«شخصي وسري للغاية».. عبارة تصدرت رسالة توصية موجهة من الملك خالد رحمه الله إلى الملك فهد رحمه الله، يقف عندها الزائر لمعرض الملك فهد (الفهد.. روح القيادة) كثيرًا، نظرا لقوة العبارة المتعارف عليها في المراسلات الرسمية، والتي تتسم بالأهمية القصوى.
الرسالة كتبت على ورقة عادية وبخط اليد بعيدًا عن الرسمية والتكلف، إضافة إلى سهولة العبارة وتناسقها وتسلسلها بأسلوب سهل وشيق.
تقول الرسالة «أخي العزيز الأمير فهد بن عبد العزيز
السلام عليكم ورحمة الله.
أخي: بهذا الوقت الذي أغادر فيه بلادي، أتوجه إلى الله بأن يحفظ هذه البلاد دينها واستقرارها وأمنها وقيمها وأن يعيدنا إليها سالمين غانمين، وأن يجعل منكم شخصيا ومن إخوتكم خيرًا وملاذًا يعين على طاعة الله وعلى راحة المسلمين.. وبصفتك المسؤول من بعدي أخصك بدعائي لك بالتوفيق والعون من الله، وآمل أن يكون منك شخصيًا ومن كل إخوانك اهتماما بالغًا بأمور المسلمين والنظر فيها على الوجه الشرعي، والعدل في قضاياها الصغيرة والكبيرة، وشعوري هذا ووصيتي وأنا في طريقي إلى مكان بعيد أجد أن من واجبي الأخوي نحوكم والمسلمين أن أضع هذه النصيحة وهذه الأمانة في رقابكم يسألكم الله عنها مثل ما يسألني. رجائي من الله سبحانه وتعالى أن يحفظكم ويقيكم شر أعدائكم وأن يحقق على أيديكم للمسلمين ما ينفعهم في دينهم ودنياهم، فإن الحياة بنا وبكم سفر قصير ولنا في الماضيين من أهلنا ومن التاريخ عبر ودروس.. وفقكم الله وجمعنا وإياكم على خير وأرانا إياكم ونحن وأنتم نرفل في ثياب الصحة والعافية والله يحفظكم».
هذه الرسالة الخالدة من الملك خالد، رحمه الله، تحمل في طياتها عمق الإيمان وعظم المسؤولية وتقدير الأخوة وقوة الترابط، احتفظ بها الفهد، وكان خير من حمل الأمانة.
ولم تقف المكاتبات التي وجهت للفهد على هذه الرسالة، بل احتوى المعرض على الكثير من المراسلات والأوامر التي تؤكد للمتجول في المعرض الثقة التي حظي بها الملك فهد، رحمه الله، منذ نعومة أظفاره من قبل والده وإخوانه الملوك، وتبين أنه رجل دولة وصاحب قرار، وأبرزها ما كتبه الملك عبد العزيز، رحمه الله، باختيار الملك فهد رئيسًا للهيئة العليا للإشراف على تنفيذ الأعمال والإنفاق على المسجد النبوي الشريف عام 1370هـ.