«داعش» يشن هجوما على تل تمر.. ومقتل 26 من التنظيم بطيران النظام

منظمة حقوقية تنفي الإفراج عن الآشوريين.. والائتلاف يحذر من مجازر في ريف اللاذقية

تلميذتان تحملان حقيبتين مدرستيتين من «اليونيسيف» تسيران بالقرب من مبنى دمر في طريقهما إلى منزلهما بحي الشعار في حلب أمس (أ. ف. ب)
تلميذتان تحملان حقيبتين مدرستيتين من «اليونيسيف» تسيران بالقرب من مبنى دمر في طريقهما إلى منزلهما بحي الشعار في حلب أمس (أ. ف. ب)
TT

«داعش» يشن هجوما على تل تمر.. ومقتل 26 من التنظيم بطيران النظام

تلميذتان تحملان حقيبتين مدرستيتين من «اليونيسيف» تسيران بالقرب من مبنى دمر في طريقهما إلى منزلهما بحي الشعار في حلب أمس (أ. ف. ب)
تلميذتان تحملان حقيبتين مدرستيتين من «اليونيسيف» تسيران بالقرب من مبنى دمر في طريقهما إلى منزلهما بحي الشعار في حلب أمس (أ. ف. ب)

اندلعت اشتباكات عنيفة بين تنظيم داعش ووحدات حماية الشعب الكردية في محيط بلدة تل تمر في ريف الحسكة شمال شرقي سوريا، إثر هجوم شنه التنظيم يوم أمس في محاولة للسيطرة على البلدة، فيما حذر الائتلاف الوطني من وقوع مجازر في ريف اللاذقية مشابهة لمجازر بانياس والحولة. وبعد يومين على مقتل 4 قياديين من جبهة النصرة، أعلن أمس عن مقتل 26 عنصرا من «داعش» بينهم قياديان، أحدهما مسؤول المنطقة الوسطى في التنظيم، في غارات لقوات النظام الجمعة والسبت على أرتال المقاتلين في ريف حماه الشرقي (وسط)، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال رامي عبد الرحمن إن «الطيران نفذ غارات عدة الجمعة والسبت على أرتال من الآليات التابعة لتنظيم داعش»، مشيرا إلى أن من بين القتلى «قياديين في التنظيم، أحدهما معروف بـ«أبو عماد الجزراوي» وهو والي ولاية البادية، والثاني معروف بـ«أبو أحمد»، وهو قيادي عسكري. ونشر أنصار الدولة الإسلامية بيانا في حساب على «تويتر» أعلن فيه مقتل القائد ذيب حديجان العتيبي ونشروا صورا له وهو ميت وأخرى وهو على قيد الحياة.
وتحدثت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» نقلا عن مصدر عسكري عن «عملية نوعية نفذها سلاح الجو في الجيش العربي السوري دمر نتيجتها رتلا يضم عشرات العربات القتالية في منطقة حمادي عمر»، مشيرة إلى «مقتل ديب حديجان العتيبي» الملقب بـ«الجزراوي » ومسؤول عسكري.
وتشهد قرى وبلدات عدة في ريف حماة بانتظام معارك بين تنظيم داعش وقوات النظام. وتسيطر قوات النظام على غالبية المناطق في محافظة حماه.
في غضون ذلك، شن تنظيم داعش هجوما في اتجاه تل تمر، وتمكن من التقدم في قرية تل نصري المحاذية لها واقترب من الركبة، وهي تلة مجاورة، قبل أن يتمكن المقاتلون الأكراد من صد الهجوم، وفق ما قال رامي عبد الرحمن، مشيرا إلى وأشار إلى مقتل 8 عناصر «داعش» في تل نصري، ومدنيين اثنين في تل تمر بقذائف أطلقها التنظيم.
وأكد مدير الشبكة الآشورية لحقوق الإنسان أسامة إدوارد الذي يتخذ من ستوكهولم مقرا له، نبأ الهجوم، واصفا إياه بـ«الأعنف منذ وقت طويل».
وأضاف إدوارد المتحدر من تل تمر أن «المدنيين الآشوريين نزحوا من المنطقة لدى حصول الهجوم الأول في 23 فبراير (شباط)»، مضيفا أن «أكرادا وعربا نزحوا اليوم (أمس) من تل تمر بسبب قوة الهجوم».
وأشار إلى أن «مقاتلين آشوريين ينتمون إلى قوات حرس الخابور كانوا يتولون حماية عدد من القرى الآشورية انسحبوا منها فجرا في اتجاه تل تمر».
وتشكلت قوات حرس الخابور بعد فقدان الأمن في هذه المنطقة الواقعة في شمال غرب محافظة الحسكة بهدف حماية المراكز الدينية ومقار المؤسسات الحكومية والمدنيين.
وأشار إدوارد إلى أن مقاتلي تنظيم داعش «يحاولون تطويق بلدة تل تمر، وهي الهدف الأساسي للهجوم كونها تقع على مفترق طرق يفتح ممرا مع الحدود العراقية نحو الموصل (طريق القامشلي) والطريق المؤدية إلى راس العين والحدود التركية». كما يمكن الوصول منها إلى منطقة حلب غربا.
وكان التنظيم شن في 23 فبراير هجوما في المنطقة تمكن خلاله من السيطرة على 11 قرية آشورية خطف منها 220 شخصا، بينما نزح 5 آلاف آخرين. وأفرج التنظيم المتطرف في وقت لاحق عن 23 آشوريا مقابل دفع «جزية»، بحسب ما ذكرت مصادر آشورية.
وكان عدد الآشوريين الإجمالي في سوريا قبل الحرب نحو 30 ألفا من 1.2 مليون مسيحي، ويتحدرون بمعظمهم من القرى المحيطة بنهر الخابور في الحسكة، وأكبرها تل تمر التي تضم بعض الأحياء التي يسكنها عرب وأكراد.
ويوم أمس نفى المرصد الآشوري السوري لحقوق الإنسان صحة الأنباء التي أشارت إلى إطلاق سراح الآشوريين المختطفين لدى «داعش»، وقال المرصد الحقوقي: «لقد تم التأكد من أن الاشتباكات عادت بقوة في محيط منطقة تل تمر، التي تبعد نحو 40 كلم شمال مدينة الحسكة وأن تنظيم داعش أحرق منازل في 30 قرية آشورية مسيحية ممتدة على طول نهر الخابور ولم يطلق سراح المختطفين لديه وعددهم نحو 200 شخص بينهم نساء وأطفال».
وأضاف أن «الاشتباكات بين (داعش) وقوات كردية ترافقها قوات من المجلس العسكري السرياني الآشوري كانت بدأت منذ فجر اليوم (أمس)».
وقال عدد من الأهالي لوكالة الأنباء الألمانية «لم يصل أي من مختطفينا حتى الآن ولا نزال في حالة خوف على حياتهم نعيش حالة حذر وترقب ونصلي أن يعودوا سالمين معافيين من أي أذى»، وأكد المرصد الآشوري أن «حياة المختطفين الآشوريين لدى (داعش) مهددة بالخطر مطالبا العالم المساعدة في إنقاذهم قبل فوات الأوان».
ولا يزال «داعش» يحتفظ بأكثر من مائتي سوري آشوري سرياني مسيحي بينهم نساء وأطفال منذ 23 فبراير الماضي كان اختطفهم بعد مهاجمة قراهم في ريف محافظة الحسكة شمال سوريا.
من جهة أخرى، حذر الائتلاف من ارتكاب النظام مجازر بحق المدنيين في ريف اللاذقية، وطالب الأمين العام للائتلاف الوطني السوري محمد يحيى مكتبي، مجلس الأمن الدولي، وقوات التحالف الدولية، «بضرورة التحرك العاجل لحماية المدنيين السوريين في ريف اللاذقية وسائر الأراضي السورية من جرائم نظام الأسد المستمرة بحق أبناء الشعب السوري».
وأشار إلى «تنفيذ قوات النظام مصحوبة بميليشيات طائفية وميليشيا الدفاع الوطني هجمة شرسة منذ عدة أيام على قرى ريف اللاذقية بهدف السيطرة عليها، وقامت باقتحام المنطقة من 5 محاور (دورين - النبي يونس - كتف صهيون - بارودة - النبع المر».
وتفيد التقارير أن هناك ما يقارب 6 آلاف نسمة من سكان قرى (دورين - سلمى - مرش خوخة - الكوم) بريف اللاذقية نزحوا عن قراهم نحو الشريط الحدودي مع تركيا خوفا من قوات النظام والميليشيات التابعة لها، وأشار الأمين العام إلى أن تلك القوات «سبق أن ارتكبت مجازر طائفية في منطقة الساحل وصلت للذبح والحرق كما جرى في البيضا والحولة والزارة وغيرها من أفعال نظام الأسد بحق السوريين».



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.