فهد الذيابي
صحافي في جريدة «الشرق الأوسط»
TT

من يكفل العراق؟

مهما حاول رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن يبرر.. لن يغفر التاريخ له ولحكومته منع 90 ألفا من أبناء مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار السنية دخول بغداد والاحتماء بعاصمتهم هربا من الجوع والعطش والترويع، الذي طال النساء والشيوخ والأطفال من جحيم "داعش" وسيف إرهابها الذي لا يبقي ولا يذر.
يا للفضيحة والعار. على مر العصور لم تطلب حكومة من مواطنيها أن يأتوا بكفلاء يأذنون لهم بالانتقال من مدينة إلى أخرى داخل حدود الوطن نفسه. أي سابقة تلك التي أقدم عليها العبادي ضد مواطني بلده المكلومين الذين عاشوا في كنف وطنهم ولم يختاروا ملاذا سواه، رغم مرارة الظروف التي تعاقبت عليهم وقساوة الحياة التي عانوها!
نعم فقد تركت الولايات المتحدة العراق يصارع مصيره المشؤوم في حضن إيران، حكومات تتعاقب شغلها الشاغل الفساد، لا تتخذ قرارا إلا بالاستناد لفتاوى المرجعيات الدينية، لعل آخرها إشراك ميليشيات الحشد الشعبي إلى جانب الجيش في معارك تحرير بعض المدن السنية من "داعش"، ليقوم أفراد تلك الميليشيات بعمليات ثأر وانتقام من أهل السنة .. فدمروا وشردوا وسفكوا الدماء دون حسيب أو رقيب.
ويبدو أن الأيام المقبلة حبلى بمسلسلات التمييز الطائفي الذي أصبح وباء معديا، ويتضح أيضا أن إيران نفسها تطبق سياسات تسعى من خلالها لتكريس خطة تقسيم العراق، بدلا من أن يكون بلدا موحدا يتحول لأقاليم يمكث من يعيش فيها حياتهم محاصرين بالمكائد والفتن.
التكتيك الإيراني في تهميش مكونات الشعب المختلفة أصبح معروفا، لكن الجميع أدرك أن طائفية نظام روحاني وقبله طيب الذكر أحمدي نجاد وخلفهما آية الله علي خامنئي، تستحق أن تكون ستايل خاصا لممارسات أي نظام دكتاتوري في العالم، وبالمناسبة الاضطهاد طال أبناء الشيعة أنفسهم خصوصا في إيران والذين يتعرضون للقهر والجوع جراء توجيه نظام الملالي أموال البلاد لدعم جماعات إرهابية متطرفة كحزب الله في لبنان وأنصار الله في اليمن ومعهم نظام الأسد، والتي لم تنتج سوى الاغتيالات وقتل الأطفال بالبراميل المتفجرة.