حسم يوفنتوس الإيطالي الفصل الأول من موقعته مع ريـال مدريد الإسباني حامل اللقب بالفوز عليه 2 - 1 مساء أمس في تورينو في ذهاب الدور نصف النهائي من مسابقة دوري ابطال أوروبا لكرة القدم، الئي يستكمل اليوم بمواجهة قمة بين برشلونة الإسباني وبايرن ميونيخ الألماني.
ويدين يوفنتوس بفوزه إلى الأرجنتيني كارلوس تيفيز الذي سجل هدف الأفضلية من ركلة جزاء في الدقيقة 58 وذلك بعد أن افتتح فريقه التسجيل في الدقيقة 9 عبر مهاجم ريـال السابق الإسباني الفارو موراتا قبل أن يدرك حامل اللقب التعادل في الدقيقة 27 عبر نجمه البرتغالي كريستيانو رونالدو.
ويأمل فريق المدرب ماسيميليانو اليغري ان يكون هذا الفوز مفتاح بلوغه النهائي للمرة الأولى منذ 2003 حين تخطى ريـال بالذات في دور الأربعة قبل أن يخسر النهائي بركلات الترجيح امام مواطنه ميلان الذي كان يشرف عليه مدربه السابق ومدرب ريـال الحالي كارلو انشيلوتي، لكن المهمة لن تكون سهلة في «سانتياغو برنابيو» امام فريق يسعى لبلوغ النهائي للمرة الرابعة عشرة في تاريخه ويطمح في ان يصبح أول فريق يحتفظ بلقبه في الحقبة الحديثة من دوري الابطال.
ومن البديهي ان تعيد المواجهة بين الفريقين ذكرى نهائي المسابقة عام 1998 عندما خرج ريـال مدريد فائزا بهدف يتيم لليوغوسلافي بردراغ مياتوفيتش في امستردام، محرزا أول لقب له منذ 1966 قبل أن يصل في 2014 إلى لقبه العاشر.
* برشلونة يواجه البايرن
يعود جوسيب غوارديولا، مدرب بايرن ميونيخ الألماني، لأول مرة لمواجهة فريقه السابق برشلونة الإسباني في أرضه، في قمة ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم اليوم على ملعب كامب نو.
وقاد غوارديولا (44 عاما)، أنجح مدرب في تاريخ الفريق الكتالوني، برشلونة إلى 14 لقبا في أربعة مواسم بين 2008 و2012، بينها دوري الأبطال في 2009 و2011، وقبلها نجما في خط وسطه عندما أحرز اللقب القاري في 1992، لكن غوارديولا يعود إلى المعلم الضخم على البحر المتوسط في مباراة الذهاب خصما هذه المرة مع بايرن ميونيخ المتوج بلقب بطولة ألمانيا في قمة منتظرة.
وسيقف المدرب العنيد أمام رفيقه السابقة وصديقه لويس إنريكي (44 عاما)، مدرب برشلونة الحالي، ومجموعة من اللاعبين أسهم في تألقهم، أمثال الأرجنتيني ليونيل ميسي وأندريس إنييستا وتشافي وبوسكيتس وجيرارد بيكيه وبيدرو رودريغيز.
ويعيش برشلونة حاليا فترة تألق رائعة، إذ فاز 26 مرة في آخر 28 مباراة في مختلف المسابقات، كما لم يخسر في آخر 16 مباراة، ويبدو جاهزا لتحقيق ثلاثية دوري الأبطال والدوري المحلي وكأس الملك، على غرار الموسم الأول من فترة تدريب غوارديولا.
ويأمل برشلونة في الثأر من الفريق البافاري الذي سحقه في نصف نهائي 2013 ذهابا برباعية نظيفة وإيابا في برشلونة 3/صفر، عندما كان الراحل تيتو فيلانوفا، مساعد غوارديولا السابق، يشرف على الفريق الكتالوني، في أقصى خسارة أوروبية له.
وأحرز برشلونة اللقب 4 مرات أعوام 1992 و2006 و2009 و2011، وحل ثانيا في 1961 و1986 و1994، فيما توج بايرن خمس مرات بين 1974 و1976 و2001 و2013، وحل وصيفا في 1982 و1987 و1999 و2010 و2012. ويخوض برشلونة نصف النهائي للمرة الحادية عشرة في تاريخه والسابعة في آخر 8 مواسم، وبايرن للمرة الرابعة على التوالي والتاسعة في تاريخه.
وضمن بايرن ميونيخ بطاقته لنصف النهائي باكتساحه ضيفه بورتو البرتغالي 1/6 بعد أن خسر أمامه ذهابا 3/1، فيما جدد برشلونة تفوقه على باريس سان جيرمان الفرنسي بالفوز عليه 2/صفر بعد أن تغلب عليه ذهابا في معقله 1/3.
تاريخيا، التقى الفريقان في نصف كأس الاتحاد الأوروبي 1996، فتعادلا ذهابا 2/2 في ميونيخ وفاز بايرن 1/2 إيابا، وفي دور المجموعات في دوري أبطال أوروبا 1999 ففاز بايرن ذهابا 1/صفر على أرضه و1/2 إيابا خارج أرضه، لكن برشلونة رد في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا 2009 بفوزه 4/صفر ذهابا على أرضه قبل أن يتعادلا إيابا 1/1.
ويعول برشلونة على جوهرته ميسي أفضل لاعب في العالم أربع مرات وصاحب 51 هدفا هذا الموسم، والمهاجم البرازيلي نيمار صاحب ثلاثة أهداف في ربع النهائي، والأوروغواياني لويس سواريز الذي فتحت شهيته التهديفية، إضافة لإنييستا الذي أظهر مجددا قيمته بالمجهود الفردي الرائع الذي قام به قبل أن يمرر كرة الهدف الأول لفريقه في مواجهة باريس سان جيرمان الفرنسي في ربع النهائي. ويقول لاعب الوسط إنييستا: «هناك علاقة جيدة في ما بيننا نحن اللاعبين، لأننا نعرف بعضنا منذ فترة طويلة. قطعنا الكثير من المراحل معا، وسيكون الفوز مميزا من أجل الجميع». وأضاف إنييستا: «هذه المباراة تكون ضاغطة، نظرا لما قد تجلبه إليك، ولبعدها خطوة واحدة عن النهائي».
وسجل ثلاثي «إم إس إن» (ميسي وسواريز ونيمار) هذا الموسم 108 أهداف في مختلف المسابقات، وسحق برشلونة خيتافي 6/صفر وقرطبة 8/صفر في آخر مباراتين من الدوري، حيث يتقدم على غريمه التاريخي ريـال مدريد بفارق نقطتين، واقترب من لقبه الثالث والعشرين في الليغا، فيما خسر بايرن أمام باير ليفركوزن صفر/2 بتشكيلة احتياطية في البوندزليغا الذي كان قد ضمن لقبه للمرة الخامسة والعشرين في تاريخه.
وسيفتقد برشلونة اليوم جهود مدافعه الفرنسي جيريمي ماتيو بعد إصابته في قدمه اليمنى. وعانى ماتيو (31 عاما)، من آلام مشابهة في وتر أخيل مطلع الموسم، قبل العودة وتقديم مستويات مبهرة مع برشلونة، خصوصا بهدفه في مرمى ريـال مدريد (1/2) ضمن الدوري نهاية مارس (آذار) الماضي. وفي ظل غياب ماتيو سينحصر خيار المدرب لويس إنريكي دفاعيا في الثنائي جيرارد بيكيه والأرجنتيني خافيير ماسكيرانو.
وصحيح أن بايرن خسر ثلاث مرات فقط في الدوري المحلي، لكنه سقط أربع مرات في آخر عشر مباريات في مختلف المسابقات.
وعلى غرار عودة غوارديولا، يعيش لاعب وسط بايرن وبرشلونة السابق الإسباني تياغو الكانتارا تجربة مماثلة لكنها تحمل تأثيرات عاطفية أكبر في طياتها، إذ قد يواجه شقيقه الأصغر رافينيا على أرض الملعب.
ومن جهة بايرن، يعاني غوارديولا من غيابات نجميه الكبيرين الهولندي آريين روبن والفرنسي فرانك ريبيري بالإضافة إلى الظهير النمساوي ديفيد ألابا والمدافع هولغر بادشتوبر بسبب الإصابة، لكن لاعب وسطه توماس مولر، صاحب ثلاثة أهداف في ربع نهائي 2013، يأمل استعادة نتائج الفريق البافاري الجيدة، ويقول: «كانت تجربة رائعة (2013).. لعبنا بشكل جيد آنذاك، وأنا متأكد من خوضي المباراة بشعور إيجابي». وتابع مولر: «مدربنا يعرف فريقهم أكثر من أي شخص آخر. سيمنحنا وصفة النجاح والباقي علينا نحن اللاعبين».
ويبدو مهاجم بايرن البولندي روبرت ليفاندوفسكي، أفضل هداف في صفوفه هذا الموسم (23 هدفا في مختلف المسابقات) جاهزا للعب مع قناع على وجهه بعد تعرضه لكسر في أنفه ووجنته خلال الخسارة أمام بروسيا دورتموند بركلات الترجيح في نصف نهائي كأس ألمانيا. وقال زميله المدافع جيروم بواتينغ: «أعطى روبرت انطباعا جيدا جدا في التمارين على الرغم من ارتدائه القناع.. ليس خائفا وهو شجاع».
من جهته قال ليفاندوفسكي: «الأمور على ما يرام. يجب معرفة ما إذا كان يمكنني اللعب أم لا، لكني لا أشعر بخوف وجاهز للتحدي المقبل».
وكان ليفاندوفسكي (26 عاما) انضم لبايرن قادما من دورتموند قبل بداية الموسم الحالي وتألق بشدة في الأسابيع الأخيرة. وسجل مهاجم منتخب بولندا تسعة أهداف في آخر 11 مباراة مع بايرن الذي ضمن الاحتفاظ بلقب الدوري الألماني الأسبوع الماضي. وقال توماس مولر زميل ليفاندوفسكي في بايرن: «حالته جيدة جدا ولا يبدو متأثرا بالإصابة».
ويرى لاعب وسط بايرن الإسباني خافي مارتينيز العائد بعد شهر من الإصابة أن فريقه سيواجه اختبارا غاية في الصعوبة، وقال: «برشلونة أقوى فريق في العالم، لكني مقتنع بفريقي. لسنا خائفين وقلبنا كبير».
وعلى غرار ما قام به في نهائي كأس العالم يريد حارس مرمى بايرن مانويل نوير حرمان ميسي من التسجيل.. وقال: «لدي احترام كبير لميسي ولكل ما حققه. هو شخص متواضع كثيرا. لكن من المهم إظهار سلطتنا عندما نتواجه وأن نظهر له من هو القائد. قمت بالشيء نفسه في نهائي كأس العالم وجرت الأمور بشكل جيد. مواجهة برشلونة هي نهائي قبل النهائي، ونهدف للوصول إلى نهائي برلين».