** روني مارا: «كارول» أهم دراما مثلتها إلى اليوم
* ما الذي جذبك إلى مشروع فيلم «كارول»؟
- عدّة أشياء. منذ أن بدأت العمل ممثلة وأنا أحرص على أن أجد الأدوار الدرامية التي تتعامل مع مواضيع إنسانية. لم أحظ بالكثير منها في الآونة الأخيرة، لذلك عندما أبلغني المخرج تود هاينز أنه سيبعث لي بهذا السيناريو سعدت كثيرًا للمناسبة. في رأيي أن هذا الفيلم هو أهم دراما مثلتها إلى اليوم.
* هل ذكر لك مسبقًا ما سيكون عليه الدور؟
- لا، لكنه قال لي إنه دور خاص. لم أدرِ ما الذي قصده بذلك حتى قرأت السيناريو وأعجبني كثيرًا. أعجبني أنه يدور في الخمسينات، وهي فترة لم أعشها لكني شاهدت أفلاما هوليوودية كثيرة دارت حولها، ووجدت الفيلم مناسبة لكي أدخل تلك الفترة التي كانت فيها أميركا ما زالت محافظة.
* الدور بطبيعة الحال ينص على علاقة عاطفية بينك وبين كايت بلانشت ولو مستترة معظم الوقت. هل أثار الموضوع اهتمامك من هذه الناحية؟
- طبعًا. ليس هناك الكثير من الأفلام التي تقدّم هذا الوضع. ليس في أميركا على الأقل. الموضوع كان دافعًا آخر لكي أقبل بطولة الفيلم بنصّه وحسب رؤية المخرج له.
* عمومًا في أعمالك، هل تفصلين نفسك عن الشخصية عندما لا تقفين أمام الكاميرا أم أنك تعيشين الشخصية حتى نهاية التصوير؟
- أستطيع أن أدخل وأخرج من الشخصية التي أقوم بها في أي فيلم بسهولة. بالطبع أنت كممثل بحاجة إلى أن ترتاح منها. لا تستطيع أن تحملها معك حال انتهاء عملك كل يوم. ما أحافظ عليه هو الاستعداد لليوم التالي. أعيد قراءته وأحاول الإجابة عن أسئلة حول كيف من الأفضل لي أن أمثل المشهد المقبل.
* ماذا عن تود هاينز؟ كيف يعامل الممثل؟ هل يعطيه الكثير من الإرشادات؟
- كنا جميعًا، كممثلين، نلتقي قبل التصوير صباح كل يوم ونستمع له. هو مخرج ذكي ويعرف ما يريد، لكنه لن يتدخل في توجيه الممثل إلا في الحالات الضرورية.
** تود هاينز: أنا مخرج أحب أن أنتقي ما أضع عليه اسمي
* قرأت أن مشروع فيلم «كارول» كُتب منذ سنوات كثيرة قبل أن يصل إليك. متى علمت به؟
- سمعت بالمشروع بالصدفة البحتة. لم يكن لدي أي علم به أو بتاريخه. عرفت من المنتجة كريستين فاشون التي علمت به من صديقة لها. أول ما سمعت به تحمّست وفكّرت أن هذا الفيلم يجب أن يتقدّم مشاريعي الأخرى.
* لكنك أمضيت بضع سنوات من دون فيلم من إخراجك. ما سبب الابتعاد أساسًا؟
- آخر فيلم أخرجته كان «أنا لست هنا» قبل ثماني سنوات…
* مع كايت بلانشيت في البطولة أيضًا…
- صحيح. أنا مخرج أحب أن أنتقي ما أضع عليه اسمي. كأي مخرج آخر أجد نفسي أمام الكثير من المشاريع، لكن معظمها لا يستهويني. ليس فيه الشيء الخاص الذي من أجله أنا مخرج. هل تعلم ما أقصد؟ السينما عندي علاقة محددة بين مخرج يختار ما يناسبه وأفلام عليها أن تعكس اهتماماته. طبعًا هناك مخرجون كثيرون يعملون بحسابات مختلفة. هذا شأنهم. لن أتحدث عنهم.
* هل اخترت كايت بلانشيت للبطولة هنا لأنها مثلت معك في الفيلم السابق ولأنك معجب بتمثيلها؟
- هي سبقتني إلى المشروع. عندما بلغني أمر هذا الفيلم علمت أيضا أن بلانشيت مرتبطة به وتريد تحقيقه.
* هو أيضا فيلم مأخوذ عن رواية لباتريشا هايسميث التي لمّحت في أكثر من عمل لها بعلاقات مثلية. ما التغييرات التي أجريتها على الرواية الأصلية؟
- أبقينا على الحكاية كما ترد، وحذفت بعض الفصول التي تحسن هايسميث كتابتها، لكنها لم تكتب للسينما بل للأدب، ما يجعل المخرج أكثر تحررًا في اختياره. لكن لكي أجيبك عن هذا السؤال على نحو أفضل، عليك أن تقرأ الرواية وتقارنها بالفيلم بنفسك.
* طبعًا.
- ما وجدته مثيرًا في هذه الناحية أن هايسميث كتبت وعرفت برواياتها الجنائية، لكن روايتها هذه، التي حملت عنوان «سعر الملح» كانت الوحيدة لها التي دارت بعيدًا عن الجريمة. وهي حافلة بالمشاعر. هي رواية عن الحب وليست عن العلاقة المثلية. هذا مهم حتى حين النظر إلى الفيلم.
* أنت معجب كبير بأفلام دوغلاس سيرك، كما سبق لك القول. لماذا؟
- لأنه مخرج يستحق الإعجاب. تستطيع أن ترى أفلامه الاجتماعية على أكثر من نحو. تحفل بالبحث عن معايير في الحياة الاجتماعية وفي الشخصيات في فترة كانت حرجة؛ لأن الحرب العالمية انتهت والحرب الباردة بدأت، وأميركا - آيزنهاور كانت في موقف دفاع ضد ما اعتقدته خطر انتشار الشيوعية. سيرك بحث في المكوّنات في تلك الفترة وأمل أن أكون أنا أيضا باحثا جيّدا مثله.
** مايكل كين: أمضيت عقودًا كثيرة ممثلاً ولا أرى نفسي متقاعدًا
* آخر مرة تجالسنا فيها كانت في يوليو (تموز) سنة 2012 بمناسبة فيلم «صعود الفارس الداكن» الذي كان ثالث مرّة تؤدي فيها دور المشرف على أعمال «باتمان»… ما الذي حدث منذ ذلك الحين؟
- آمل أن لا تكون بصدد التفاصيل (يضحك).
* ليس لدينا الوقت الكافي لذلك… ما قصدته هو الإشارة إلى أعمالك الأخرى منذ ذلك الفيلم وحتى فيلمك الحالي «شباب».
- لكن هذا هو حديث يطول أيضًا. أنا محظوظ أنني ما زلت أستلم عروض التمثيل والكثير منها في الواقع. لا بد شاهدت «حب أخير» و«بين النجوم» و«كينغزمان». كلها تقع بين هذين الفيلمين اللذين ذكرتهما.
* لم أشاهد «حب أخير» لكني شاهدت بالطبع باقي أفلامك الستة الفاصلة. والجميل في كل ذلك أنك ما زلت تستلم أدوارًا كثيرة وفي أفلام مهمّة. هل تعتقد أن هذا له علاقة بنضجك ممثلا أو هو فعل تلقائي من قِبل المخرجين لأنهم يحبون العمل معك؟
- ربما من كل هذه الأسباب. أمضيت عقودًا في التمثيل ولا أرى نفسي متقاعدًا. ليس بعد. لكن ما أحاول التأكد منه هو أنني سأسلّم المخرج والفيلم والجمهور ما يبقيني عند حسن ظنونهم. لا بد أن يكون في اختياري التبرير الكامل للسؤال الذي قد يطرحه البعض: لماذا أنا ما زلت في هذا «البزنس». هذا يعني شروطًا خاصة بي تجعلني أقبل أو لا أقبل ما يعرض علي من أعمال.
* «شباب»، من ناحية أخرى، يبدو قمّة ما يبحث عنه ممثل من جيلك (82 سنة).
- صحيح تمامًا. هذا فيلم له قضية محسوسة وخاصة تتعامل مع شخصيتين؛ واحد موسيقي أقوم به وآخر لمخرج وهو الدور الذي يقوم به زميلي هارفي (كايتل). حين جلست وباولو (سورنتينو، المخرج) وتباحثت معه في الدور، أعجبني وضوح رؤيته. خرجت من اجتماعي الأول معه والصورة واضحة. لماذا هذا الفيلم؟ ما الذي يعنيه له؟ ما الذي قد يعنيه لي؟ هل لاحظت تلك الرؤية الجميلة التي يحيكها حول الفنان في هذا العصر؟
* طبعًا…
- إنها رؤية رائعة وجميلة. هذا ما يجعلني أشعر بسعادة كبيرة أنني كنت جزءًا من هذا العمل.
* ما هي قمم أعمالك في المهنة التي مارستها منذ منتصف الخمسينات عندما بدأت التمثيل؟
- تعود إلى الأسئلة التي تحتاج ليوم من الشرح (يضحك).
* هذا لأن تاريخك مليء بالأعمال الجيدة.
- أشكرك. لقد نلت أوسكارين ووسام فروسية ولا أعتقد أنك تستطيع أن تتجاوز هاتين القمّتين. على الصعيد الشخصي عندي ثلاثة أحفاد وهذا أفضل من كل شيء.
* هناك شيء رائع حيال حقيقة أن الممثل الذي بدأ العمل قبل عقود لا يزال قادرًا على استحواذ أدوار أولى…
- أنت قلتها. شيء رائع بالفعل وفي أفلام ناجحة فنيًا مثل «شباب». لا أدري إذا ما كان سيفوز بالسعفة، ولم أر أفلاما كثيرة هنا، لكني آمل ذلك له.
* ماذا لو فزت أنت بجائزة أفضل ممثل؟
- هذا أيضا شيء رائع يا عزيزي...