قالت القوات العراقية إنها أحبطت محاولة ثالثة لتنظيم داعش لاختراق خطوطها الدفاعية شرق مدينة الرمادي بمحافظة الأنبار الليلة قبل الماضية.
وتبادلت الشرطة والمقاتلون السنة الموالون للحكومة قذائف المورتر ونيران القناصة مع المتشددين على طول خط المواجهة الجديد في حصيبة الشرقية التي تقع تقريبا في منتصف الطريق بين الرمادي وقاعدة الحبانية حيث يتم الإعداد لهجوم مضاد لاستعادة المدينة.
وسقطت الرمادي في أيدي تنظيم داعش يوم الأحد في أكبر انتكاسة لقوات الأمن العراقية في نحو عام، مما أثار التساؤلات حول استراتيجية التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لإضعاف التنظيم المتشدد وتدميره.
ويسعى المتشددون الآن إلى تعزيز مكاسبهم في محافظة الأنبار من خلال محاولة التقدم شرقا صوب قاعدة الحبانية (30 كم شرق مدينة الرمادي)، حيث تتجمع قوات الأمن العراقية وقوات الحشد الشعبي الشيعية.
وقال الرائد خالد الفهداوي من الشرطة «يحاول (داعش) باستماتة اختراق دفاعاتنا، لكن هذا من المستحيل حاليا». وأضاف «استوعبنا الصدمة ووصلت المزيد من التعزيزات للجبهة. حاولوا خلال الليل اختراق دفاعاتنا لكنهم فشلوا. طائرات الهليكوبتر العسكرية كانت في انتظارهم».
والحبانية واحد من الجيوب القليلة المتبقية تحت سيطرة الحكومة في الأنبار، وتقع بين الرمادي والفلوجة التي يسيطر عليها تنظيم داعش منذ أكثر من عام.
ويقول مسؤولون محليون إن مسلحي «داعش» يريدون ضم المدينتين واجتياح ما تبقى من المعاقل الحكومية الواقعة على طول نهر الفرات والحدود مع الأردن والسعودية.
وحسب سكان محليين في مدينة الرمادي فإن تنظيم داعش شرع في إقامة حواجز وزرع ألغام بعد استكمال السيطرة على المدينة التي استولى عليها. ونقل عن عدد من سكان الرمادي لمراسل «الشرق الأوسط» قولهم إن «عناصر تنظيم داعش يفتشون الدور بحثا عن أي مؤيدين للحكومة، وقد وجدوا العشرات منهم وتم إعدامهم وألقوا بجثثهم في نهر الفرات».
ويصف سكان مدينة الرمادي الحياة داخل المدينة بـ«المرعبة»، وقالوا إن «شوارع المدينة وأحياءها السكنية باتت مهجورة، بينما لا يخرج السكان المتبقون من دورهم إلا لفترات قصيرة للبحث عن طعام».
وذكر سكان في منطقة الجمعية وسط مدينة الرمادي لـ«الشرق الأوسط» أن عناصر من تنظيم داعش يستقلون آلات ثقيلة ويقومون بنقل جدران كونكريتة من مواقع لها في شوارع المدينة وحول المباني الحكومية، وكذلك إزالة حواجز ترابية كانت قد أقامتها القوات الأمنية الحكومية قبل سيطرة مسلحي تنظيم داعش على المدينة ومن ثم إعادة وضعها في محيط المدينة بغية استخدامها في التصدي لهجمات محتملة ووشيكة للقوات العراقية.
وقال دلف الكبيسي، قائمقام قضاء الرمادي، لـ«الشرق الأوسط»، إن «مجرمي (داعش) يحاولون يائسين كسب تعاطف الناس في مدينة الرمادي وإيهامهم بأنهم الآن يعيشون في ظل السلام والحرية، بينما اقترف مسلحوهم مجزرة في اليوم الأول من دخولهم لمدينة الرمادي بإعدام أكثر من 150 منتسبا لجهاز الشرطة وقعوا أسرى بيد التنظيم الإرهابي وتوالت بعد ذلك سلسلة الجرائم».
وأضاف الكبيسي «الأنباء تصلنا بشكل يومي من داخل المدينة بأن مسلحي التنظيم يفتشون بين الأهالي المحاصرين عن مطلوبين لديهم في مناطق الثيّلة والجمعية والحوز والعزيزية وسط مدينة الرمادي، ويقومون بإعدام كل من ينتسب لجهاز الشرطة أو لقوات الجيش أو المتطوعين في صفوف العشائر والصحوات، وقد وصل عدد الشهداء الذين تم إعدامهم على يد مجرمي التنظيم لأكثر من 500 شخص بينهم أطفال ونساء، وكذلك قام مسلحو التنظيم بإخراج العشرات من الإرهابيين الذين كانوا في السجون بعد اجتياح مدينة الرمادي».
وأشار الكبيسي إلى «وجود أكثر من 250 عائلة محاصرة داخل مدينة الرمادي لم تتمكن من الخروج بعد أن أصبحت مناطقهم تحت سيطرة المسلحين متخذين منهم دروعا بشرية في حالة هجوم القوات الأمنية على مواقع المسلحين».
وبينما وصفت الأمم المتحدة سيطرة التنظيم على مدينة الرمادي بأنها أكبر انتكاسة للحكومة العراقية منذ سيطرته منتصف عام 2014 على مدينة الموصل، حذرت من وقوع كارثة إنسانية بعدما فرَّ الآلاف من سكان الرمادي من المدينة المحتلة من قبل مسلحي تنظيم داعش.
وتقول المنظمة الدولية إن نحو 25 ألفا من سكان الرمادي قد نزحوا عنها بالفعل في الأيام الأخيرة علاوة على الآلاف الذين نزحوا من المنطقة في السابق والذين ينام كثيرون منهم في العراء.
وتقول الأمم المتحدة إنها تحاول أن توفر متطلبات المعيشة للنازحين، لكنها تشكو من شح الموارد المالية ونفاد مواد الإغاثة تقريبا.
7:49 دقيقة
القوات العراقية تصد هجمات تنظيم داعش باتجاه قاعدة الحبانية
https://aawsat.com/home/article/366261/%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82%D9%8A%D8%A9-%D8%AA%D8%B5%D8%AF-%D9%87%D8%AC%D9%85%D8%A7%D8%AA-%D8%AA%D9%86%D8%B8%D9%8A%D9%85-%D8%AF%D8%A7%D8%B9%D8%B4-%D8%A8%D8%A7%D8%AA%D8%AC%D8%A7%D9%87-%D9%82%D8%A7%D8%B9%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A8%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9
القوات العراقية تصد هجمات تنظيم داعش باتجاه قاعدة الحبانية
أهالي الرمادي يصفونها بـ«مدينة الأشباح».. والحياة فيها «مرعبة»
- الأنبار: مناف العبيدي
- الأنبار: مناف العبيدي
القوات العراقية تصد هجمات تنظيم داعش باتجاه قاعدة الحبانية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة