حسين شبكشي
رجل أعمال سعودي، ومستشار اقتصادي لعدد من الشركات الخليجية الكبرى، وعضو مجلس إدارة ورئيس مجلس إدارة في عدد من الشركات السعودية والأجنبية. نشر العديد من المقالات في مجالات مختصة، وفي صحف ومجلات عامة في العالم العربي. اختير عام 1995 «أحد قادة الغد» من قبل «المنتدى الاقتصادي العالمي» في دافوس. أول رجل أعمال سعودي وخليجي ينضم إلى «منتدى أمير ويلز لقادة الأعمال».
TT

المزيد لمعرض الكتاب!

تم افتتاح معرض الرياض الدولي للكتاب، وهو المناسبة الثقافية الأهم في الحياة السعودية نظرا لما تمثله هذه المناسبة من فرصة استثنائية لاطلاع عدد كبير من السعوديين على نتاج ثقافات الأمم والحضارات في فترة موجزة ولكنها مركزة.
ويأتي المعرض بعد أيام وجيزة من تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وهو المعروف باهتمامه الشديد والكبير بشؤون الإعلام والثقافة والكلمة والكتاب.
يشارك في معرض هذا العام عدد مهم من دور النشر يتجاوز 915 دار نشر، من 29 دولة، وستكون دولة جنوب أفريقيا هي ضيفة الشرف لمعرض هذا العام. وكانت فرصة المعرض سانحة لأن تقوم وزارة الثقافة والإعلام بتنفيذ مبادرات مهمة ومنتظرة ومتوقعة، فالجو العام مهيأ وجاهز لها؛ مبادرات ثقافية لها علاقة بنشر ثقافة الكتاب في جغرافية أوسع، واعتماد معارض للكتاب في جدة والمنطقة الشرقية وأبها، وإطلاق مبادرات مع قطاع الأعمال لإنشاء مكتبات أحياء سواء أكانت فعلية أو تفاعلية، لتشجيع ثقافة القراءة والعلم والاطلاع.
والثقافة مسألة مطلوبة وضرورية ومهمة جدا، وما يقال عن هذه المعارض، يقال بشكل أدق وأعمق عن السينما، فاليوم هناك أعداد مهمة ومحترمة ومتزايدة ومتطورة من الأفلام السينمائية السعودية التي باتت تنتج بشكل سنوي، وتشارك في مهرجانات إقليمية ودولية، وتعرض في دور سينمائية في المنطقة وفي العالم وعلى شاشات التلفزيون، وفي الطائرات بوصفها جزءا من البرامج الترفيهية السينمائية المعروضة على الطائرة. كان من المتوقع أن يكون للسينما السعودية نصيب من أيام وليالي المعرض، وهكذا كان يتم «تداول» الأخبار قبل افتتاح المعرض، ولكن لم يتم التأكيد، وكان النفي الواقعي هو سيد الموقف الحقيقي.
السينما السعودية باتت واقعا، ولكن السينما «في» السعودية باتت مسألة أخرى، ولا أحد يفهم حتى الآن أسباب المنع، فكل موضوع يعرض قابل للتحقيق والتدقيق، وهناك معايير منع وقبول مثل أي دولة في العالم، فهذه مسألة باتت تعتبر من البديهيات البسيطة جدا.
هناك كثير من الإنجازات «الممكنة» في ملف الثقافة، فنحن كما نشارك في المناسبات الثقافية حول العالم، أعتقد أنه من الطبيعي أن نرى مناسبات ثقافية لدول من حول العالم تدعى لتقديم فنونها وموسيقاها وإنتاجها في السعودية، فهذا جزء من التطور الطبيعي لتعارف الشعوب بعضها ببعض، وكسر حواجز الخوف والقلق والشك والريبة، التي تولد الكثير من القلاقل التي توتر العلاقات بين الدول والشعوب.
معرض الرياض الدولي للكتاب يجب أن يتحول إلى مهرجان ثقافي أوسع وأهم ليشمل الحراك السينمائي والمسرحي والفنون الدولية بأشكالها المختلفة.
السعودية دأبت على المشاركة في مناسبات مهمة ومختلفة حول العالم لتنقل ثقافتها ونتاجها المتنوع إلى بقاع المعمورة، ولقد آن الأوان لأن تكون لديها الثقة والجاهزية والاستعداد لاستضافة هذه المحافل في البلاد، لأن في ذلك تجربة مهمة حضارية وإنسانية ستكون لها الفوائد الهائلة على عدد غير قليل من الناس، وهذا هو المطلوب تماما من أي تجربة ثقافية.
أهلا بمعرض الكتاب مجددا.. ولكننا من حقنا أن نطمع في المزيد.