قرار مجلس الأمن الدولي يدفع الأسهم السعودية لكسب 198 نقطة

ارتفاعات إيجابية دفعت المؤشر العام لاختراق مستويات 9 آلاف نقطة مجددًا

جانب من التعاملات السعودية (غيتي)
جانب من التعاملات السعودية (غيتي)
TT

قرار مجلس الأمن الدولي يدفع الأسهم السعودية لكسب 198 نقطة

جانب من التعاملات السعودية (غيتي)
جانب من التعاملات السعودية (غيتي)

نجحت سوق الأسهم السعودية في تحقيق قفزة جديدة خلال تعاملاتها، يوم أمس، يأتي ذلك عندما كسب مؤشر السوق نحو 198 نقطة؛ تفاعلاً مع قرار مجلس الأمن الدولي المتعلق بالملف اليمني من جهة، وتحسن الأرباح الربعية لبعض الشركات المدرجة في السوق المالية المحلية من جهة أخرى.
ويأتي إغلاق سوق الأسهم السعودية، يوم أمس، في المنطقة الخضراء، عاملاً معززًا للتمسك بمستويات الـ9 آلاف نقطة كمنطقة دعم مهمة، ومن المتوقع أن يحاول مؤشر السوق خلال تعاملات اليوم اختراق مستويات 9240 نقطة صعودًا، في وقت قد تشهد فيه تعاملات اليوم دعمًا جديدًا من قطاع المصارف والخدمات المالية.
ومن المنتظر أن يكون يوم الثلاثاء المقبل، آخر أيام إعلان الشركات المدرجة في سوق الأسهم السعودية عن نتائجها المالية في الربع الأول من هذا العام، وسط ملامح أولية تؤكد تحسن أرباح البنوك، وتذبذب أرباح قطاع الصناعات البتروكيماوية، مع تحسن متفاوت لأرباح قطاع الإسمنتات، والاتصالات، والتأمين.
وفي سياق ذي صلة، أنهى مؤشر سوق الأسهم السعودية جلسة يوم أمس (الأربعاء)، على ارتفاع بنسبة 2.2 في المائة، لينهي بذلك تعاملاته عند مستويات 9164 نقطة، وسط تداولات بلغت قيمتها الإجمالية نحو 8.7 مليار ريال (2.3 مليار دولار).
وشهدت تعاملات سوق الأسهم السعودية يوم أمس، ارتفاعًا شبه جماعي للأسهم المدرجة، يتقدمها سهما «سابك» و«مصرف الراجحي» بارتفاع تبلغ نسبته 2 و4 في المائة على التوالي، يأتي ذلك في ظل إعلان معظم البنوك المدرجة في سوق الأسهم السعودية عن نمو ملحوظ لأرباحها خلال الربع الأول من العام الحالي.
من جهة أخرى، أوضح الدكتور غانم السليم، الخبير الاقتصادي والمالي لـ«الشرق الأوسط»، أمس، أن قرار مجلس الأمن الدولي المتعلق بالملف اليمني، كان داعمًا لـ«عاصفة الحزم». وقال: «تفاعل مؤشر سوق الأسهم السعودية إيجابيًا مع هذا القرار، كما أن السيولة النقدية شهدت تحسنًا ملحوظًا خلال تعاملات يوم أمس، عن متوسط السيولة النقدية المتداولة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية».
ولفت الدكتور السليم إلى أن مؤشر سوق الأسهم السعودية مرشح اليوم لتجاوز منطقة الـ9200 نقطة، مضيفًا: «أمام مؤشر السوق مستويات مقاومة مهمة عند 9240 نقطة، في حال تجاوزها، فإن ذلك سيقود المؤشر العام إلى ملامسة مستويات 9300 نقطة، وقد نشهد دعمًا من قطاع البنوك عقب نمو أرباح بنوك مدرجة جرى الإعلان عنها عقب إغلاق تعاملات السوق يوم أمس».
وفي إطار آخر، أعلنت «الرياض المالية»، المستشار المالي ومدير الاكتتاب ومتعهد التغطية لطرح شركة الشرق الأوسط لصناعة وإنتاج الورق (مبكو)، أن عدد المكتتبين الأفراد قد بلغ 1.34 مليون مكتتب مع نهاية اليوم السابع، وبلغ عدد الأسهم المكتتب بها نحو 28.4 مليون سهم بتغطية بلغت 473 في المائة، مما ينبئ عن استمرار ارتفاع مستويات الإقبال على الاكتتابات العامة في السعودية.
يشار إلى أنه في الوقت الذي تسعى فيه السعودية نحو ضبط مستويات الشفافية والإفصاح في سوقها المالية، أكدت هيئة السوق في البلاد أخيرا، أن التداول بناء على معلومات داخلية في الشركات المدرجة في السوق المالية يعد عملاً محظورًا، وفقا لنظام السوق المالية واللوائح التنفيذية الصادرة عن الهيئة.
وتقضي المادة «50» من نظام السوق المالية السعودية بأنه يحظر على أي شخص يحصل بحكم علاقة عائلية أو علاقة عمل أو علاقة تعاقدية على معلومات داخلية، أن يتداول بطريق مباشر أو غير مباشر الورقة المالية التي تتعلق بها هذه المعلومات، أو أن يفصح عن هذه المعلومات لشخص آخر، توقعا منه بأن يقوم ذلك الشخص الآخر بتداول تلك الورقة المالية.
وقالت هيئة السوق: في بيان صحافي حينها: «يقصد بالمعلومات الداخلية المعلومات التي يحصل عليها الشخص المطلع، التي لا تكون متوافرة لعموم الجمهور، ولم يجرِ الإعلان عنها، ويدرك الشخص العادي بالنظر إلى طبيعة ومحتوى تلك المعلومات، أن إعلانها وتوافرها سيؤثر تأثيرا جوهريا في سعر الورقة المالية أو قيمتها التي تتعلق بها هذه المعلومات، ويعلم الشخص المطلع أنها غير متوافرة عموما، وأنها لو توافرت لأثرت في سعر الورقة المالية أو قيمتها تأثيرا جوهريا»، مؤكدة أن الأنظمة تنص على أنه يحظر على أي شخص شراء أو بيع ورقة مالية بناء على معلومات حصل عليها من شخص مطلع.
وفي إطار المهام الموكلة إليها حسب نظام السوق المالية، أصدرت هيئة السوق المالية لائحة لسلوكيات السوق تقع في 21 مادة. وحسب المادة الخامسة من اللائحة، يحظر على الشخص المطلع أن يفصح عن أي معلومات داخلية لشخص آخر، وهو يعلم أو يجدر به أن يعلم أن هذا الشخص الآخر من الممكن أن يقوم بالتداول في الورقة المالية ذات العلاقة بالمعلومات الداخلية.



الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
TT

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)

على مدار الأسبوعين الماضيين، اجتمع قادة الدول والمنظمات الدولية، والمستثمرون، والقطاع الخاص، في العاصمة السعودية الرياض، لمناقشة قضايا المناخ، والتصحر، وتدهور الأراضي، وندرة المياه، وسط «مزاج جيد ونيات حسنة»، وفق الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إبراهيم ثياو، خلال مؤتمر صحافي عُقد مساء الخميس.

وجرى جمع 12 مليار دولار تعهدات تمويل من المنظمات الدولية الكبرى. وفي المقابل، تُقدَّر الاستثمارات المطلوبة لتحقيق أهداف مكافحة التصحر وتدهور الأراضي بين 2025 و2030 بنحو 355 مليار دولار سنوياً، مما يعني أن هناك فجوة تمويلية ضخمة تُقدَّر بـ278 مليار دولار سنوياً، وهو ما يشكل عقبة كبيرة أمام تحقيق الأهداف البيئية المطلوبة.

وحتى كتابة هذا الخبر، كانت المفاوضات لا تزال جارية. وكان من المرتقب إعلان النتائج في مؤتمر صحافي عصر اليوم، إلا أنه أُلغي، و«تقرَّر إصدار بيان صحافي يوضح نتائج المؤتمر فور انتهاء الاجتماع، وذلك بدلاً من عقد المؤتمر الصحافي الذي كان مخططاً له في السابق»، وفق ما أرسلته الأمم المتحدة لممثلي وسائل الإعلام عبر البريد الإلكتروني.

التمويل

وقد تعهدت «مجموعة التنسيق العربية» بـ10 مليارات دولار، في حين قدَّم كل من «صندوق أوبك» و«البنك الإسلامي للتنمية» مليار دولار، ليصبح بذلك إجمالي التمويل 12 مليار دولار، وهو ما جرى الإعلان عنه يوم الخميس.

وكانت السعودية قد أطلقت، في أول أيام المؤتمر، «شراكة الرياض العالمية للتصدي للجفاف»، بتخصيص 150 مليون دولار على مدى السنوات العشر المقبلة.

وأشار تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إلى وجود فجوة تمويلية تبلغ 278 مليار دولار سنوياً، تهدد قدرة الدول على تحقيق أهداف مكافحة هذه الظواهر بحلول عام 2030، ما يشكل عقبة أمام استعادة الأراضي المتدهورة التي تُقدَّر مساحتها بمليار هكتار.

وتبلغ الاستثمارات المطلوبة لتحقيق هذه الأهداف بين 2025 و2030، نحو 355 مليار دولار سنوياً، في حين أن الاستثمارات المتوقعة لا تتجاوز 77 ملياراً، مما يترك فجوة تمويلية ضخمة تصل إلى 278 مليار دولار، وفق تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، الذي أصدرته في اليوم الثاني من المؤتمر. وفي وقت تواجه الأرض تحديات بيئية تتعلق بتدهور الأراضي والتصحر، إذ أشارت التقارير التي جرى استعراضها، خلال المؤتمر، إلى أن 40 في المائة من أراضي العالم تعرضت للتدهور، مما يؤثر على نصف سكان العالم ويتسبب في عواقب وخيمة على المناخ والتنوع البيولوجي وسُبل العيش.

وفي الوقت نفسه، يفقد العالم أراضيه الخصبة بمعدلات مثيرة للقلق، وزادت حالات الجفاف بنسبة 29 في المائة منذ عام 2000، متأثرة بالتغير المناخي، وسوء إدارة الأراضي، مما أدى إلى معاناة ربع سكان العالم من موجات الجفاف، ومن المتوقع أن يواجه ثلاثة من كل أربعة أشخاص في العالم ندرة كبيرة في المياه بحلول عام 2050، وفقاً لبيانات اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر. وقد ارتفع الجفاف الحاد بنسبة 233 في المائة خلال خمسين عاماً، وفق آخِر تقارير «البنك الدولي».

وفي ظل هذه الظروف، جاء مؤتمر الرياض «كوب 16» لمناقشة أهمية التعاون الدولي والاستجابة الفعّالة لمجابهة هذه التحديات، وليسلّط الضوء على ضرورة استعادة 1.5 مليار هكتار من الأراضي بحلول عام 2030 لتحقيق الاستدامة البيئية.

يُذكر أن «مؤتمر كوب 16» هو الأول من نوعه الذي يُعقَد في منطقة الشرق الأوسط، وأكبر مؤتمر متعدد الأطراف تستضيفه المملكة على الإطلاق. وصادف انعقاده الذكرى الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إحدى المعاهدات البيئية الثلاث الرئيسية المعروفة باسم «اتفاقيات ريو»، إلى جانب تغير المناخ والتنوع البيولوجي.