الرئيس المصري بعد لقائه الحريري: مهتمون بانتخاب رئيس في لبنان بأسرع وقت

سعد الحريري يدعو من القاهرة إلى استراتيجية عربية لمواجهة كل الأخطار

الرئيس المصري مستقبلا سعد الحريري رئيس تيار المستقبل أمس («الشرق الأوسط»)
الرئيس المصري مستقبلا سعد الحريري رئيس تيار المستقبل أمس («الشرق الأوسط»)
TT

الرئيس المصري بعد لقائه الحريري: مهتمون بانتخاب رئيس في لبنان بأسرع وقت

الرئيس المصري مستقبلا سعد الحريري رئيس تيار المستقبل أمس («الشرق الأوسط»)
الرئيس المصري مستقبلا سعد الحريري رئيس تيار المستقبل أمس («الشرق الأوسط»)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اهتمام القاهرة بانتخاب رئيس الجمهورية في لبنان في أسرع وقت ممكن. وقال خلال لقائه رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق، رئيس تيار المستقبل، سعد الحريري في قصر الاتحادية الرئاسي (شرق القاهرة) أمس، إن «القاهرة تدعم بشكل كامل لبنان موحدا قويا ومتقدما يحظى فيه كل مواطن بحقوقه كاملة بصرف النظر عن طائفته أو مذهبه». والتقى الحريري شيخ الأزهر أحمد الطيب بمقر المشيخة، وأكد خلال اللقاء أنه «لا مجال للحياد في الحرب على الإرهاب».
وأعرب الرئيس السيسي عن تقديره لمواقف الحريري الداعمة لمصر في حربها ضد الإرهاب، ومساندته لحق مصر في الدفاع عن أمنها القومي، مشيرا إلى دعم مصر الكامل للبنان موحد قوي ومتقدم، يحظى فيه كل مواطن بحقوقه كاملة، بصرف النظر عن طائفته أو مذهبه، موضحا أن مصر تحرص على دعم هذا المنطق في لبنان والمنطقة بشكل عام.
وتطرق اللقاء إلى الأوضاع على الساحة اللبنانية، وأكد الرئيس السيسي اهتمام مصر بانتخاب رئيس الجمهورية في لبنان في أسرع وقت ممكن، موضحا أن حسم هذا الأمر سيصب في صالح استقرار لبنان وسيعزز التنسيق الجاري بين لبنان والدول العربية في تلك المرحلة المهمة من تاريخ المنطقة.
وعلى الصعيد السوري، شهد اللقاء المصري اللبناني تطابقا في المواقف بشأن سبل تسوية الأزمة السورية، حيث أكد السيسي أن مصر تساند الحل السياسي في سوريا، وأن الأولوية القصوى تتمثل في الحفاظ على الدولة السورية ذاتها وليس الانحياز لأي طرف، كما شدد على أهمية الدعم العربي للمعارضة السورية المعتدلة.
من جهته، صرح الحريري: «إن مصر وكل الدول هي مع مقررات (جنيف1) و(جنيف2)، وأنا لا أرى أن مصر لديها موقف مختلف عن ذلك، والمشكلة أن النظام السوري يقول شيئا ويفعل شيئا آخر». وأكد الحريري أن «هناك إجماعا عالميا على أن هذا النظام لا يمكن أن يكمل بالشكل الذي يوجد فيه حاليا. فحلول (جنيف1 و2) تقضي بأن يخرج نظام بشار الأسد من السلطة. ولذلك إذا كان النظام السوري يقبل بـ(جنيف1)، فعليه أن يتنحى وتنتقل السلطة كما ينص عليه مؤتمر (جنيف1)».
وفيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، توافق الجانبان حول ضرورة التحرك سريعا لصياغة استراتيجية عربية لدحر الإرهاب والقضاء عليه، والعمل على وقف إمدادات المال والسلاح إلى كافة التنظيمات الإرهابية والمتطرفة في المنطقة، والتي ارتكبت فظائع أساءت للمذهب السني وللدين الإسلامي بوجه عام.
وأكد الرئيس السيسي، أن مصر، ترفض كل التدخلات في الشؤون الداخلية للدول العربية من قبل كافة الأطراف، وهو الأمر الذي يفرض ضرورة التكاتف عربيا وطرح الحلول العربية لمنع التدخلات الإقليمية في شؤوننا من قبل أي طرف.
من جهته دعا رئيس «تيار المستقبل» ورئيس الحكومة اللبنانية الأسبق سعد الحريري، إلى وجوب «وضع استراتيجية عربية لمواجهة كل الأخطار لمصلحة العالم»، مشيرا إلى أنه «لدينا ملاحظات على إيران ولكن هذا لا يعني أننا ضد إيران»، موضحا «إننا نريد أن تكون علاقاتنا بإيران لمصلحة لبنان ولمصلحة إيران معا، وليس لمصلحة إيران فقط».
وجاء تصريح الحريري من مصر، بعد لقائه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في قصر الاتحادية بالقاهرة، في حضور الوزير السابق باسم السبع ومستشار الرئيس الحريري غطاس خوري، وتناول اللقاء الذي استمر ساعة كاملة، مجمل التطورات الراهنة العربية والإقليمية، بالإضافة إلى العلاقات بين البلدين.
في غضون ذلك، استقبل شيخ الأزهر أحمد الطيب، رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق، وأكد الحريري أن لبنان والعالم العربي يعول كثيرا على الأزهر الذي يمثل الإسلام الصافي والبعيد كل البعد عن الغلو والتطرف، وخاصة أن الإسلام بات سلعة عند بعض الناس لتحقيق مآرب سياسية، والنبي صلى الله عليه وسلم ما هدى الناس؛ إلا بسماحته واعتداله.
وقال مصدر مسؤول في مشيخة الأزهر، إن «الطيب أكد خلال لقاء الحريري أن «هناك دولا – لم يسمها - تدعم الجماعات المتطرفة سرا وعلنا وتمدهم بما يحتاجون إليه، ويجب على هذه الدول أن تقطع الدعم عنهم»، مضيفا لـ«الشرق الأوسط» أن «الطيب شدد على ضرورة العمل على تشكيل قوة دفاع عربي مشتركة تتصدى لقوى الإرهاب والتشدد، التي خربت ولا زالت تخرب كثيرا من بلدان العرب والمسلمين».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».