في الوقت الذي يسعى فيه الحوثيون للسيطرة على محافظة مأرب النفطية، أفادت مصادر قبلية أن الحوثيين نشروا أكثر من 30 دورية عسكرية على الحدود بين مأرب والبيضاء وخصوصا بمنطقتي الوهبية وقانية بالإضافة إلى انتشار كثيف للمسلحين الحوثيين وسط مدينة البيضاء، التي تشهد مواجهات بين جماعة الحوثي المسلحة ومسلحين قبليين منذ أشهر، فيما استحدثوا نقاط تفتيش جديدة لقمع أي مسيرة شعبية مناوئة لهم في حال قررت الخروج لاحقا.
وقال قيادي عسكري لـ«الشرق الأوسط» إن «أبناء قبائل مراد وقبائل مأرب كافة لن يسمحوا بدخول الحوثيين إلى منطقتهم وأنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام الحوثيين الذي بسطوا سيطرتهم في العاصمة صنعاء ومحافظة الحديدة وتعز وإب وذمار».
قالت مصادر قبلية في محافظة مأرب اليمنية إن نحو 20 مسلحا من جماعة الحوثي قتلوا، أمس، في مواجهات واشتباكات شهدتها منطقة قانية بمأرب والمحادة لمحافظة البيضاء التي تعد بوابة نحو المحافظات الجنوبية والشرقية من البلاد، وذكرت المصادر أن الاشتباكات اندلعت بين المسلحين الحوثيين وقبائل مراد في مأرب، وجاءت هذه الاشتباكات إثر محاولة المسلحين الحوثيين السيطرة على مناطق تؤدي إلى جنوب البلاد، في الوقت الذي يصطف أبناء محافظة مأرب النفطية الهامة إلى جانب الرئيس عبد ربه منصور هادي.
وأكدت مصادر قبلية لـ«الشرق الأوسط» طرد مقاتلي قبيلة مراد لمسلحي الحوثي من 3 مواقع كانوا سيطروا عليها الخميس في منطقة قانية على الحدود بين محافظتي البيضاء ومأرب ومقتل 6 من مسلحي الحوثي، ظهر أمس، وسيطرة رجال القبائل على طقم للحوثيين عيار 5.14 ملم. مشيرة إلى أن القبائل هاجمت فجر أمس مواقع الحوثيين وأجبرتهم على التراجع وتمكنوا من إحراق 3 أطقم حوثية خلال المواجهات التي امتدت من منتصف ليل الجمعة حتى فجر السبت، في حين يستمر مسلحو القبائل في محافظة مأرب، شرق العاصمة صنعاء، من صد هجوم جماعة الحوثي المسلحة القادمة من محافظة البيضاء، وسط البلاد، ووقوع مواجهات عنيفة على الحدود بين المحافظتين أسفر عن مقتل العشرات من المسلحين الحوثيين.
وأكدت مصادر طبية في البيضاء لـ«الشرق الأوسط» وصول 20 جثة للحوثيين و15 جريحا إلى المحافظة إثر مواجهات الحوثيين والقبائل في منطقة قانية الحدودية بين مأرب والبيضاء منذ اندلاع الاشتباكات الخميس الماضي إلى يومنا هذا، في الوقت الذي أصيب جنديان، أمس السبت، إثر استهداف دورية أمنية بالمحافظة أثناء مرورها في أحد الأسواق المركزية في مدينة البيضاء أحدهم حالته توصف بـ«الخطيرة».
وقال عبد الرزاق علي جابر الطالبي، عضو المجلس المحلي بمديرية ماهلية، في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط»: «لقد تم دحر المسلحين الحوثيين من منطقة قانية، في اليوم الثالث للمعركة، وخلال هذه الثلاثة الأيام تم إحراق 12 طقم وعربة ودبابة، والقتلى منهم والجرحى بالعشرات، وبالنسبة للقبائل فهناك 9 قتلى و10 جرحى حصيلة الثلاثة الأيام. والقبائل متقدمة على المسلحين الحوثيين والوضع الآن جيد وأبناء القبائل صامدون والإرادة قوية والمعنويات مرتفعة لأنهم يدافعون عن الأرض والعرض»، وأكد عضو المجلس المحلي أن «الحوثي جاء غازيا ومعتديا والمنطقة هذه ليس فيها أي مبرر من المبررات التي يزعمها الحوثي من أجل الدخول إلى أي منطقة يريدها، وكل ما يقوم به هو غزو واعتداء».
وتُعد المنطقة العسكرية الثالثة، مقر قيادتها في مدينة مأرب، وتمتد إلى محافظة شبوة الجنوبية والجوف في الشمال الشرقي، من بين قيادات الجيش اليمني الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، ويتربص المسلحون الحوثيون لدخول المحافظة والسيطرة عليها إلا أن الآلاف من المقاتلين من أبناء المحافظة النفطية يقفون لهم بالمرصاد.
وتحتل محافظة مأرب الغنية بالنفط، التي يسعي الحوثيون للسيطرة عليها، أهمية كبيرة نظرا لوجود حقول النفط بها ويمتد الأنبوب الرئيسي لضخ النفط من حقول «صافر» بالمحافظة إلى ميناء رأس عيسى على البحر الأحمر، غرب البلاد، بالإضافة إلى وجود أنبوب لنقل الغاز المسال إلى ميناء بلحاف بمحافظة شبوة جنوب اليمن وكذلك محطة مأرب الغازية (الكهربائية) التي تمد العاصمة صنعاء وعدة مدن بالطاقة الكهربائية.
وكان وفد رسمي وشعبي كبير ضم المحافظين وأعضاء المجلس المجالس المحلية وممثلين عن القبائل والمجتمع المدني من محافظات «إقليم سبأ»، مأرب والجوف والبيضاء، بشرق اليمن، زار قبل أيام الرئيس عبد ربه منصور هادي في محافظة عدن لبحث ترتيبات المرحلة المقبلة، وأكدوا خلال لقائهم بالرئيس هادي وقوفهم معه ومع الشرعية المتمثلة على مخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية.
وحول تمكن المسلحين الحوثيين من الحصول على تعزيزات عسكرية مرورا بأحد المناطق التابعة إداريا لمأرب وقبليا لآل عواض، يقول عضو المجلس المحلي في مأرب عبد الرزاق الطالبي لـ«الشرق الأوسط» إن «الحوثيين توجهوا بمدرعتين و10 أطقم باتجاه مديرية العبدية، جنوب غربي مأرب، وذلك عبر منطقة في الوسط تتبع إداريا لمأرب وقبليا لآل عواض، وأن هذه الأخيرة رفضت السماح للحوثيين بالمرور وقالت لهم بأنهم قد منعوا قبائل العبدية من التمركز في أرضهم وأيضا لن يسمحوا للحوثيين بذلك».
ولليوم الثالث على التوالي تستمر المواجهات بين أبناء قبائل مراد وجماعة الحوثي المسلحة، المدعومة من الحرس الجمهوري، على الحدود بين محافظتي مأرب والبيضاء بمختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة في منطقة قانية والهضبة بعد أن شهدت هدوءًا نسبيًّا واشتباكات منقطعة النظير حتى وقت متأخر من مساء الخميس، في حين أشارت المصادر إلى أن التعزيزات العسكرية تصل إلى المسلحين الحوثيين من معسكر اللواء «26 ميكا» حرس جمهوري المرابط بمديرة السوادية بمحافظة البيضاء لتعزيز جماعة الحوثي المسلحة في منطقة قانية الواقعة على الحدود بين البيضاء ومأرب، وتصل التعزيزات لأبناء قبائل مراد من منطقة المطارح، على مشارف مدينة مأرب عاصمة المحافظة، وتتوجه إلى مناطق العبدية وقانية لدعم أبناء القبائل.
«أنصار الله» ينشرون أكثر من 30 دورية عسكرية على الحدود بين مأرب والبيضاء
مقاتلو قبيلة مراد يدحرون المسلحين الحوثيين
«أنصار الله» ينشرون أكثر من 30 دورية عسكرية على الحدود بين مأرب والبيضاء
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة