بان كي مون في اتصال هاتفي بهادي: لا حل عسكريًا في اليمن

إسماعيل ولد الشيخ أحمد يتجه إلى صنعاء ثم الرياض ويلتقي الرئيس اليمني وممثلي الحكومة

بان كي مون في اتصال هاتفي بهادي: لا حل عسكريًا في اليمن
TT

بان كي مون في اتصال هاتفي بهادي: لا حل عسكريًا في اليمن

بان كي مون في اتصال هاتفي بهادي: لا حل عسكريًا في اليمن

أوضح ستيفان دوغريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أن المبعوث الأممي لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد سيتوجه إلى صنعاء نهاية الأسبوع الجاري ثم يتوجه بعدها إلى الرياض لعقد لقاء مع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ومسؤولي الحكومة اليمنية. وشدد المتحدث باسم الأمين العام على أن هدف مشاورات ولد الشيخ أحمد هو دفع كافة الأطراف اليمنية للمجيء إلى مائدة الحوار في أقرب وقت دون شروط مسبقة للتوصل إلى حل سياسي.
وقال دوغريك خلال المؤتمر الصحافي اليومي للأمم المتحدة: «كل يوم يتأخر فيها عقد المشاورات ويتأخر فيها تحقيق هدنة ووقف القتال، فإن مزيدا من المدنيين يموتون بسبب نقص الغذاء والوقود وتدمير البنية التحتية».
وأشار دوغريك إلى الاتصال الهاتفي بين الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، مشيرا إلى أن مون أكد أنه لا يوجد حل عسكري للأزمة في اليمن.
وقال بيان للأمم المتحدة إن الأمين العام بان كي مون أعرب عن قلقه إزاء تصاعد القتال في اليمن، ودعا في اتصال هاتفي مع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي مساء الأربعاء، إلى تكثيف الجهود لتسهيل الحوار بين أطراف المصلحة الوطنية والإقليمية.
وأشار البيان إلى أن الأمين العام بحث خلال المكالمة التليفونية مع الرئيس هادي المستجدات والتطورات المتعلقة بالأزمة اليمنية والجهود التي تبذلها الأمم المتحدة لحل واستعادة الأمن والاستقرار إلى اليمن. وأعرب الأمين العام عن قلقه إزاء تصاعد القتال وتزايد الضربات الجوية منذ انتهاء الوقفة الإنسانية، وشدد على أنه لا يوجد حل عسكري للأزمة في اليمن.
وأوضح الأمين العام في اتصاله الهاتفي مع الرئيس هادي أنه طلب من مبعوثه الخاص لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد مضاعفة الجهود للتشاور مع الحكومة اليمنية والأطراف السياسية ودول المنطقة بهدف عقد المشاورات حول اليمن في جنيف في أقرب وقت ممكن، وأعرب مون عن تقديره لتأكيد الرئيس هادي التزامه بمفاوضات تتوسط فيها الأمم المتحدة.
من جانبه، شدد الرئيس هادي على أهمية استئناف العملية السياسية السلمية، مشددا على ضرورة الاستناد على أسس وبنود المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن، وبصفة خاصة القرار رقم 2216، كما ثمن الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة وجهود المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد.
من ناحية أخرى، حذرت منظمة الصحة العالمية من خطورة الوضع الصحي في اليمن، وأشارت إلى حاجة أكثر من 8 ملايين شخص في اليمن إلى المساعدة الطبية بشكل عاجل. وقالت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية مارغريت تشان إن 8.6 مليون شخص في اليمن في حاجة ماسة للمساعدة الطبية، وهو ما يقرب من ثلث سكان اليمن، وأوضحت أن البنية التحتية للقطاع الصحي في اليمن قد أصيبت بأضرار بالغة يصعب معها توفير الاحتياجات الضرورية للمتضررين من النزاع المسلح في اليمن، وأوضحت أن المستشفيات في مختلف أرجاء اليمن تعاني نقصا في العاملين ونقصا في إمدادات الوقود ونقصا حادا في توافر الأدوية والمعدات الطبية، إضافة إلى انتشار أمراض مثل الملاريا وحمى الضنك والسل وشلل الأطفال والحصبة.
وأشارت مديرة منظمة الصحة إلى أن الأدوية التي تم إرسالها إلى اليمن خلال الهدنة الإنسانية التي استمرت لـ5 أيام قد بلغت 48 طنا، لكنها لم تكن كافية لخدمة كافة الاحتياجات الصحية ووفرت الخدمة لنحو 400 ألف شخص في اليمن فقط وقالت تشأن» ما يقلقنا أن معاناة الناس ستستمر ليس فقط نتيجة الإصابات الناجمة عن الحرب وإنما بسبب عدم استطاعتهم الحصول على العلاج الأساسي.
وقال بيان لمنظمة الصحة العالمية إن الحرب في اليمن التي تدخل أسبوعها العاشر قد نجم عنها مقتل ألفي شخص وإصابة أكثر من 8 آلاف شخص بينهم المئات من النساء والأطفال.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.