ميليشيا الحوثي تحتكر الوقود وتعطل وصول المؤن الطبية

الهزاع لـ {الشرق الأوسط}: مقتل 3 من أفراد الهلال الأحمر اليمني والاستهداف مستمر

يمنيون يصطفون في طوابير للحصول على الوقود في مدينة إب اليمنية (غيتي)
يمنيون يصطفون في طوابير للحصول على الوقود في مدينة إب اليمنية (غيتي)
TT

ميليشيا الحوثي تحتكر الوقود وتعطل وصول المؤن الطبية

يمنيون يصطفون في طوابير للحصول على الوقود في مدينة إب اليمنية (غيتي)
يمنيون يصطفون في طوابير للحصول على الوقود في مدينة إب اليمنية (غيتي)

أفصحت مصادر طبية عن احتكار القوات التابعة للحوثيين وللرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح محطات الوقود؛ مما أدى إلى صعوبات في تنقل المركبات الطبية لإسعاف المصابين في عدد من المدن اليمنية جراء استهداف تلك الميليشيات للمدنيين.
ويعاني الهلال الأحمر اليمني صعوبات في تنقله لتقديم المساعدات الطبية للمدنيين جراء استهداف ميليشيا الحوثيين لهم في عدد من المحافظات والقرى خلال الأيام الماضية.
وكشف لـ«الشرق الأوسط» الدكتور عبد الله الهزاع، أمين عام المنظمة العربية للهلال والصليب الأحمر، أن الهلال الأحمر اليمني لا يزال يواجه مشكلات عدة جراء استهداف ميليشيات الحوثيين للبنى الطبية التابعة للهلال الأحمر اليمني، كاشفا عن مقتل 3 من الطاقم الطبي اليمني - أخيرا - بعد استهداف ميليشيا الحوثي لهم.
وبيّن الهزاع أنه على تواصل مستمر مع مدير الهلال الأحمر اليمني، الذي أكد له بدوره معاناة الهلال الأحمر اليمني في التنقل وإسعاف المصابين، لافتا في هذا السياق إلى أن ميليشيات الحوثيين تستهدف المؤن الطبية، وبالتالي افتقر الهلال الأحمر إلى المواد الطبية.
ولفت أمين عام المنظمة العربية للهلال والصليب الأحمر أن قوات التابعة للحوثيين والرئيس السابق علي عبد الله صالح تستهدف الأطباء التابعين للهلال الأحمر اليمني، وتسعى إلى تعطيل إيصال المساعدات الطبية للمدنيين ونقلهم إلى المستشفيات القريبة، واستهداف أفراد الهلال الأحمر الذين يمارسون العمل الإنساني.
وأمل الدكتور عبد الله الهزاع انفراجا قريبا بالأزمة اليمنية في أقرب وقت ممكن؛ وذلك لدخول المساعدات الطبية، مطالبا ميليشيا الحوثي والأطراف السياسية المتصارعة كافة بالسماح للمنظمات الإنسانية بالدخول إلى اليمن وتقديم المساعدات الطبية اللازمة.
وأكد الهزاع أنه في حال إقرار مجلس الأمن الدولي المشروع الخليجي حول اليمن تحت الفصل السابع، سيسهم في حدوث انفراج كبير في الأزمة الإنسانية، وحول مؤشرات حجم الدمار في المدن اليمنية، قال الأمين العام لمنظمة الهلال الأحمر العربي: «الهلال الأحمر اليمني يفتقر إلى الوقود الكافي لتحريك المركبات الطبية وتقديم المساعدات الطبية؛ وذلك بسبب استهداف ميليشيات الحوثيين للبنى التحتية الطبية في المدن اليمنية كافة».
وأشار أمين عام المنظمة العربية للهلال والصليب الأحمر، إلى أن ميليشيا الحوثي تحتكر استخدام محطات الوقود فقط للناقلات التي تتبع التنظيم المتطرف، وأنها لا تسمح لمركبات الإسعاف الطبي التابعة للهلال الأحمر اليمني بالتعبئة من تلك المحطات.
وكشف الهزاع عن بدء التحضير لاجتماع على مستوى عربي، إلا أنه بانتظار خروج رئيس الهلال الأحمر اليمني من مقر إقامته في صنعاء وذهابه إلى خارج البلاد، من أجل الاتفاق على الخطة الميدانية لتقديم المساعدات الطبية.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.