش) والجامعة العربية».
ووصف الطويان الميليشيات الحوثية بالخطرة من الناحية الآيديولوجية، ويمكن أن «تطال ممارساتها العدوانية الدول الإقليمية وفي طليعتها السعودية، التي لبت نداء الرئيس الشرعي لليمن عبد ربه منصور هادي، وشنت (عاصفة الحزم) كي يتلافى الشعب اليمني ودول الجوار أي أضرار قد تنجم عن الأمن والاستقرار مستقبلاً في ظل الأجندة المجهولة التي تنفذها جماعة الحوثي». وقال إن المؤتمر سيناقش حجم الدعم المالي واللوجيستي والعسكري الذي قدمته إيران لمواليها الحوثيين في اليمن خلال السنوات الأخيرة وأثره على ارتكاب مقاتلين الحوثي جرائم حرب في المدن اليمنية، وأطماعهم في التوسع من معقلهم في صعدة نحو مدينة عدن العاصمة الجنوبية لليمن.
وذكر أن الشعب اليمني «عانى من هدم المساكن والتهجير والظلم بعد سيطرة الحوثيين على البلاد»، مبينًا أن المؤتمر سوف يشهد مشاركة وزارة حقوق الإنسان اليمنية. ومن بين محاوره، التعريف دوليًا بالقضية اليمنية وبحثها من المنظور القانوني، وبيان حقيقة الصراع الدائر في اليمن، والرصد والتوثيق القانوني والإعلامي لانتهاكات ميليشيات الحوثي والموالين لها. كما يسعى المؤتمر إلى تحريك الآليات الدولية لحماية الشعب اليمني ومحاسبة مجرمي الحرب والمجرمين ضد الإنسانيّة من قيادات وميليشيات الحوثي والرئيس المخلوع صالح والموالين لهم؛ إذ يهدف المؤتمر إلى بيان تلك الانتهاكات وإعداد منظومة قانونية لاستعادة الأموال المنهوبة في الداخل والخارج، وبيان الأطر القانونية لـ«عاصفة الحزم» وأهميتها لتعزيز الشرعية وإعادة الأمن والاستقرار في اليمن.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.