سعد المهدي
TT

بيان اتحاد الكرة.. الإجابة عند كمال الشناوي

عبَّر بيان اتحاد الكرة السعودي عن كثير من القلق تجاه التصرفات الإيرانية، في حق الأندية السعودية التي تلعب في إيران ضمن مواجهات دوري أبطال آسيا، ووصفها بغير المقبولة، وناشد الاتحاد الآسيوي ضبطها، كما أشار إلى ما تتعرض له الفرق السعودية من مضايقات وظلم تحكيمي أمام الفرق ذاتها حين تلعب في إيران.
من حق الاتحاد السعودي أن يُصدر مثل هذا البيان، وحسنًا فعل، لكن لماذا هذه المرة؟ قد يقال إنه طفح الكيل، وهذا مقبول، وقد يكون ما فعله تجاوبًا مع نداءات ومناشدات من مسؤولين وجماهير الأندية، وهو بذلك يؤدي دوره الطبيعي، لكن الظلم التحكيمي لا يقع أمام الفرق الإيرانية فقط، أو في ملاعبها حصرًا، ففي الرياض ظلم التحكيم النصر أمام الخويا القطري وجيَّرت الكأس الآسيوية لسيدني الأسترالي أمام الهلال. وأقول ذلك بالمقاييس ذاتها التي تم الاعتماد عليها في توصيف الأخطاء التحكيمية التي حدثت للفريقين في إيران بالظلم وليس بالضرورة أن أتبناها.
الاتحاد السعودي يريد أن يروج لدور رئيسه، أحمد عيد، بعد أن أصبح عضوًا في المكتب التنفيذي الآسيوي، يريد أن يرسل رسالة مفادها، أنه أصبح لدينا صوت. والحقيقة، إننا قرأناها خلاف ذلك؛ حيث كُشف لنا أن الاتحاد لم يكن يقوم بدوره قبل ذلك ولو على شكل بيان كهذا لا يسمن أو يغني من جوع، مع أنه كان يستطيع. والأمر الثاني أنه كشف أن البيان للاستهلاك المحلي، إذ لو كان جادًا لرفع مذكرة احتجاج رسمية مباشرة للاتحاد الآسيوي، كما أن البيان قد أجهز على كل ما حاول اتحاد الكرة أن يضفيه من أهمية وقيمة على المكالمة الهاتفية التي أجراها عيد مع نظيره الإيراني وما تمخض عنها من توافق، بحسب ما أعلن عنه الاتحاد السعودي نفسه.
الممارسات الإيرانية تجاه بعثات الأندية السعودية، تفتقد لأدنى درجات اللباقة والنضج، وتتعارض مع مفاهيم ومبادئ التنافس الرياضي، وخلفيات ذلك لا يجهلها أحد، لكن الجغرافيا تفرض استمرار المواجهات الكروية، ولا بد من عمل مسؤول وجاد مستوفي الشروط النظامية والقانونية لضمان ظروف تنافس عادلة ومتساوية، وهذا ليس دور الأندية، كما لا تضمنه الحملات الصحافية، ولا البيانات الإعلامية لاتحاد الكرة، ولا دغدغة مشاعر الجماهير بوعود، بل يحتاج للتجرد من المصالح الشخصية وإعلاء المصلحة العليا قولاً وفعلاً.
مسؤولية تحقيق هذا الاختراق للوصول لحل نهائي لهذه المشكلة، لا بد أن يتحملها رئيس وأعضاء مجلس إدارة الاتحاد، إلى أن يكملوا فترتهم النظامية، وإن أسقطهم أعضاء الجمعية العمومية في الاجتماع القريب في العاشر من الشهر المقبل، فعلى الجدد تولي الأمر ذاته، فليس من مصلحة الكرة السعودية خلق هاجس جديد يساهم في زيادة الحمل، ويعمق من حالة الإحباط والعجز عن استعادة المجد الكروي الآسيوي، وحتى لا تتسع الهوة التنافسية أكثر، وننشغل في كل مرة عن اللعب والفوز بكيف ندخل الملعب ونخرج منه سالمين.
في بيان الاتحاد السعودي، طرح أكثر من سؤال ونقطة استفسار برسم إجابة الآسيوي عليها، تقريبًا هي الأسئلة ذاتها ونقاط الاستفسار التي طرحها ويطرحها كثيرون على الاتحاد السعودي نفسه ولم يجدوا الإجابة؛ أخطاء التحكيم، وانضباطية المدرج والملعب، ونزاهة المباريات، وعمل اللجان الفضائية.... كمال الشناوي الذي كان يؤدي دور وزير الداخلية في فيلم «الإرهاب والكباب» حين سأله أحد ضباطه في موقع الحدث إن كان عليهم تحرير الرهائن المحتجزين في مجمع التحرير، رد عليه بحنق «ما ننقذ نفسينا في الأول».