الجيش يسيطر على جامعة الأنبار ويحرر المئات من المعتقلين لدى «داعش»

القوات العراقية المشتركة في انتظار الأوامر لاستعادة الرمادي

مقاتلان من الحشد الشعبي يواجهان مقاتلي «داعش» شرق قاعدة الحبانية في الأنبار أمس (أ.ب)
مقاتلان من الحشد الشعبي يواجهان مقاتلي «داعش» شرق قاعدة الحبانية في الأنبار أمس (أ.ب)
TT

الجيش يسيطر على جامعة الأنبار ويحرر المئات من المعتقلين لدى «داعش»

مقاتلان من الحشد الشعبي يواجهان مقاتلي «داعش» شرق قاعدة الحبانية في الأنبار أمس (أ.ب)
مقاتلان من الحشد الشعبي يواجهان مقاتلي «داعش» شرق قاعدة الحبانية في الأنبار أمس (أ.ب)

قال مصدر أمني في محافظة الأنبار إن «القوات الأمنية المشتركة وقوات الحشد الشعبي ومقاتلي عشائر الأنبار، تمكنوا من تحرير مئات المدنيين المعتقلين من قبل تنظيم داعش في مباني جامعة الأنبار 10 كم غرب مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار».
وأضاف المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه، قائلاً لـ«الشرق الأوسط»، إنه «تم إطلاق سراح المئات من المدنيين الذين كانوا معتقلين لدى مسلحي تنظيم داعش منذ أشهر في مباني وكليات جامعة الأنبار، وذلك بعد تمكن القوات الأمنية من تحرير الجامعة بالكامل».
وأكد المصدر «استكمال استعادة الجامعة بعد أن تقدمت القطعات الأمنية باتجاه تحرير مناطق الخمسة كيلو وحي التأميم باتجاه الدخول إلى وسط مدينة الرمادي وتحريرها من سيطرة تنظيم داعش».
وتستعد قوات من الجيش والشرطة العراقية بمساندة من قوات الحشد الشعبي ومتطوعي العشائر من أبناء الأنبار للدخول إلى مدينة الر مادي مركز محافظة الأنبار، وتحريرها من سيطرة مسلحي تنظيم داعش في واحدة من أكبر العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش في محافظة الأنبار.
وتقف على أطراف مدينة الرمادي من جهاتها الشمالية والشرقية والجنوبية وقسم من جهتها الغربية، قطعات عسكرية بمختلف الصنوف وآلافٌ من مقاتلي القوات المشتركة، استعدادًا لأوامر الهجوم والدخول إلى مدينة الرمادي.
وأكد قائد شرطة الأنبار اللواء هادي رزيج أن القوات الأمنية والحشد الشعبي ومقاتلي العشائر يحاصرون مسلحي تنظيم داعش داخل مدينة الرمادي من ثلاثة محاور، مشيرًا إلى أن عشائر المحافظة لديها رغبة بأن تكون جزءًا مهمًا وفعّالاً في عمليات التحرير والقضاء على المسلحين ومسك الأرض.
وقال رزيج في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن «القوات الأمنية والحشد الشعبي يحاصرون مسلحي تنظيم داعش الإرهابي في داخل مدينة الرمادي بعد أن أحكمت قواتنا الأمنية فرض طوق خانق وحصار للمدينة من خارجها ثلاثة محاور «الشرقية، والجنوبية، والغربية» وفق خطة وتدابير عسكرية بعد أن تمكنت قواتنا المشتركة وبمساندة فاعلة من قوات الحشد الشعبي من تحرير مناطق جنوب غربي الرمادي، واستعادة السيطرة على مناطق الطاش والحميرة ومباني جامعة الأنبار والتقدم إلى منطقة الكيلو 35 على الخط الدولي السريع؛ مما أتاح لقواتنا فرض حصار كامل على مسلحي تنظيم داعش داخل مدينة الرمادي».
وأضاف رزيج: «إن عشائر الأنبار لديها الإصرار والرغبة بأن يكونوا جزءًا مهمًا ومساهمًا فعّالاً في عمليات تحرير مدينة الرمادي وبقية مدن الأنبار والقضاء على مسلحي تنظيم داعش ومسك الأرض ووضع السواتر لمنع تسلل الدواعش إلى المناطق المحررة، وهذا الإصرار جاء بعد تطوع أبناء عشائر الأنبار في صفوف قوات الحشد الشعبي». وأشار رزيج إلى «عودة أكثر من 1700 ضابط ومنتسب في أجهزة الشرطة ضمن مديرية شرطة الأنبار والتحقوا بقاعدة الحبانية العسكرية من أجل إعادة تنظيمهم وفق الخطط العسكرية والقتالية الجديدة. وأن عدد المنتسبين العائدين في تزايد مستمر».
من جهته، أعلن العقيد حميد الشندوخ أحد كبار الضباط الميدانيين في قيادة شرطة الأنبار عن انهيار واسع لمسلحي تنظيم داعش في داخل مدينة الرمادي مع تضييق الخناق على المدينة من جميع الجهات.
وقال الشندوخ في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن «معلومات استخبارية مؤكدة وصلتنا من داخل مدينة الرمادي، تشير إلى انهيار كبير لعصابات (داعش) الإرهابية، خصوصًا بعد استكمال الاستعدادات الكبيرة للقوات الأمنية والحشد الشعبي لدخول المدينة من المحاور الشرقية والغربية والجنوبية».
وأضاف الشندوخ: «باستمرار وصول التعزيزات العسكرية إلى مناطق محيط الرمادي حيث توجد الآن قوات أمنية كبيرة تعمل حاليًا على تضييق الخناق على العصابات الإرهابية داخل المدينة بانتظار ساعة الصفر وانطلاق عمليات التحرير».
من جانبها، أعلنت قيادة عمليات بابل مشاركة خمسة أفواج بعمليات «لبيك يا عراق» لتحرير مدينة الرمادي من سيطرة مسلحي تنظيم داعش.
وقال قائد عمليات بابل، اللواء رياض الخيكاني، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن «قوات تابعة لقيادة عمليات بابل شاركت بشكل فاعل في تحرير مناطق في جنوب وغرب مدينة الرمادي، وتمكنت من محاصرة مسلحي تنظيم من الجهة الصحراوية ووصلت القوات إلى منطقة الكيلو 35 القريبة من الخط الدولي السريع غرب مدينة الرمادي».
وقال عذال الفهداوي، عضو مجلس محافظة الأنبار لـ«الشرق الأوسط»، إن «القوات المشتركة استطاعت قطع خطوط إمداد مسلحي تنظيم داعش من مدن الموصل والحويجة والقائم والصحراء الغربية المتاخمة للحدود السورية العراقية، وإن وحدات النخبة من قوات الحشد الشعبي تمكنت عبر عمليات نوعية استغرق بعضها عدة ساعات من اختراق خطوط المسلحين والوصول إلى بعض مقراته والقبض على عشرات الإرهابيين ثم تدمير مقراتهم».
وفي سياق متصل، أوضح مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط»، أن «طيران التحالف الدولي وطيران الجيش العراقي والقوة الصاروخية، تواصل بشكل مستمر استهداف أوكار وتجمعات مسلحي تنظيم داعش في مناطق الملعب والصوفية داخل مدينة الرمادي وفي مناطق السجر والصقلاوية شرق المدينة من أجل شل حركة مسلحي التنظيم وتدمير قوتهم، بينما تواصل القوات البرية تقدمها من ثلاثة محاور نحو مركز الرمادي موقعة عشرات القتلى والجرحى بين صفوف المسلحين».
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه: «إن القوات العراقية تتمركز في الحد الفاصل بين محافظتي صلاح الدين والأنبار، واندفعت من جهة الجنوب والشمال، بانتظار قوات أخرى ستأتي من شمال المنطقة لتلتقي لبدء العملية العسكرية الكبرى باتجاه محافظة الأنبار».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.