السودان يشن هجومًا عنيفًا على المجتمع الدولي.. ويتهمه بالتواطؤ مع الحركات المسلحة

وزير العدل أوضح أن فرض الحصار الاقتصادي على البلاد أثر سلبًا على حياة المواطنين

السودان يشن هجومًا عنيفًا على المجتمع الدولي.. ويتهمه بالتواطؤ مع الحركات المسلحة
TT

السودان يشن هجومًا عنيفًا على المجتمع الدولي.. ويتهمه بالتواطؤ مع الحركات المسلحة

السودان يشن هجومًا عنيفًا على المجتمع الدولي.. ويتهمه بالتواطؤ مع الحركات المسلحة

شنت وزارة العدل السودانية هجومًا عنيفًا على المجتمع الدولي، واتهمته بالتواطؤ مع الحركات المسلحة، وعدم الإيفاء بالتزاماته بتقديم المساعدات والدعم الفني للنهوض بمجال حقوق الإنسان، وبفرض حصار اقتصادي انعكس بشكل سلبي على حياة مواطنيه.
وقال وزير العدل السوداني، محمد بشارة دوسة، في تصريحات، عقب استقباله أرستيد ننوسي، الخبير المستقل لحقوق الإنسان، إن المجتمع الدولي لم يسع إلى وقف الحرب عن طريق ممارسة الضغوط على الحركات المسلحة، ولم يلتزم بتعهداته بتقديم مساعدات ودعم فني للسودان من أجل رفع قدراته في مجال حقوق الإنسان، فضلاً عن فرضه حصارًا اقتصاديًا قاسيًا أثر سلبًا على حياة المواطنين.
والتقى دوسة، أمس، مع ننوسي، كأول مسؤول سوداني يلتقيه خلال زيارته للبلاد التي ستستغرق عشرة أيام، وطالبه أن يتبنى أسلوبًا مختلفًا عن أساليب الخبراء المستقلين الذي سبقوه، وأن يدفع المجتمع الدولي إلى تقديم العون الفني وبناء القدرات لتعزيز أوضاع حقوق الإنسان في السودان، بما يتوافق مع توصيات الخبير المستقل السابق، مسعود بادرين.
وتعهد الوزير دوسة بأن تتعاون حكومته مع آليات الأمم المتحدة كافة، مبديًا استعدادها للالتزام بالمواثيق الدولية، وأن تحرص وزارته على تعزيز وحماية حقوق الإنسان، وفقًا للدستور والقانون، وأن تتقيد أيضا بتقديم النصح والمشورة لأجهزة الدولة لتلتزم بالقانون. وقال بهذا الصدد إن السودان يحرص على تعزيز حقوق الإنسان، استنادًا إلى مرجعياته النابعة من الشريعة الإسلامية وتقاليد وقيم شعب السودان، وعلى هدى الدستور الانتقالي لعام 2005، مضيفًا أن السودان يلتزم بالمواثيق والاتفاقيات الدولية التي صادق عليها، والقرارات الدولية والإقليمية، بما في ذلك قرارات مجلس حقوق الإنسان.
ونوه دوسة إلى ما أسماه التزام السودان بمكافحة ظاهرة الاتجار بالبشر، وسنه العام الماضي قوانين وتشريعات لمكافحتها، إلى جانب تشريع قوانين مكافحة العنف ضد النساء والأطفال للحد من ظاهرة الاغتصاب. كما أشار الوزير السوداني إلى ارتباط قضايا حقوق الإنسان بالقضايا السياسية، وأكد بهذا الخصوص أن «التحول الديمقراطي الذي يشهده السودان فيما يخص تكوين الأحزاب السياسية وحرية النشر والتعبير، تجسد في الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي شهدها السودان أخيرًا».
واستهل الخبير المستقل (من دولة بنين) لقاءاته مع المسؤولين السودانيين، بوزير العدل، رئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، ووفقًا لبرنامج الزيارة المعلن، فإنه من المتوقع أن يعقد الخبير اجتماعات مع مسؤولين في الخارجية السودانية، والمفوضية القومية لحقوق الإنسان، ومنظمات ومؤسسات المجتمع المدني، ووزارات الصحة والتعليم والرعاية الاجتماعية، بالإضافة إلى مفوضية العون الإنساني واتحاد المحامين، كما سيزور ولايتي شمال وجنوب دارفور للوقوف على أوضاع حقوق الإنسان في مدن نيالا والفاشر وكاس؛ حواضر الإقليم المضطرب.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».