في أول نشاط لـ«القائمة المشتركة» التي تضم الأحزاب العربية الوطنية، أطلقت، أمس، مسيرة مشيا على الأقدام من أراضي النقب في الجنوب وحتى القدس، وذلك احتجاجا على مخططات حكومة بنيامين نتنياهو لنهب الأرض وترحيل أهلها وتركهم يعيشون في ظروف غير إنسانية بهدف تيئيسهم.
وانطلق أكثر من مائة شخص من ممثلي القرى العربية غير المعترف بها في النقب، في مسيرة تستغرق 4 أيام، وتقطع مائتي كيلومتر تقريبا، من النقب وحتى مدينة القدس الغربية. وقد شارك فيها رؤساء سلطات محلية وقياديون من الوسط العربي، في مقدمتهم رئيس القائمة المشتركة، النائب أيمن عودة، الذي كان قد بادر إلى هذه المسيرة، وعدد آخر من النواب القدامى والجدد، مثل طلب الصانع، رئيس الحزب الديمقراطي العربي، وطلب أبو عرار من الحركة الإسلامية، وباسل غطاس من التجمع الوطني، وأسامة السعدي من الحركة العربية للتغيير.
وعرب النقب هم شريحة من فلسطينيي 48، الذين بقوا في الوطن، لكن السلطات الإسرائيلية حاربت وجودهم وسعت بكل قوتها لمنعهم من العيش في حياة مستقرة. وقد صادرت لهم نحو مليون دونم من الأراضي، وتحاول اليوم مصادرة المليون دونم الباقية. ووضعت مخططا، يعرف باسم مخطط برافر، يقضي بتركيز البدو في مناطق سكنية ثابتة، وفي أماكن لا يرغبون في العيش بها، من دون تعويضهم عن أراضيهم بشكل مناسب.
وقال عودة إن هذه المسيرة جاءت لتطلق صرخة احتجاج، نؤكد فيها: أولا، أن قضية أهلنا في النقب تعتبر من أهم أولوياتنا. وثانيا، أننا نريد أن يوضع حد للوضع المأساوي الذي يعيشه أهلنا هنا، الذي يجب على إسرائيل أن تخجل منه. فنحو نصف سكان النقب يعيشون في بلدات تخلو من أي خدمات. أطفالهم ينظرون إلى الاسطبلات في البلدات اليهودية، وهي تشع بالأضواء في المساء، بينما هم الآدميون محرومون من الكهرباء وخطوط المجاري وحتى مياه الشرب ويضطرون إلى المشي 10 كيلومترات يوميا في سبيل الوصول إلى المدرسة.
وقال الصانع إن هناك نحو مائة ألف إنسان يعيشون في 46 بلدة من البلدات القائمة قبل قيام إسرائيل، ولكن السلطات الإسرائيلية لا تعترف بها، لذلك تمنع عنها أي خدمات، وهذه جريمة يجب معاقبة المسؤولين عليها.
وقال النائب طلب أبو عرار، إنه يعتبر هذه المسيرة تعبيرا عن الجوهر الحقيقي للوحدة الوطنية للعرب في إسرائيل، التي تجلت في القائمة المشتركة، ثالث أكبر الكتل في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي). وقال النائب غطاس، إن هدف المسيرة هو إثارة الوعي على واقع الحياة غير المحتمل لسكان النقب، خصوصا في القرى غير المعترف بها.
وشارك في المسيرة النائب اليهودي الوحيد في القائمة المشتركة، دوف حنين، فقال إن المشاركين في المسيرة وضعوا خطة بديلة عن الخطة الحكومية لتطوير النقب. وهي خطة تأخذ في الاعتبار مصالح جميع المواطنين والبلدات، اليهودية والعربية على السواء. وسيتم طرح الخطة على طاولة الكنيست وسيتم تسليمها لرئيس الدولة. وكان من المفترض أن يستقبل رئيس الدولة، رؤوبين رفلين، المسيرة أمام ديوانه، بعد غد الأحد، ولكنه اتصل مع أيمن عودة معتذرا بسبب اضطراره للسفر إلى سنغافورة، حيث سيشارك في جنازة الرئيس الأسبق هناك. وتم الاتفاق بينهما أن يستقبل وفد النقب لطرح مطالبهم أمامه بعد عودته إلى البلاد، في غضون أسبوعين.
وقد انطلقت المسيرة، أمس، من قرية وادي النعم، التي يتهددها خطر الهدم. وتوقفت في اليوم الأول في السوق البدوي في بئر السبع، ثم حطت الرحال في قرية العراقيب غير المعترف بها، التي تم هدمها لا أقل من 90 مرة حتى الآن. وقد باتوا فيها، ليستأنفوا المسيرة صباح اليوم متجهين نحو قرية بيت جبرين، وهي واحدة من نحو خمسمائة قرية كانت إسرائيل هدمتها أيام النكبة سنة 1948. وفي يوم السبت ينتظر وصولهم إلى قرية أبو غوش على مداخل القدس، ومن ثم مواصلة المسيرة يوم الأحد حتى ديوان الرئاسة في القدس.
وتعتبر هذه المسيرة أول نشاط سياسي وشعبي للقائمة المشتركة. وقد بادر إليها أيمن عودة قاصدا تسييرها قبيل تشكيل الحكومة، لتكون – كما أخبر «الشرق الأوسط»: «رسالة واضحة للحكومة وللمجتمع الإسرائيلي وللعالم، بأن العرب في إسرائيل لم يقيموا مجرد تحالف انتخابي قصير الأمد والنفس، بل وحدة وطنية تقفز بنضالهم إلى مراحل أعلى».
7:49 دقيقة
أيمن عودة: مخجل أن تبقي إسرائيل 100 ألف من سكانها دون حد أدنى من شروط المعيشة
https://aawsat.com/home/article/322131/%D8%A3%D9%8A%D9%85%D9%86-%D8%B9%D9%88%D8%AF%D8%A9-%D9%85%D8%AE%D8%AC%D9%84-%D8%A3%D9%86-%D8%AA%D8%A8%D9%82%D9%8A-%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84-100-%D8%A3%D9%84%D9%81-%D9%85%D9%86-%D8%B3%D9%83%D8%A7%D9%86%D9%87%D8%A7-%D8%AF%D9%88%D9%86-%D8%AD%D8%AF-%D8%A3%D8%AF%D9%86%D9%89-%D9%85%D9%86-%D8%B4%D8%B1%D9%88%D8%B7-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D9%8A%D8%B4%D8%A9
أيمن عودة: مخجل أن تبقي إسرائيل 100 ألف من سكانها دون حد أدنى من شروط المعيشة
4 أيام مشيًا على الأقدام احتجاجًا على مخطط نهب مليون دونم من الأرض العربية
أيمن عودة: مخجل أن تبقي إسرائيل 100 ألف من سكانها دون حد أدنى من شروط المعيشة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة