عبد الله بن كدسه
متخصص في الإعلام والسياسه .. حاصل على الماجستير في الإعلام الدولي .. صحافي بصحيفة الحياة .. عضو هيئة التدريس في كلية الإعلام والاتصال
TT

الرياض.. مركز القيادة

ينحت القيادي الاستثناء والمؤثر تاريخياً اسمه وروح منجزه على هوية الموقع الذي يأتي على رأسه ويقود سفينة نجاحه إلى محطات مختلفة بثبات وقوة، والمملكة اليوم تلبس ثوب مهابة وتأثير دولي ألبسها قائد الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، حتى ترجمت هذه القيادة تقديراً دولياً وإعلامياً كبيرا، حيث جاء اختيار مجلة "التايم" الأميركية المعروفة برصانتها للملك سلمان كشخصية مؤثرة عالمياَ.
المتعمق في قراءة الحالة السعودية اليوم، يرى بوضوح انعكاس الشخصية القيادية للملك سلمان في ادارة المملكة العربية السعودية، حتى باتت الرياض مركز القيادة للعالم العربي والإسلامي، وخير دليل على ذلك انطلاق التحالف لتنفيذ "عاصفة الحزم" بقيادة سعودية، ثم ارتفاع عدد الدول التي تود المشاركة فيها وإجماع القادة العرب في القمة العربية، وأخيراً الاجماع في مجلس الأمن على شرعية وصحة تحرك المملكة والتوجه إلى الدبلوماسية السعودية دعماَ وتأييداً.
المنصف اليوم يرى أن المملكة تلعب دور القيادة وصياغة القرارات العربية والاسلامية. فلم تشهد المملكة هذا القدر من زيارات الحكام والقادة من كل أنحاء العالم في وقت قصير مثل ما تشهده الرياض اليوم.. ولم تعد هذه الزيارات واللقاءات روتينيه عاديه، بل ان الجو السياسي يقول بوضوح ان كل مقابلة تعني قرارا يصب في مصلحة الخطط التي تديرها الرياض لصالح مستقبل الانسان العربي، الذي انغرست في خاصرته لزمن سكين التجاوزات الفارسية.
وبالعودة إلى الخلف قليلاً، نلحظ أن الرياض شهدت قبل "عاصفة الحزم" عددا كبيرا من زيارات قادة دول مجلس التعاون الخليجي وحكام عرب، أسفرت عن حكمة واستراتيجية نلمسها اليوم. ويبدو ان الأيام تخبئ المزيد من المفاجآت المعززة لروح الفخر العربي.
لقد أكدت السعودية توجهها السلمي والحفاظ على اللحمة العربية على مدى تاريخها الطويل، فمعظم النزاعات العربية خلال الاربعين عاماً الماضية كانت المملكة لاعباً رئيساً في إخمادها والتوسط بين الفرقاء العرب في أكثر من دولة.
ومن يتأمل وضع المملكة تاريخياً وسياسياً ودينياً واقتصادياً يعرف أنها مهيأة لمثل هذا الدور، بل هذا هو قدرها كونها بلاد الحرمين الشريفين وقوة اقتصادية عالمية.
ان هذا الدور القيادي للمملكة لا يعد تهميشاً للدول الأخرى المشاركة في التحالف. وربما يروج لهذه الفكرة عشاق زرع الفتن والتفرقة داخل البيت العربي، لكن الحلفاء الكبار وأصحاب المواقف العروبية التاريخية يعرفون أن التحرك الفردي دولياً لم يعد ذا نتيجة حقيقية.
الرسالة العربية اليوم باتت أكثر وضوحاً لعالم ربما صم أذنيه وأغمض عينيه عن القضايا العربية، وبات الخيار الوحيد المتبقي هو القوة.
لقد أصبح ظاهرا للجميع أن هذا عهد الحزم ولا شيء غير الحزم.. فقد تحلت المملكة في فترة مضت بالحلم والروية متأملة ان يغلب صوت العقل والنقاش وتبني المبادرات على صوت الرصاص والدمار والتمرد على الشرعية، لكن يبدو أن هذه السياسة تغيرت ولسان الحال يقول إما أن تحترم وجودنا أو سترى شر الحليم إذا غضب.