قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن «هناك سببا قويا أدى إلى القيام بعملية (شاه فرات)، (اسم العملية العسكرية لنقل رفات جد مؤسس الدولة العثمانية سليمان شاه، وحراس الضريح)، مشيرا إلى أن العملية تمت بنجاح، مضيفا: «ذلك لا يعد انسحابا، أو تخليا عن أمانة أجدادنا وتاريخنا أبدا».
جاء ذلك في كلمة له خلال استقباله وفدا من حراس القرى المؤقتين، بقصر رئاسة الجمهورية بالعاصمة أنقرة أول من أمس.
ولفت إردوغان إلى أنهم ومن خلال عملية نقل الضريح أحبطوا مؤامرات جهات لم يسمها، كانوا يريدون استخدام الضريح والحامية العسكرية التركية في سوريا أداة للابتزاز ضد بلاده.
ونقلت وكالة «الأناضول» الرسمية التركية عن إردوغان أن «نقل رفات سليمان شاه إلى مكان أكثر أمنا هذه المرة، جاء بسبب الأوضاع الأمنية غير العادية هناك»، مشيرا إلى أن عملية نقل الضريح جرت مرتين في السابق بسبب إنشاء سد في سوريا، مشيرا إلى أن «العملية انطلقت بعد أشهر من التحضيرات من قبل القوات المسلحة التركية بالتعاون مع المؤسسات المعنية، ونفذت في التوقيت المحدد لها، ووفق الخطة المرسومة».
وبين الرئيس التركي أن بلاده قامت بعمليات مشابهة في السابق، مثل عملية إنقاذ رهائن القنصلية التركية في الموصل، حيث تمت العملية بنجاح، وبخطة محكمة من دون أن يصاب أحد بأي أذى، ورجع موظفو القنصلية إلى تركيا بسلام، إضافة إلى عملية إجلاء آلاف المواطنين الأتراك من ليبيا عقب اندلاع الأحداث هناك.
وأشار إردوغان إلى أن «الانتقادات والاتهامات التي وجهتها المعارضة التركية إلى حكومة بلادهم تبعث على الحزن، والتأمل»، معربا عن أسفه «لموقف المعارضة التركية المتماشية مع موقف نظام الأسد في هذه المسألة».
وأردف إردوغان قائلا: «الذين يرغبون في خلق مناخ سلبي لهذه العملية، لا توجد لديهم أدنى فكرة عن حماية مصالح تركيا وشعبنا، وإن شعبنا لم يعط الفرصة في السابق للذين يريدون الحصول من القضايا الوطنية على مكاسب سياسية، ولن يمنحهم الفرصة في هذه المسألة».
وفي الشأن الداخلي، أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أنه سيرأس جلسة مجلس الوزراء التي ستعقد بالقصر الرئاسي في 9 مارس (آذار) المقبل.
من جهته، قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، إن بلاده تقف بجانب الشعب السوري، وتؤكد على حقه في تقرير مصيره، وفي الحفاظ على وحدة وسيادة أراضيه.
وأضاف داود أوغلو، في مؤتمر صحافي بمطار أسنبوغا، قبيل مغادرته العاصمة أنقرة، متوجها إلى المجر، ونقلته وكالة «الأناضول» التركية شبه الرسمية، أن «تركيا تعارض ممارسات النظام السوري ضد شعبه، فضلا عن وقوفها أمام الظلم الذي يرتكبه تنظيم داعش في المنطقة»، مؤكدا أن سياسة بلاده تجاه سوريا، «لن تتأثر بالعملية التي قام بها الجيش التركي، ونقل ضريح سليمان شاه من العمق السوري، إلى الأراضي التركية، قبل وضعه في بلدة آشمة السورية».
وأفاد رئيس الوزراء التركي أن العملية التي قاموا بها قبل يومين، في العمق السوري، لا تنتهك القوانين الدولية، قائلا: «نحن نمتلك الأراضي التي كان يوجد بها ضريح سليمان شاه، وفق معاهدات دولية موقعة، ما قمنا به كان يهدف إلى حماية حقوقنا الدولية، وميراثنا التاريخي، وحماية أمن جنودنا الذين كانوا يرابطون في قلعة جعبر»، موضحا أن تركيا أكدت قوتها من خلال القيام بعملية نقل ضريح سليمان شاه، التي سارت تماما وفق الخطة الموضوعة.
وأوضح رئيس الوزراء أن قوة تركية أخرى مصحوبة بالدبابات دخلت في الوقت نفسه إلى محيط قرية «آشمة» في سوريا، وسيطرت على قطعة أرض بالمنطقة، ورفعت العلم التركي عليها، تمهيدا لنقل رفات سليمان شاه إليها.
يذكر أن الجيش التركي نفذ عمليتين متزامنتين، مساء السبت الماضي، الأولى لنقل ضريح سليمان شاه، جد مؤسس الدولة العثمانية، والجنود الأتراك الذين كانوا يحمون الضريح، إلى تركيا، والثانية للسيطرة على منطقة قرب قرية «آشمة»، غرب مدينة «عين العرب» (كوباني) بسوريا، ورفع العلم التركي هناك، تمهيدا لنقل رفات سليمان شاه إليها في وقت لاحق.
إردوغان أكد أن نقل رفات سليمان شاه أحبط مؤامرات ضد تركيا
داود أوغلو: العملية التي قام بها جيشنا في سوريا «لا تنتهك القوانين الدولية»
إردوغان أكد أن نقل رفات سليمان شاه أحبط مؤامرات ضد تركيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة