«المعركة ضد كارثة العنصرية والتمييز لم تحسم بعد»، بهذه الكلمات تحدث السويسري جوزيف سيب بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) أمام الجمعية العمومية للاتحاد الأفريقي مطلع الشهر الحالي واصفا العنصرية بالكارثة وإيقافها بالمعركة، مما يشير إلى الجدية في الحرب عليها والحد منها بصورة كبيرة، مطالبا بذات الوقت بإيقاع عقوبات مشددة بحق المتجاوزين.
حديث الرئيس الحالي للفيفا عن العنصرية يترجمه في الواقع ما يحدث في ملاعب كرة القدم حول العالم من انتشار متزايد للعنصرية دون أن تحسم هذه المعركة رغم وجود العقوبات الصارمة والقوانين الرادعة، إلا أن التمييز العنصري ما زال يطل بوجهه بصورة كبيرة كما يحدث في إيطاليا.
وسبق لبلاتر أن قدم مقترحا يطالب فيه مسؤولي اتحادات كرة القدم حول العالم بتطبيق عقوبة خصم النقاط وتطبيق عقوبة الهبوط، مشيرا إلى أن الشجاعة في اتخاذ هذا النوع من العقوبات سيؤدي إلى القضاء على التمييز والعنصرية، واصفا أن عقوبات الغرامات المادية وإغلاق الملاعب باتت عقوبات غير كافية للقضاء على العنصرية في الملاعب.
أمام هذه الجدية من قبل اتحاد كرة القدم الدولي (فيفا) لا تزال جهود محاربة العنصرية في الملاعب السعودية ضعيفة وبعيدة عن إقرار قوانين صارمة وعقوبة مشددة، بل ربما أن العنصرية لا تزال بعيدة عن وجود أي تصنيف لها ولأنواعها في لائحة العقوبات التابعة للجنة الانضباط في الاتحاد السعودي لكرة القدم.
وتعاقب لجنة الانضباط في الاتحاد السعودي لكرة القدم بين الفينة والأخرى بعض المدرجات بسبب الهتافات العنصرية حيث تتنوع العقوبة بين الغرامة المالية أو نقل المباراة والأخيرة تحدث بصورة قليلة حيث تبدو أغلب عقوبات لجنة الانضباط بهذا الجانب هي الغرامة المالية.
وتتنوع التصنيفات العنصرية بصورة عامة إلى عرقية ومذهبية وطائفية وجنسية إضافة لأي نوع يتم خلاله التمييز الدوني لفئة على غيرها ويتم نبذها على أساس ذلك التمييز الذي يظل محط رفض في كافة دول العالم وتحاربه المنظمات والهيئات الإنسانية والحقوقية المهتمة بهذا الشأن.
ووسط غياب القوانين الصارمة من قبل اللجان الرسمية في اتحاد كرة القدم السعودي لا تزال إدارات الأندية السعودية تسير بذات الركب حينما تبرر تصرفات جماهيرها على سبيل المثال دون وجود لأي نبذ ورفض لها واتخاذ عقوبات بحق مرتكبي هذه التجاوزات العنصرية.
وعاقبت إدارة نادي تشيلسي الإنجليزي مؤخرا خمسة مشجعين بمنعهم من دخول ملعب النادي بعدما قاموا بتصرفات عنصرية في محطة القطار ضد مشجع فرنسي ذي بشرة سوداء حيث قامت إدارة النادي بالتعرف عليهم عبر مقطع فيديو تم تصويره من قبل أحد المشجعين ونشره في مواقع التواصل الاجتماعي لتصدر قرارا بمنعهم من دخول ملعب النادي، هذا القرار الصادر من إدارة النادي رافقه استهجان واستنكار من منسوبي النادي أبرزهم البرتغالي مورينهو مدرب الفريق الذي رفض هذا التصرف بشدة وانتقد سلوكيات المشجعين الذين قاموا بهذا الفعل.
وتختلف الممارسات العنصرية في ملاعب كرة القدم حول العالم إلا أن الأبرز منها هو التمييز العرقي الذي يطل بوجهه بكثرة في الملاعب السعودية أو حتى في ملاعب كرة القدم حول العالم وأبرزها إيطاليا التي ما زال المشجعون فيها يطلقون هتافاتهم ضد لاعبين من ذوي البشرة السوداء كان أبرزهم الإيطالي ماريو بالوتيللي مهاجم ليفربول الإنجليزي الذي سبق له تمثيل قطبي العاصمة إنتر وميلان الإيطاليين وواجه هجوما عنصريا كبيرا حتى أثناء تمثيله للمنتخب الإيطالي.
وما زال تصرف لاعب ميلان الإيطالي السابق برنس بواتينغ الذي يلعب لشالكه الألماني حاليا هو الأبرز في محاربة العنصرية وذلك عندما تعرض لهتافات عنصرية وبعض زملائه في الفريق قام بركل الكرة تجاه المدرجات وودع ملعب المباراة قبل أن يلحق به زملاؤه في الفريق بعد مضي نصف ساعة من المباراة الودية التي تم إلغاؤها بعد ذلك.
خروج بواتينغ من ملعب المباراة في 2013 لاقى إعجاب رئيس النادي برلسكوني الذي أشاد بتصرف اللاعب وأعلن أن هذا النهج سيكون ملازما للاعبي فريقه عند سماع أي هتافات عنصرية تجاههم، وتكرر تصرف بواتينغ مجددا في ذات العام ولكن من قبل زميله في الفريق كيفن كونستانت الفرنسي ذي الأصول الغينية الذي قام بركل الكرة تجاه المدرج وودع المباراة الودية التي تجمع فريقه بنظيره ساسولو في مسابقة كأس تيم الودية.
قانون هش ولجان مترددة وراء تزايد «العنصرية» في الوسط الرياضي السعودي
بلاتر وصفها بالكارثة وطالب بعقوبات مشددة ضد المتجاوزين
قانون هش ولجان مترددة وراء تزايد «العنصرية» في الوسط الرياضي السعودي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة