حققت القوات العراقية مدعومة بمسلحي الحشد الشعبي (المتطوعين الشيعة) وأبناء العشائر مزيدا من التقدم في المعارك ضد تنظيم داعش في محافظة صلاح الدين أمس واستعادت عددا من البلدات والقرى من سيطرة التنظيم المتطرف.
وأعلن الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي، قائد عمليات صلاح الدين، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» استعادة السيطرة على ناحيتي الزلاية وعوينات ومناطق من مكيشيفة جنوب تكريت، بالإضافة إلى محاصرة تكريت من الجهات الأربع بعد تحرير ناحية البوعجيل وحصار ناحية العلم شرق تكريت. وأكد الساعدي أن القوات الأمنية أصبحت على بعد كيلومتر واحد فقط عن مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين. وأضاف الساعدي أن عمليات صلاح الدين نفذت خطة مدروسة لتحرير المناطق حول مدينة تكريت لتشديد الخناق على مسلحي تنظيم داعش وإن القوات الأمنية وصلت في عملية التحرير إلى الطريق السريع الذي يفصل بين منطقة البو عجيل التي تم تحريرها ومنطقة العلم. وقال أيضا إن قوات مشتركة تمركزت في أطراف ناحية العلم فيما وصلت تعزيزات عسكرية جديدة إلى محافظة صلاح الدين، تمهيداً لاقتحام مدينة تكريت وتحريرها من سيطرة تنظيم داعش.
من جانبها، أعلنت قيادة عمليات دجلة أنها تتقدم بمشاركة أبناء العشائر والحشد الشعبي شرق تكريت باتجاه البو عجيل ومحور العلم وتكريت من جانبها الشرقي وحررت منطقة سيد غريب بالكامل، مؤكدة مقتل 21 من عناصر تنظيم داعش. كما أكدت السيطرة على منفذ جسر الفتحة شمال شرقي بيجي الذي يربط مناطق محافظة صلاح الدين الغربية والشرقية وقضاء الحويجة بمحافظة كركوك.
من جهة أخرى قال العقيد محمد إبراهيم، مدير إعلام الشرطة الاتحادية التي تشارك في عمليات «لبيك يا رسول الله» لتحرير محافظة صلاح الدين، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن القوات الأمنية نقلت 30 أسرة من مركز قضاء الدور في تكريت إلى مركز قضاء سامراء جنوب المدينة، مشيرا إلى أن تلك الأسر كانت تستخدم من قبل «داعش» كدروع بشرية، لافتًا إلى أن «اقتحام القوات الأمنية لقضاء الدور (جنوب تكريت) أجبر عناصر التنظيم على الهروب وترك الأسر».
وأثارت عملية تكريت مخاوف من عمليات انتقام بحق السكان السنة، لا سيما أن عددا من قادة الفصائل الشيعية اعتبروها «ثأرا لسبايكر». إلا أن بعض هؤلاء، وأبرزهم قائد «منظمة بدر» هادي العامري وزعيم «عصائب أهل الحق» قيس الخزعلي، كررا في اليومين الماضيين أهمية عدم ارتكاب عمليات تؤثر على «النصر».
وسبق لمنظمات حقوقية دولية أن اتهمت الفصائل الشيعية بارتكاب عمليات إساءة وقتل جماعي بحق العائلات السنية في المناطق المستعادة.
ونقلت عشرات العائلات الأحد من مناطق القتال إلى مدينة سامراء، حيث قدمت لهم سلطات محافظة صلاح الدين معونات وأمنت إقامتهم في خيام. وقال عطا أبو علاء (50 عاما) الذي نزح 12 فردا من عائلته من قرية البوعجيل: «أنا مزارع، تركت الخراف والأبقار». وأضاف: «لم تكن لدينا أي علاقات مع (داعش).. كنا مغلوبين على أمرنا».
قائد عمليات صلاح الدين: قواتنا على بعد كيلومتر من تكريت
الساعدي أكد أن المدينة أصبحت محاصرة من جميع الجهات
قائد عمليات صلاح الدين: قواتنا على بعد كيلومتر من تكريت
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة